الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

طعنة من داخل البيت.. 3 جرائم أسرية بشعة في شهر.. عاطل يمنع الطعام عند والدته حتى الموت.. وآخر يذبح ابنة شقيقته بزعم سوء سلوكها.. وعاطل يقتل والده المسن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى علىَّ حجر، جملة شعبية دارجة تصف حال جرائم قتل الآباء والأمهات، على يد أبنائهم فى الفترة الماضية، فى مشاهد بشعة سيطر الشيطان فيها على قلوبهم، فتجردوا من إنسانيتهم ليلوثوا أيديهم بدماء أقرب الناس إليهم، بعدما قضوا ما ضاع من عمرهم فى سبيل خدمتهم وسعادتهم وتوفير حياة كريمة لهم، فكانت نهايتهم الموت، فى جرائم مروعة.



ويرى خبراء علم النفس، أن السبب وراء تلك الجرائم هو انتشار المواد المخدرة وزيادة معدل الفقر والجهل وبعض الأمراض النفسية مثل الفصام والكبت والصرع، ونستعرض بعض الحوادث التى وقعت خلال الفترة الماضية.
فى منطقة شبرا الخيمة فى محافظة القليوبية، تخلص عاطل من والدته المسنة بحجة سوء معاملتها له، بالاعتداء عليها بالضرب وحبسها ومنعها من الطعام لمدة ثلاثة أيام، حتى لقيت مصرعها داخل منزلها، وعثر الأهالى عليها مسجاة على وجهها بأرضية غرفة نومها، ولا يوجد بها ثمة إصابات ظاهرية، وعقب القبض عليه وبمواجهته اعترف بقيامه بقتلها، بسبب سوء معاملتها له، وأنها أُصيبت بحالة فقدان للوعى وفوجئ بوفاتها، ولم يقم بالإبلاغ خشية مساءلته.
وفى منطقة روض الفرج، أقدم عامل على ذبح نجلة شقيقته بزعم سوء سلوكها، حيث ورد بلاغ بالعثور على جثة لفتاة تبلغ من العمر ١٨ سنة، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الحادث وتبين من المعاينة الأولية لجثة المجنى عليها، أن بها طعنات فى رقبتها.
وفى منطقة السلام فى محافظة القاهرة، أقدم عامل على قتل والده المسن بزعم أنه اعتاد توبيخه لكونه عاطلا وعدم سعيه للعمل، ولدى طلبه منه مبلغا ماليا لشراء بعض متطلباته رفض، فحدثت بينهما مشادة كلامية قام على إثرها بالاعتداء عليه بسكين، أحضره من المطبخ، فأودى بحياته بعدما سدد له عدد من الطعنات فى مناطق متفرقة من الجسد.

الدكتورة رحاب العوضى استشارى الطب النفسي، قالت إن ارتفاع نسبة الفقر والجهل فى المناطق العشوائية وتعاطى المواد المخدرة تسبب فى وقوع العديد من ارتكاب جرائم القتل البشعة خلال الفترة الماضية التى استمرت حتى بداية العام الجديد، مشيرة إلى أن المرض النفسى لا يدفع صاحبه لارتكاب الحوادث البشعة التى شهدها المجتمع المصرى مؤخرًا، كما أن جرائم العنف الأسرى موجودة منذ بدء الخلق، واستدلت على ذلك بالقصة الشهيرة لقتل قابيل لشقيقه هابيل، والتى سطر بها أول جريمة قتل فى تاريخ البشرية.

وأضافت العوضى لـ«البوابة نيوز»، أن هناك عددا من الأمراض النفسية التى تؤثر على عقل المريض وتدفعه لقتل والده أو والدته أو العكس مثل مرض: «الفصام والصرع والهلاوس والكبت»، وفى هذه الأنواع يشعر المريض بأن شخصا يتحدث معه ويطلب منه قتل أمه بعد أن يصور له أنها سيدة سيئة السمعة وعليه التخلص منها، أو أنها تريد الحصول على ثروته، ثم فى حاله الصرع تنتاب الفرد حالة من العصبية الزائدة، يقوم خلالها بضرب أى شخص يقف فى طريقة أو يحاول منعه من تنفيذ رغباته.

وأكدت «العوضي»، على أن التنشئة الاجتماعية لهؤلاء الأشخاص قد يكون بها نوع من الكبت الزائد من قبل الأمهات، عندما يرى أن الأم تقوم بتفضيل أحد أشقائه عليه، فعندها لا يستطيع هذا الشخص أن يتحكم فى أعصابه، ويقرر الانتقام على الفور ويقوم بتنفيذ جريمته، مستطردة: المخدرات سبب رئيسى فى ارتكاب بعض جرائم القتل لأن الشخص المدمن يصل لمرحلة لا يمكنه فيها ترك طريق المخدرات، حيث إن الجرعة المخدرة تعد بالنسبة للشخص المدمن حياته، وعندها يفكر فى السرقة للحصول عليها بأى طريقة حتى إن وصل الأمر لقتل أى إنسان يعارضه.


من جانبه، قال المحامى والخبير القانوني، أيمن محفوظ، إن قضايا قتل الأبناء لآبائهم لها طبيعة خاصة داخل قاعات المحاكم، فيقوم القاضي بتحويل المتهم إلى مستشفى الأمراض العقلية، للتأكد من عدم إصابته بمرض نفسي، مشيرا إلى أن المتهم يقضى داخل المستشفى ما يقرب من ٤٥ يومًا لتوقيع الكشف الطبى اللازم له، وبعد التأكد من عدم إصابة المتهم بمرض نفسي، يطبق على المتهم أقصى عقوبة، والتى قد تصل إلى المؤبد والإعدام. وأكد الخبير القانونى لـ«البوابة»، أن عقوبة قتل الآباء على يد أبنائهم، تختلف باختلاف القصد الجنائى وتتم معاقبة الوالدين بقتل أبنائهما بنصوص مواد العقوبات الحالية، لأنه لا يوجد نص خاص يجرم تلك الجريمة، والتى نطالب بنص لتلك الجرائم المستحدثة، التى لم تخطر على بال المشرع، مشيرًا إلى أن هناك فرقا بين القتل العمد وهو نية إزهاق روح الطفل، فيتم معاقبة الجانى بعقوبة تصل إلى السجن المشدد والمؤبد وإذا كان عن سبق ترصد وإصرار تكون العقوبة الإعدام طبقا لمواد القانون ٢٣٠ و٢٣١ و٢٣٢ من قانون العقوبات.
وأضاف الخبير القانونى: «أما إذا كان موت الابن نتيجة ضرب بغرض التربية فإنه تكون التهمة هى ضرب أفضى إلى الموت والعقوبة من ٣ إلى ٧ سنوات لأن قصد القتل العمد لم يكن متوفرا إنما كان القصد هنا هو الضرب والإيلام فتعدى هذا الضرب مبتغاه ونتج عنه موت الطفل لم يكن يقصده الجانى الأب أو الأم وإنما كان بغرض آخر للضرب فتكون العقوبة سالفه الذكر، كما أنه لابد من تدخل تشريعى للتصدى لمثل تلك الجرائم الجديدة على مجتمعنا».