الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تحذيرات من الغزو الأجنبي لعقول البراعم المصرية.. غياب قنوات الأطفال المحلية في مواجهة سيل المحتوى المخالف لثقافتنا.. مطالب بتدخل الدولة لصناعة محتوى قومي للطفل.. وزرع القيم المجتمعية والأخلاق السليمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في الوقت الذي تخصص فيه الكثير من الدول العربية والغربية الكثير من التمويلات المادية لصناعة محتوى خاص بالأطفال عبر إنتاج الأفلام والمسلسلات الكارتونية، أصبحت هناك علامات استفهام حول ضعف ومحدودية الإنتاج الفني الخاص بالأطفال في مصر.
وتتفاقم تلك المشكلة، في ظل أن قنوات الأطفال الأجنبية تنشر محتوى كارتوني مغايرا أو مختلفا عن الثقافة المصرية، وهو ما يجعل الطفل عرضة للتعرض لمحتوى ثقافي سلبي أو مؤثر على شخصيته بصورة قد تضر به.
في المقابل، فإن الكثير من دول منطقة الشرق الأوسط، تنتج الكثير من تلك المواد الكارتونية الموجهة للأطفال، فتركيا على سبيل المثال تنتج ما يصل إلى 60 مسلسلا كارتونيا في العام الواحد، والإمارات حولت نجاح مجلة سمير إلى إنتاج قناة تليفزيونية تحمل الاسم نفسه، وكذلك الحال في لبنان أيضا، في حين أنه يظهر في مصر قنوات للأطفال على غرار "Mbc 3" التي تقدم مسلسلات كارتونية دون برنامج تربوي واضح أو هادف في الوقت الذي تختفي به أي برامج بإنتاج مصري.

ويرجع هاني هلال، أمين عام الائتلاف المصري لحقوق الطفل، جذور تلك المشكلة، إلى أنها بدأت منذ ثورة 25 يناير حيث قل المضمون المخصص للطفل بشكل كبير، وأصبحت القنوات الوافدة على غرار "قناة طيور الجنة" و"سبيستون" وغيرها من القنوات هي الملاذ الأنسب للطفل المصري.
وأشار إلى أن هناك حاجة إلى وجود إعلام يوجه الطفل بجانب البرامج والقنوات الخاصة بالأطفال وهو أمر مطلوب علاوة على العمل على التثقيف الأسري لمراحل الطفولة المختلفة وما تحتاجه كل مرحلة لتعليمها كيفية التعامل مع الأطفال بالمراحل العمرية المختلفة، عبر خبراء الطفل، مشددا على ضرورة مراجعة المواد الإعلامية قبل بثها والعمل على تضمينها للقيم الإنسانية التي نحتاجها في أطفالنا.

وتؤكد الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، على أهمية برامج التليفزيون في تشكيل الثقافة والوعي لدى الأطفال والمشاهدين بصفة عامة ولهذا يطلق عليها القوى الناعمة، مستنكرة عدم استغلال تلك القوى الناعمة في بث الكثير من الأنماط السلوكية الإيجابية ونبذ السلبية في الوقت الذي تنتشر فيه المضامين التليفزيونية السلبية التي لا تخلو من العنف كالكارتون الذي يوجد به عنف، وهو ما قد يجعل الطفل الصغير يتجه لسلوك مشابه للسلوك الذي يشاهده أمامه، الأمر الذي يكرس لفكرة انتشار العنف والإرهاب.
ويستنكر أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن الأطفال، تدني الإعلام الموجه للطفل، مطالبًا بأن يكون هناك دور من الدولة في صناعة محتوى قومي للطفل يعمل على إكسابه القيم المجتمعية والأخلاق السليمة، وهو ما يتم من خلال الدول الأخرى التي تعمل على تقديم محتوى يعمل على تعزيز المستقبل العلمي والثقافي الراقي للأطفال، مستشهدًا بأطفال الولايات المتحدة الأمريكية الذين يوجد لديهم غزارة معرفية وثقافية عامة بسبب البرامج الإعلامية الهادفة التي تقدم لهم.
وقال مصيلحي، إن الطفل المصري في أمس الحاجة إلى برامج هادفة ومخصصة له لحمايته من الثقافة الوافدة التي أصبحت سمة من سمات العولمة في مصر في ظل الاتصال الشبكي وسهولة التواصل بين الثقافات والشعوب عن ذي قبل.