ضحكته تتلألأ كتسبيحة عابد في غسق الليل؛ وكأنه أخذ من المسبحات اللاتي يحملها بركة، فصارت طلته تجذب الناس؛ لا يقول لك سعر المسبحة ولكن يقول وهبتها.
يضحك أحمد حين تسأله عن عمره ويجيب: «عمري أقل من عدد حبات السبحة».
من إحدى قرى الصعيد جاء مع والده هذا العام، فقد قسم الأب الزيارات على أولاده الثلاثة؛ وعن ذلك يقول «أحمد»: «أبويا سريح في الموالد؛ يغيب عن الدار شهرين تلاتة ويرجع يطل علينا ويرجع يسافر، وفي كل سفرية ياخد حد معاه أنا أو إخواتي؛ كل يوم فى بلد شكل؛ أنا بلف بسبح وهو بيلف بمحافظ».
وعن حلمه يقول بائع السبح الصغير: «أنا نفسي أكبر ويبقي معايا فلوس وأريح أبويا من التعب ده، واطلعه يحج هو وأمي وابني بيت ٤ أدوار؛ دور لأبويا وأمي فيه تكييف ومفروش حلو؛ وكل واحد من إخواتي دور وأنا أسكن في الدور الرابع علشان بحب المكان العالي؛ اللي مفيش حاجة بينه وبين السما؛ أنا ساعات بطلع عندنا فوق السطح ومعايا السبح أدعي ربنا وأكلمه وأقوله يديني فلوس ويدي أبويا الصحة».
ويختتم أحمد: «أنا ساعات بزعل لما بشوف العيال راجعة من المدرسة وأنا بغيب علشان ألف بسبح؛ لكن محلتناش حاجة لا قيراط أرض ولا خزين في الدار؛ وربنا بينجحني علشان يساعد أبويا وإخواتي».
