رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الخوف من الامتحانات واليأس.. أهم أسباب الانتحار.. 8 حالات في بداية العام.. وخبير نفسي: الأشخاص المحبطون بسن المراهقة النسبة الأكبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعددت وقائع الانتحار خلال أول شهر فى العام الجديد بصورة مخيفة، وبلغت عدد حالات الانتحار ثمانية حالات، الأمر الذى ينذر بكارثة اجتماعية تهدد تماسك المجتمع، فالتهور والاندفاع والاكتئاب وقلة الوعى الدينى تدفع البعض إلى الموت كحل نهائى للهروب من دائرة مؤلمة وضعوا أنفسهم بداخلها، دون رقابة ذاتية أو مجتمعية، سيناريوهات كثيرة تكشف عن أن هناك أكثر من سبب وراء تلك الوقائع، منها «الشك، والحالة النفسية المتعثرة، وظروف المعيشة الصعبة وفقا لآراء خبراء علم النفس وعلم الاجتماع». 

يقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسي، إن الانتحار لحظة يضعف فيها الفرد بعد تعرضه لصدمة أو أزمة أصابته، كأن تكون أزمة عاطفية أو موت شخص عزيز لديه أو الشك، فيلجأ إلى الانتحار ويحاول الانسحاب من الحياة، بسبب الشعور باليأس وعدم تحقيق الذات، وهو ما تسبب فى ارتفاع نسبة وقوع حالات الانتحار فى الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن معظم الذين يقدمون على الانتحار يعانون من مرض الاكتئاب السوداوي، ويعد هذا النوع من أخطر الأمراض النفسية التى لها علاج، خاصة أنها تتطلب احتجاز المرضى داخل مصحة نفسية لتلقى العلاج اللازم ومراقبتهم، وعند إنقاذهم يشعر المرضى أن الأمر لا يستدعى الانتحار، كما أن الإصابة بالفصام أو الهلاوس السمعية تجبر البعض على الانتحار، وفى هذا النوع من المرض يشعر المريض أن هناك شخصا يخاطبه ويطلب منه أن يقتل شخصا أو يلقى نفسه أمام عجلات قطار مترو الأنفاق.
ويضيف «فرويز»، فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، إن التناول الإعلامى المتكرر والمستمر فى ظاهرة الانتحار تحت عجلات المترو، هو السبب الرئيسى فى اختيار الشباب للمترو كوسيلة سهلة للمحبطين، وهو ما كوّن لدى الشباب فكرة أن المترو أسهل طريقة للتخلص من حياتهم، مستطردا: «الشاب لما يتعرض لصدمة يجرى يرمى نفسه أسفل عجلات المترو»، وهذا النوع يسمى بــ «الخلفية الذهنية للعقل»، وفيها يقوم المخ باستدعاء الأفكار القريبة له والتى حدثت مؤخرًا.
ويشير استشارى الطب النفسي، إلى أن الأشخاص المحبطين فى سن المراهقة أكثر تعرضا للانتحار، ولذلك يطلق على هؤلاء الأشخاص مصطلح «شخص عصابي»، فهو شخص سريع الغضب والانفعال، فى حالة عدم وجود فرد من الأسرة يحتويه ويقدم له النصيحة، لعدم اللجوء إلى الانتحار، مشيرا إلى أن الأسرة عليها دور كبير فى هذه السن لوقاية أطفالهم من الإصابة بهذا النوع من المرض، وتوضيح صعوبات تلك المراحل العمرية باستمرار وعدم البعد عنهم، والتركيز على حسن اختيار الأصحاب والزملاء.

ويقول الدكتور فتحى قناوى أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن أسباب انتشار وقائع الانتحار وهو عدم الإيمان الصادق بالدين، لأن أهم شيء هو العقيدة، فلو عرف المريض قيمة الروح والنفس وعرف أن المشاكل التى يواجهها لها حلول مهما كان وقتها، فإنه يطمئن، فهناك رب موجود وهو المسئول عن كل شيء، لكن للأسف الشديد من كثرة ما نراه فى الإعلام أصبحنا نستسهل الأمور، وهناك انعدام للتربية من قبل الأسرة بما أنها النواة الأساسية أو الخلية الأساسية فى المجتمع، فهل الأسرة تقوم بواجبها حاليا، هذا هو السؤال، لأن عصب الحياة على الأرض هى الأسرة فى أى مكان على الأرض.
ويؤكد «قناوي» أن انعدام الدور الأساسى للأسرة من الفكر والتفكير والإيمان والعقيدة وليس المشكلة بدخوله أهم المدارس أو الكليات، لكن المشكلة أن نرسخ له المبادئ التى تبنى معه الحياة، ولا بد من زرع الإيمان بداخل الأبناء بأن ما انكتب للإنسان بقدره لا بد من أن يراه سواء أكان نجاحا أو رسوبا أو فشلا لأنه لا أحد يعلم ما تخفيه الأقدار، واليأس من أن هناك حلولا للأمور، فلا يأس مع الحياة، وكما قال الرسول «ص»، اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.