الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

انعقاد أول مؤتمر دولي حول سلامة الغذاء في أفريقيا الشهر المقبل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعقد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الإفريقي في الثاني عشر من الشهر المقبل أول مؤتمر من نوعه حول سلامة الغذاء في إفريقيا، بمقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وذلك تزامناً مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي مطلع الشهر المقبل.
يهدف المؤتمر، الذي ستستمر أعماله لمدة يومين، إلى زيادة التنسيق على مستوى عالٍ بين مسئولي صحة وسلامة الغذاء في إفريقيا وتدبير ما يلزم لتحقيق هذا الهدف من استثمارات ومعونة فنية للبلدان الإفريقية لتوفير غذاء أكثر أمنا لمواطنيها، وتأمل منظمة الصحة العالمية أن تعطي رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي زخماً قوياً للمؤتمر وجهود تحسين مستويات سلامة الغذاء المقدم وتنسيق الجهود بين الحكومات الإفريقية على هذا الصعيد والاستفادة من خبرة و تجربة مصر في تحسين جودة وسلامة الغذاء. 
يشارك في أعمال المؤتمر، قادة ورؤساء حكومات أفارقة من بينهم رئيس رواندا باول كاجامي الذي ستنتقل من بلاده رئاسة الاتحاد الإفريقي إلى مصر الشهر القادم، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، ورئيس منظمة "فاو" البروفسور جوز جراسينو ديسيلفا، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس ادانوم جبريسيوس، فضلاً عن ذلك يشارك في أعمال المؤتمر مسئولو التخطيط ووضع السياسات في مجال الصحة والتغذية والتصنيع الغذائي في الدول الإفريقية ووزراء الصحة والزراعة والبيئة والتجارة. 
وسيعقد القادة الأفارقة المشاركين في أعمال المؤتمر مؤتمرا صحفيا عالميا عقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر لعرض تصوراتهم ورؤاهم حول قضية الغذاء وسلامته للمواطن الإفريقي، كما يشارك أيضا في أعمال المؤتمر ممثلون عن المنظمات الدولية ذات الصلة بصحة وسلامة غذاء وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص. 
وسيتم خلال المؤتمر تقديم أوراق عمل ذات طابع استراتيجي حول سبل رفع مستوى سلامة الغذاء في إفريقيا ومواجهة التحديات التي تحول دون تحقق ذلك والعمل على بناء إرادات سياسية على مستوى القارة لتحسين مستوى سلامة وأمن الغذاء للمواطن الإفريقي على ضوء أجندة 2030 للإنماء الشامل في إفريقيا. 
وتوضح الدراسات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 600 مليون شخص حول العالم يعانون من أمراض ناتجة عن انخفاض مستويات سلامة الغذاء سنوياً، ومعظمهم يصاب بها منذ لحظة الولادة بسبب ضعف مستوى سلامة الغذاء للأمهات.
وتتكبد اقتصاديات الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل على مستوى العالم خسائر قدرها 100 مليار دولار أمريكي سنويا نتيجة تدني مستويات سلامة الغذاء، وتتحمل 28 دولة على مستوى العالم معظمها دول إفريقية نصف تلك الفاتورة من الخسائر سنويا. 
ويؤكد خبراء منظمة الصحة العالمية أن الجهد الدولي للتغلب على مشكلة تدني مستويات سلامة الغذاء في إفريقيا والعالم لا يزال يتسم بالتشتت وعدم التنسيق برغم كون هذه المشكلة تشكل عقبة رئيسية أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة في إفريقيا والعالم. 
ويعد إنتاج الغذاء ودعم الزراعة مجالاً حيوياً يتطلع الأفارقة لأن تدعمه رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بدءاً من العام الجاري، فعلى صعيد الخطط والتصورات الخاصة بتحقيق الأمن الغذائي الإفريقي يشكل "إعلان مابوتو" الصادر في العام 2003 منصة عمل جماعية جيدة تقوم على تلاقي الخبرة العملية والتخطيطية لمؤسستين مهمتين من مؤسسات الاتحاد الإفريقي، هما (مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (نيباد)، وبرنامج الإنماء الزراعي الإفريقي الشامل (كادب)، إذ أعربت الحكومات الإفريقية في إعلان مابوتو 2003 عن التزامها بتخصيص نسبة 10% من نواتجها القومية الإجمالية لأغراض الإنماء الزراعي ومكافحة التصحر وحماية الثروات الغابية.
وتشكل التجربة المصرية الراهنة للإنماء الزراعي من خلال التكنولوجيا الحديثة للزراعة وترشيد استخدامات مياه الري نموذجاً ملهماً لدول إفريقيا التي تتطلع للاستفادة من تلك الخبرة المصرية في الإنماء الزراعي، فوفقاً لتقارير التنافسية الدولية تعد الزراعة هي المشغل الأكبر لليد العاملة الإفريقية ويعمل بها نحو 100 مليون إفريقي من أصحاب الحيازات الصغيرة والمتوسطة، كما يعمل 40% من الشباب الإفريقي بالزراعة مقارنة بنسبة 33% في قطاع الخدمات، أما قطاع التجارة والأعمال فلا يقدم سوى 13% من فرص العمل للشباب الإفريقي، وتوفر قطاعات التصنيع والتشييد والبناء نسبة لا تتعدى 8% من فرص العمل لشباب إفريقيا.
وتؤكد تقارير بنك التنمية الإفريقي أن إفريقيا تفقد نسبة لا تقل عن 25% من إنتاجها الزراعي الخام نتيجة افتقار القارة لمرافق البنية الأساسية والطرق وشبكات النقل التي تقلل زمن النقل وكذلك لافتقار القارة لخدمات البنية التحتية للكهرباء التي تعد أساسا في عمليات التبريد والتخزين للمنتجات الإفريقية من الحاصلات واللحوم و الأسماك.