السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في احتفال الغطاس.. تعرف على لوحة "المعمدان" المثيرة للجدل

المعمدان
المعمدان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في صورة مختلفة تمامًا عن كل الأعمال الفنية المسيحية التي تناولت شخص "يوحنا المعمدان" رسم ليوناردو دافنشي المعمدان بشعر مجعد وطويل مبتسمًا ورافع إصبع يده اليسرى وصفها البعض بأنها تشهب لوحة "الموناليزا". 

لوحة "المعمدان" الزيتية وعلى خشب جوز من رسم فنان عصر النهضة ليوناردو دافنشي، اكتملت بين عامي 1513 - 1516، ويعتقد أنها كانت آخر لوحة له، الحجم الأصلي للوحة 69x57 سنتيمتر، وهي معروضة حاليًا في متحف اللوفر في باريس

واللوحة تصور يوحنا المعمدان في عزلته، ويحمل بيده اليسرى صليب، ويده اليمنى تؤشر إلى الجنة. يعتقد الخبراء أن الصليب والفراء الصوفي قد تمت إضافته لاحقًا من قبل فنان مجهول.

ويعتبر أهم ما يميز اللوحة هو حركة إصبع "المعمدان" والتي تشير إلى السماء، وقد أثارت جدلا واسعا بين المؤرخين ونقاد الفن وأسماها البعض "إيماءة يوحنّا". 

البعض قالوا إنه ليس هناك دلالة دينية للإصبع المرفوع. والبعض الآخر ذهبوا إلى أن الإصبع هي علامة على مجيء المسيح. بينما قال آخرون إن ليوناردو كان يشير إلى أن القوانين التي تحكم الأرض هي نفسها التي تحكم السماء.

وخضعت لوحة "القديس يوحنا المعمدان" لليوناردو دا فينتشي المعروضة في متحف اللوفر، قبل عامين لعملية ترميم لتستعيد تدرّج ألوانها التي بهتت كثيرًا على مر السنوات.

وقال سيبستيان الأر المسؤول عن قسم اللوحات في المتحف الباريسي "نسعى إلى تخفيف طبقات البرنيق لجعل اللوحة اكثر وضوحًا"، مضيفًا "لم نعد نرى إلاّ الأجزاء الفاتحة من اللوحة". فجلد الحيوان الذي يتلحف به يوحنا المعمدان والصليب الذي يحمله في يده اختفيا تقريبا فضلا عن بعض خصل شعره المشعث

ويرجع ذلك لتدهور نوعية طبقات البرنيق التي استخدمت خلال عملية الترميم الرئيسية الأخيرة في العام 1802. وشدد فينسان دوليوفان أحد أمناء قسم اللوحات على "أنها اللوحة التي طليت بأكبر عدد من طبقات البرنيق في مجموعة اللوفر. 110 ميكرون وهي سماكة قياسية" مقارنة بسماكة 60 ميكرون على لوحة "القديسة آنا" العائدة لدا فينشي أيضا والتي رممت في العام 2012.

ويوضح ديليوفان أنه يتم اللجوء إلى البرنيق "لأنه في مرحلة أولى يعطي اللوحة لمعانا وعمقا ووضوحا ومن ثم يبدأ بالاسوداد". وهي ثالث لوحة لليوناردو دا فينشي التي تخضع للترميم في غضون السنوات السبعة الأخيرة بعد لوحات "القديسة آنا" و"بائعة الحديد الجميلة" التي استعادت نضارة الشباب قبل ثلاثة سنوات.

ويوحنا المعمدان هو آخر أنبياء العهد القديم، وتصفه الكنيسة بـ"لسان الحق" والشاهد للحق. وتحتفل الكنيسة بعيد استشهاد يوحنا المعمدان في (2 توت) اليوم التالي لعيد النيروز أي عيد الشهداء ورأس السنة القبطية. و"يوحنا" هو من قام بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن. وقال بعد عماده للمسيح: "وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هَذَا هُوَ ابْنُ اللَّهِ" (يو1: 34). وتحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بعيد الغطاس في 19 يناير من كل عام.