الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"المتعود على الشقا ما بيتعبش".. "سماح" دليفري الصبح وعجلاتي آخر اليوم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بملامح يبدو عليها الشقاء، وملابس رجالية، تشكلت هيئة سيدة يفصلها عام واحد عن العقد الرابع من عمرها، دفعتها الظروف للقيام بدور الأب والأم معًا، فهى أم لطفلة عمرها ثمانى سنوات مصابة بمتلازمة «داون»، تحتاج علاجًا شهريًا وعناية خاصة، ترى بوضوح فى حالها أن عناية الله فوق اعتبارات الجميع، فترعى هذه السيدة بعون من الله، بيتها بعد طلاقها من الأب الذى لا يُكلف نفسه بالمساهمة بجزء بسيط من المصاريف، ويرى أن السؤال عن ابنته المريضة «مشقة» لا يتحملها، فتركها وحدها فى وجه الظروف العصيبة وتقلبات الزمان وغدره، لتعمل الأم «دليفرى» فى أحد المطاعم، بجانب إدارتها لمحل «عجل» ورثته عن والدها، الذى تعلمت منه «سر الصنعة»، لتديره وتتربح منه بجانب عملها لتوصيل الطلبات لتغطى مصاريف بيتها وعلاج ابنتها الوحيدة.
هنا فى شارع «سليمان جوهر» بمنطقة الدقى، تعيش «إيمان حنفي» الشهيرة بـ«سماح رجب»، مع ابنتها ووالدتها، وعلى مقربة من بيتها تجد محل العجلات الخاص بها، ولكن وسط ذلك الشقاء تطفو ابتسامة رضا على وجه «سماح»، وتقول: «بحمد ربنا فى كل ثانية ودايمًا بيسمع دعائى، وأنا دعيته كتير أقدر أدخل بنتى المدرسة رغم ظروفها الصحية، وأعلمها وتبقى حاجة كبيرة فى المستقبل، وواثقة إن ربنا هيستجيب دعائي».
وبيد مشققة من العمل المرهق، عَدّلت سماح «الكاب» الذى تريده، والذى يُعطى طابعًا خاصًا أضاف الكثير لمظهرها الرجولى، الذى تم فرضه عليه وعلى غيرها من النساء بالإجبار، بعد اختيار الأب لأسهل الحلول وهو هجر أسرته والهروب من المسئوليات التى لا يريدها على كاهله.
وبرغم الظروف العصيبة، والشقاء فإن فى قلوب سماح وغيرها من النساء متسعًا للطموحات والأحلام المشروعة، فتتمنى، قائلة: «نفسى مشروع العجل يكبر، ويجيبلى دخل يكفى بيتى، واشترى «مكنة» تساعدنى فى توصيل الطلبات بدل «العجلة»، وبنتى تتقبل فى مدرسة حكومية رغم حالتها الصحية عشان مش قادرة على مصاريف المدارس الخاصة».