الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"المفخخات".. خطة "داعش" لاحتلال المدن العراقية.. تكتيك جديد من الإرهابيين لنشر الفوضى بين العراقيين.. ورئيس النواب يدعو لمضاعفة جهد المخابرات وزيادة إمكانيات قوات الأمن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثف تنظيم داعش الإرهابى فى الفترة الأخيرة من استخدام السيارات المفخخة فى هجماته بالمناطق المحررة فى شمال وغرب العراق، ما اعتبره البعض تكتيكا جديدا من قبل التنظيم، لإيقاع خسائر كبيرة فى صفوف القوات الأمنية والمدنيين على حد سواء، لنشر الفوضى، وتأجيج الغضب الشعبى ضد الحكومة العراقية والتحالف الدولي، بالإضافة إلى محاولته أيضا الترويج أنه لا يزال موجودا بقوة، رغم خسائره على الأرض، وبالتالى استقطاب عناصر متطرفة جديدة.
وكانت مدينة القائم بمحافظة الأنبار فى غرب العراق شهدت فى ١١ يناير الجاري، تفجيرا بسيارة مفخخة، أسفر عن مقتل ٤ أشخاص وإصابة ٢٠ آخرين بجروح، بينهم عدد من أفراد الأمن.

وقال رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة الأنبار، نعيم الكعود، لشبكة «رووداو» الإعلامية الكردية العراقية، إن «سيارة مفخخة كانت مركونة قرب سوق الحصيبة الشعبى فى القائم، انفجرت صباح الجمعة الموافق ١١ يناير، ما أسفر عن قتلى وجرحى فى صفوف المدنيين وقوات الأمن».


وأدان رئيس مجلس النواب العراقى محمد الحلبوسي، تفجير القائم، ودعا فى بيان، إلى اتخاذ خطوات حقيقية وعاجلة لإيقاف الخروقات المتكررة فى المحافظات المحررة، من خلال مضاعفة الجهد الاستخباري، وزيادة إمكانات القوى الأمنية.
ونقل موقع «الغد برس» العراقى عن الحلبوسى القول فى ١١ يناير، إن «تكرار التفجيرات الإرهابية بهذه الوتيرة فى المناطق المحررة يعد مؤشرا خطيرا ينبغى الحذر منه، فلا يمكن التفريط بالانتصارات التى تحققت والدماء التى أريقت من أجل تحرير تلك المناطق».
وأكد الحلبوسى ضرورة تعزيز أعداد عناصر القوات الأمنية فى هذه المناطق، لا سيما أفراد الشرطة المحلية، وتمكين أبنائها من المساهمة فى مسك الأرض؛ لحفظ أمنها واستقرارها».
وكانت القائم، التى تبعد ٣٥٠ كيلومتر غرب العاصمة العراقية، بغداد، آخر معقل لتنظيم داعش فى العراق، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من استعادتها فى ٣ نوفمبر ٢٠١٧.
وجاء تفجير القائم بعد أربعة أيام من إعلان مركز الإعلام الأمنى التابع لوزارة الداخلية العراقية، عن مقتل وإصابة ٨ أشخاص بانفجار سيارة مفخخة فى منطقة سيطرة الأقواس بمدينة تكريت فى محافظة صلاح الدين فى شمال البلاد. 
وقال المركز فى بيان نشرته وسائل الإعلام العراقية فى ٨ يناير، إنه خلال عملية تفتيش فى منطقة سيطرة الأقواس شمالى تكريت، تم اكتشاف سيارة مفخخة من نوع «بيك أب»، ما دفع الإرهابى الذى يقودها إلى تفجيرها، وهو بداخلها، وأسفر الحادث عن مقتل شخصين وإصابة ٦ آخرين.
وقبل ذلك، وتحديدا فى ٨ نوفمبر الماضي، انفجرت سيارة مفخخة قرب أحد المطاعم فى الجانب الأيمن من مدينة الموصل بمحافظة نينوى فى شمال العراق، ويعتبر هذا أول انفجار بسيارة مفخخة منذ إعلان تحرير المدينة من قبضة داعش فى يونيو ٢٠١٧.
وتضاربت الروايات حينها حول حصيلة ضحايا التفجير، إذ أفاد مركز الإعلام الأمنى التابع لوزارة الداخلية العراقية بسقوط ٥ قتلى، وإصابة ١٤ آخرين، فيما نقلت وكالة «نينا» العراقية عن مصدر أمني، قوله إن حصيلة ضحايا التفجير، بلغت ٢١ قتيلا، و١٧ جريحا.
ويبدو أن الأسوأ لم يقع بعد، لأنه رغم إعلان العراق فى ديسمبر ٢٠١٧، اكتمال استعادة الأراضي، التى كان داعش سيطر عليها، منذ صيف ٢٠١٤، والتى مثلت ثلث مساحة البلاد، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة موزعة فى أرجاء البلاد، ويعود تدريجيا إلى شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، التى كان يتبعها قبل عام ٢٠١٤، هذا فيما لا تزال الحكومة العراقية عاجزة عن معالجة الأسباب، التى ساعدت على ظهور داعش وتمدده، وأبرزها، الصراعات السياسية، والفساد، وتردى الأوضاع الاقتصادية، وتهميش السنة، وهى أمور تهدد بعودة التنظيم مجددا.
وحسب تقرير أصدره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن فى ٣ يناير، فإن «داعش فقد ٩٩ فى المائة من الأراضي، التى كان يسيطر عليها فى العراق، إلا أن مسلحيه يشنون ما معدله ٧٥ هجوما شهريا فى أنحاء البلاد». وأضاف التقرير، الذى نشرته قناة «السومرية» العراقية، أن «داعش غير من تكتيكاته، فأصبح يركز فى الآونة الأخيرة على الأهداف الحكومية، هذا إلى جانب عمليات الخطف من أجل الفدية والاغتيالات».
وقدر التقرير عدد المسلحين الدواعش فى العراق ما بين ١٠ و١٥ ألف مسلح، محذرا من أن «التنظيم الإرهابى بدأ ينظم صفوفه، مستفيدا من حالة الاضطراب السياسى التى يعيشها العراق، فضلا عن التوترات بين بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق، بالإضافة إلى التوترات المذهبية، التى تغذيها ميليشيات الحشد الشعبى العراقية، المدعومة إيرانيا».

