محمود محمد طه، مفكر ومؤلف وسياسي سوداني (١٩٠٩-١٩٨٥)، أسس مع آخرين الحزب الجمهوري السوداني عام ١٩٤٥، كحزب سياسي يدعو لاستقلال السودان والنظام الجمهوري، وخرج منه في أكتوبر ١٩٥١ وأعلن مجموعة من الأفكار الدينية والسياسية سمى مجموعها بـ«الفكرة الجمهورية».
تم استدعاء «محمود» ليمثل أمام السلطات بعد تصعيده للمعارضة لقانون منع الختان الفرعوني- الذي أصدره المجلس الاستشاري لشمال السودان- وانتشار المنشورات المعارضة للقانون بإمضاءات الجمهوريين، تم سجنه في شهر يونيو من عام ١٩٤٦ وبذلك يعتبر محمود محمد طه أول سجين سياسي في الحركة الوطنية التي تمخضت عن مؤتمر الخريجين العام سنة ١٩٣٨.
وقاد حركة احتجاجية في «رفاعة» في سبتمبر ١٩٤٦ احتجاجا على اعتقال السلطات لامرأة أجرت الختان الفرعوني على طفلتها، وحشد الناس بعد أن خطب فيهم لصلاة الجمعة ودعاهم للجهاد وخوفهم من تركه، فاعتقلته السلطات وحكم عليه بالسجن لعامين.
بدأ محمود اعتكافه في السجن وواصله بعد خروجه من السجن، حيث اعتزل الناس برفاعة منذ عام ١٩٤٨ حتى أكتوبر ١٩٥١.
في ١٨ نوفمبر ١٩٦٨، حوكم بتهمة الردة، أمام محكمة الاستئناف العليا الشرعية، رفض محمود الامتثال لأمر الحضور للمحكمة التي حكمت عليه غيابيا بالردة عن الإسلام، ونص الحكم: «بأنه مرتد عن الإسلام وأمرناه بالتوبة من جميع الأقوال والأفعال التي أدت إلى ردته».
وأخذ الكثير من العلماء، مختلفي المذاهب، الكثير على الفكرة الجمهورية وعارضوها ورماه بعضهم بالردة عن الإسلام وحوكم بها مرتين، أعدم في آخراهما في يناير ١٩٨٥، ورغم المناشدات من جهات عربية وعالمية فقد أيد الرئيس جعفر نميري، الحكم ونفذ في صباح الجمعة ١٨ يناير ١٩٨٥.
