الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

"البوابة نيوز" ترصد مطالب القرى الأكثر فقرا.. "شماس وجلالة" أفقر قريتين في مطروح.. يسكنهما 11 ألف نسمة.. والزراعة والرعي عماد اقتصاد الأهالي.. مبادرة الرئيس ترفع كفاءة البنية التحتية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
**الأهالى يعانون عدم وجود «مدرسة ثانوي» ويطالبون بـ«معهد أزهري» 
**ويطالبون بإنشاء «مصنع» لإنتاج التين المجفف وزيت الزيتون لدعمهم اقتصاديا 



أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى، عن مبادرته الوطنية لتوفير «الحياة الكريمة» للفئات المجتمعية الأكثر احتياجا خلال عام 2019، واعتبار «المواطن المصرى» هو البطل الحقيقى لهذه الأمة العظيمة، بالتزامن مع إصدار تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الذى يتضمن أفقر 100 قرية على مستوى الجمهورية، وتم إدراج قريتين بمحافظة مطروح، ضمن هذه القائمة، إحداهما بمركز الضبعة والأخرى بمركز سيدى براني.
«البوابة نيوز» رصدت الأحوال المعيشية لأهالى القريتين، وأبرز المشاكل التى تواجههم وتعرقل سبل التنمية والنهوض بها، وبدأت بقرية «شماس» التى جاءت فى المرتبة الثالثة فى تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بنسبة فقر تصل إلى 88،76%، هى إحدى قرى مركز ومدينة سيدى براني، 140 كيلو متر غرب مدينة مرسى مطروح على الطريق الدولي الرابط بين مصر وليبيا، وأنشئت عام 1984 بقرار من مجلس الوزراء، وحدودها الجغرافية من الشمال ساحل البحر المتوسط الجنوبي، وقرية الزويدة غربًا، وقرية أبو مرزوق شرقًا، وزمام القرية جنوبًا، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 5 آلاف نسمه، وتسكنها قبيلة الصناقرة، ويعتمد الاقتصاد فيها على حرفتى الزراعة والرعى.
تبلغ المساحة الكلية للقرية 150 كيلو متر مربع تقريبًا، وتتكون القرية من 15 نجعًا صحراويًا، أولاد سالم، أولاد جويدة، أمبيوه، العراوة بحرى، العراوة قبلى، أولاد معتصم، حسنى مبارك قبلى، الولاد بلل 321، أبو زعير، أولاد مسعود، الجمرو، أولاد سلطان، أولاد شعيب، الطوارسة.


يقول حمدى عبدالعزيز، من أهالى القرية، إن «شماس» لا يوجد بها سوى وحدة صحية واحدة، وهى فى حاجة لزيادة عدد الأَسرة، وصيانة أعمال السباكة الخاصة بالحمامات، وتشغيل بطاريات الطاقة الشمسية الموجود بالوحدة، وزيادة عدد الأطباء ليتناسب مع الكثافة السكانية الكبيرة بالقرية، مع تقديم خدمات طبية متميزة وتوفير كل الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالوحدة.
وأوضح عبدالله الحدادى، إن القرية تضم مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية ومدرسة تجمع الثورة المشتركة للتعليم الأساسي، وتحتاج المدرسة الإعدادية لصيانة النوافذ وتركيب زجاج وصيانة للحمامات وبعض أعمال الكهرباء، أما مدرسة تجمع الثورة، فتحتاج لصيانة بعض النوافذ وتركيب خزانات مياه علوية لتشغيل دورات المياه، لأن الخزانات القديمة تآكلت من الصدأ، وفى مجال محو الأمية، نجد إن عدد السكان فوق 15 عامًا 1856 نسمة، منهم 980 ذكورا و876 إناثًا، وعدد الأميين 606 أفراد، منهم 141 ذكورا و465 إناثا.
وفى مجال الكهرباء، يقول «الحدادي»، إن تجمع أمبيوه 2، يضم 4 منازل ولم يصله التيار الكهربائى حتى الآن، وتجمع العراوة بحرى، يضم 6 منازل حديثة البناء ومسجد ولم تصله الكهرباء حتى الآن، وتحتاج القرية الأم إلى 150 عمود إنارة، لاستيعاب طلبات المواطنين لإنارة الطرق الجديدة، وكذا تحتاج إلى 70 كشاف إنارة، ويوجد بعض الأسلاك الهوائية المتساقطة داخل القرية.