ورغم تأكيد الحكومة العراقية مرارا أن الأوضاع الأمنية تحت السيطرة، وأن الحدود مع سورية مؤمنة تماما، إلا أن التقارير المتداولة حول نشر قوات أمريكية من جديد فى بعض المناطق المحررة، تكشف عكس ذلك، وتدلل على أن تزايد نشاط داعش بالعراق بدأ يقلق واشنطن، بالإضافة إلى هدف أمريكا المتمثل فى قطع الطريق على الميليشيات الموالية لإيران فى العراق، والتى قد تتخذ من عودة نشاط داعش فى المدن السنية المحررة ذريعة لتكثيف تواجدها على الحدود مع سوريا، وبالتالى استمرار الإمدادات إلى ميليشيات إيران فى سوريا، بما يتعارض مع مساعى واشنطن لتحجيم نفوذ إيران فى كل من العراق وسوريا. 
وكانت بعض وسائل الإعلام العراقية تناقلت فى ١٢ يناير، أنباء عن انتشار قوات أمريكية فى قواعد عسكرية بالموصل، عقب طرد قوات «الداخلية، والحشد الشعبى منها، بهدف «سد الثغرات الأمنية» وحماية منطقة سد الموصل من هجمات محتملة لتنظيم «داعش»، بالإضافة إلى تدريب قوات الجيش العراقي.
وجاء ذلك بعد تردد أنباء أيضا عن تحركات عسكرية أمريكية مكثفة فى محافظة الأنبار غربى العراق، وقال رئيس اللجنة الأمنية فى مجلس محافظة الأنبار، نعيم الكعود، فى ٢ يناير، إن القوات الأمريكية تنتشر فى أكثر من موقع عسكرى فى المحافظة، خاصة فى قاعدة «عين الأسد».