الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

السياحة والأمن القومي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السياحة ليست مجرد صناعة لتربح الأموال وتدفق العملة الأجنبية، السياحة أمن قومى فهى أداة سياسية مهمة جدا إذا تم استخدامها بشكل مخطط وعلمى تستطيع أن تحل أزمات سياسية وتقوى العلاقات السياسية الدولية بل هى من أهم أدوات السلام.
فالسياحة هى الأداة الأقوى لنشر السلام بين الدول عندما يتقارب الشعوب وتتبادل الثقافات، هى المنفذ للتواصل مع شعوب العالم وهى وسيلة الاتصال المباشرة مع كل الجنسيات، ومن خلال وسيلة الاتصال هذه تستطيع إرسال أى رسالة وأى صورة ذهنية ترغب فى أن تؤخذ عنك كدولة، تستطيع تغيير أى صورة ذهنية مغلوطة عن الدولة نتيجة الإعلام المأجور الذى تستخدمه دول تريد الخراب لمصر، فإذا استطعت أن تقترب من الشعوب ستستطيع أن تقوى موقفك الدولى والسياسي، وإذا رغبت فى فتح علاقات جديدة مع دول ليس لديك علاقات قوية بها لن تجد أقوى من السياحة كوسيلة لبناء علاقات دولية قوية سيكون بدايتها من شعوب تلك الدول حينما تقترب من ثقافة المصريين والشعب المصرى وتتعرف على تاريخه وهذا سيكون بمثابة حجر أساس لعلاقات دولية قوية.
هذا من جانب ولكن هناك جانبًا آخر للسياحة يخص الأمن القومى وهو أن السياحة قد يستخدمها أعداؤنا كمنفذ لدخول عناصر إرهابية أو عملاء لأجهزة أمنية يستطيعون التحرك فى محافظات مصر والتعامل مع المواطنين، وللأسف كثير من المصريين يغيب عنهم الوعى فى التعامل مع الأجنبى ليس فقط الوعى السياحى ولكن ما أقصده هو الوعى الأمنى وعدم وجود حس أمنى فيما يقال وما لا يقال فالشعب المصرى طيب حسن النية لن يفكر فى الغرض من السؤال ولا الهدف منه، لو تقابل كثير من المصريين مع سائح وسأله أى سؤال سيجيب بكل ما لديه من معلومات ولن يفكر فى لماذا يسأل، ولن أتحدث كثيرًا فى هذا الأمر برغم أهميته الشديدة.
وينادى كثير من رجال قطاع السياحة بأن نقوم بتسهيل الدخول إلى مصر والحصول على تأشيرات لدخول مصر وأتفهم وجهات نظرهم جيدا فمن جانبهم هم يرغبون فى زيادة تدفق عدد السائحين إلى مصر ويرغبون فى تسهيل عملهم وسهولة التحرك بالسائحين، ولكن علينا أن نتفهم خطورة هذا القطاع وعلينا أن ندرك ونتفهم سياسات الدولة الأمنية فنحن نواجه حربًا شرسة بسبب أهمية مصر ووضع مصر الدولى فهى أهم دولة فى المنطقه وأقوى جيش نظامى فى المنطقة بخلاف وضعها الجغرافى المميز جدا الذى يجعلها مطمعا دائما.
أما عن آليات استخدام السياحة كأداة فى السياسة والسلام فعلينا أن نعمل أولا على تغيير الصورة الذهنية عن مصر فى بعض الدول التى يتم توجيه رسائل إليها تحمل معلومات مغلوطة عنا بواسطة الإعلام المأجور والممول من قبل بعض الدول التى تعادى مصر وعلينا دراسة ثقافة كل دولة على حدة لأننا لا يجب أن نبث رسالة تسويقية أو ثقافية موحدة لكل الدول فهناك اختلاف فى الاهتمامات والثقافات لكل دولة، على سبيل المثال المواطن اليابانى لديه ثقافة واهتمامات تختلف عن المواطن الأوروبى تختلف عن المواطن الخليجى تختلف عن اهتمامات وثقافه الصينى أو الهندى لذا علينا أن نعمل على كل دولة على حدة برسالة إعلامية خاصة بها، وعلينا التركيز فى المحتوى التسويقى والإعلامى على التاريخ والحضارة المصرية والآثار وثقافات المصريين المختلفة فهم أفضل سفراء لنا وأهم ما يميزنا ووسيلة لترابط الشعوب الأخرى بنا فإدراك السائح لثقافتنا يجعله يشعر بالتقارب بيننا وبينهم، لن أتعمق كثيرًا الآن فى آليات استخدام السياحة فى السياسة ونشر السلام ولكن هذا سوف يكون موضوع حديثنا فى المقال المقبل.