وقال العمدة بشير عبدالكريم، أمين حزب مستقبل وطن بمركز براني، إن قرية شماس، لا يوجد بها سوى مركز شباب، لممارسة أبناء القرية هواياتهم وأنشطتهم الرياضية المتنوعة، وأن المركز ملحق به ملعب خماسى مُنجل، لافتًا أنه تم تخصيص قطعة أرض للملعب من أملاك الوحدة المحلية للمركز، وعن مبنى الوحدة المحلية للقرية، فهو فى حاجة إلى الإحلال والتجديد، والقرية فى حاجة إلى مكتب تابع لمديرية الزراعة لخدمة المزارعين فى القرية، حيث تعد الزراعة أبرز الأنشطة الاقتصادية لأهالى القرية، وفتح مكتب للطب البيطري، وكذا إنشاء عدد من الآبار والخزانات لخدمة الأهالى فى مجال الزراعة والرعي، وفى قطاع الطرق، تحتاج شماس إلى 30 كيلو مترا من الرصف للربط بين التجمعات والطريق الدولى الرابط بين مصر وليبيا. 
وفى قطاع مياه الشرب، يوجد بالقرية وحدة لتحلية المياه الجوفية، أقيمت على مساحة 3 آلاف متر مربع بطاقة إنتاجية 100 متر مكعب يوميا، تخدم أهالى التجمعات الصحراوية بتكلفة 10 ملايين جنيه، وتضم المحطة بئر جوفى لإنتاج المياه الخام وخزان سعة 500 متر مكعب للمياه المحلاة ووحدة ديزل بطاقة 500 كيلو وات، وتم افتتاحها منذ 6 أشهر، وبالنسبة لاحتياجات المرأة بالقرية فهى فى حاجة إلى مشغل للحرف اليدوية، وتشغيل مصنع لعمل مربى التين، ومشغل خياطة وتعليم التريكوه.
والقرية الثانية هى «جلالة» التى جاءت فى المرتبة الحادية والسبعين فى تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بنسبة فقر تصل إلى 78،40%، وتعد أكبر قرى مركز ومدينة الضبعة من حيث عدد التجمعات والتوابع، وتبعد عن مدينة مرسى مطروح بنحو 101 كيلو متر ناحية الشرق على الطريق الساحلى (مطروح- الإسكندرية)، وبعمق 3 كيلو مترات داخل الصحراء جنوب الطريق الدائري، وبمسافة 5 كيلو مترات جنوب البحر المتوسط، بُنيت الوحدة المحلية فى عام 1982، ويقطنها أكثر من 6 آلاف نسمة، مخصص لها ميزانية من قبل الحكومة ربع مليون جنيه سنويًا لقضاء حاجاتها.
تبلغ مساحة القرية 46،6 كيلو متر مربع، ومساحة الأراضى الزراعية بها 1566 فدانًا، وتتكون القرية من 23 نجعًا صحراويًا، أولاد رحيم، العمده هاشم، وادى أبو سمرة، الصحفاق، جلغاف 1، جلغاف 2، أولاد قويدر، الطاحون 2، السوينية، الرقاعية، الجابرية، السلوفة، أولاد كريميد، أولاد قشبير، العريبات، الخروبة، الوشكة، أولاد ميار، نجع الدرجي، نجع اللاحامية، أولاد إدريس، الطاحون، تجمع ونيس معاند، أولاد رويعي.
تضم «جلالة» حوالى 900 منزل، يسكنها حوالى 700 أسرة، ويوجد 8 مدارس ابتدائية، ومدرسة إعدادية مشتركة، ومعهدًا أزهريًا ابتدائيًا، و8 فصول لمحو الأمية وتعليم الكبار، وتوجد وحدة صحية، ووحدة تضامن اجتماعي، ومكتب بريد، ومكتب تموين، وغراب مياه واحد يخدم جميع التجمعات السكانية، ومركز شباب، و22 مسجدًا منها 6 مساجد تابعة للأوقاف، وسنترال، ويوجد بها 15 طفلا معاقا، و5 حالات فشل كلوى وحالات مصابة بمرض السرطان، و4 أشخاص مصابون بالعمى، وجميعهم يصرفون معاشات منتظمة، من مديرية التضامن الاجتماعي، فضلًا عن 350 شخصا يصرفون مساعدات ومعاشات تكافل وكرامة، و250 حالة أخرى تقوم بصرف معاشات الضمان الاجتماعي.


وتعد الزراعة الموسمية والرعي، هما عماد اقتصاد أهالى القرية، وأهم الزراعات التى تشتهر بها جلالة، التين والزيتون والجرجير والبقدونس، حيث يزرع كل مواطن قطعة من الأرض فى نطاق منزله، اعتمادًا على مياه الأمطار الشتوية، لقضاء حاجاته بسبب ندرة الأسواق بالقرية، ولا يوجد إلا سوق واحد فقط فى القرية الأم، والذى يبتعد عن النجوع والتوابع الأخرى.
ويقول الشيخ محمود أنور عبدالقادر، من عواقل القرية، إن الوحدة الصحية أنشأت عام 1960، والمدرسة الابتدائية عام 1961 وهذا يؤكد على قدم القرية، مشيرًا إلى أن الأهالى يعانون أشد المعاناة من مشكلة عدم توافر مياه الشرب النقية، خاصة أن القرية بها خط مياه أنشئ منذ عام 1983 مدفون تحت الأرض، لا أحد يعلم له طريقا، ولا يوجد ضخ مياه، ولا يوجد سوى سيارة واحدة لنقل المياه بين جميع تجمعات القرية، لكن الاعتماد الأساسى على مياه الأمطار من خلال تخزينها فى الآبار والاعتماد عليها فى الأنشطة اليومية والاقتصادية، موضحًا أنه لا يوجد مصدر دخل لأهالى القرية سوى رعى الأغنام والزراعة.
ويقول أبو حيما، من أهالى القرية، إننا فقراء فى الخدمات وليس فى المال، فنحن نفتقر للخدمات الأساسية سيما مياه الشرب والخدمات الصحية والتعليمية التى توجد بالقرية، لكنها لا تتناسب مع احتياجات السكان، أبرزها عدم وجود طبيب بالوحدة الصحية، وكذا عدم وجود سيارة إسعاف، لنقل الحالات الحرجة والخطرة من القرية إلى أقرب مستشفى، وعدم وجود مدرسة ثانوية بالقرية، وهو ما يترتب عليه حرمان الفتيات البدويات من التعليم، حيث لا يستطعن الذهاب لمسافات طويلة بعيدا عن القرية للوصول إلى المدارس الثانوية بمدينة الضبعة، التى تبعد عشرات الكيلو مترات عن محل إقامتهن، مشيرًا أن نسبة الأمية فى القرية تتراوح ما بين 20 إلى 30% معظمهم من النساء.
ومن جانبه قال أمين حزب مستقبل وطن بمدينة الضبعة، رزق علواني، إنه فى إطار الخدمات الجماهيرية التى تقدمها منظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية، عقدت أمانة الحزب، الشهر الماضي، لقاءً جماهيريا موسعًا بقرية جلالة، وتناول اللقاء الوقوف على أهم المشاكل والمعوقات التى تعانى منها القرية وعرض الأهالى أهم المطالب من بينها، ضرورة وجود معهد أزهرى بالقرية الأم بعد إصدار قرار تخصيص الأرض، ولم يتم التنفيذ حتى تاريخه، واحتياج القرية لفصل ثانوى عام بالقرية التى تبعد 25 كيلو متر عن مركز الضبعة، مما يتسبب بحرمان كل فتيات القرية من استكمال تعليمهن لبعد المسافة عن مدينة الضبعة، وضرورة توفير سيارة نقل مياة الشرب للقرية، والتى لا يوجد بها سوى سيارة واحدة لخدمة 22 تجمعًا، وكذا ضرورة إيجاد حلول لشبكة مياه الشرب بالقرية والتى لم يتم ضخ المياه بها منذ أنشائها أو عمل غراب بمدخل القرية.
وإحلال وتجديد مبنى مركز الشباب والذى صدر قرار بإزالته وتجديده ولم يتم التنفيذ، وكذلك ضرورة وجود نجيلة للملعب الخماسى أو الملعب الرئيسى والذى يعد هو المتنفس الوحيد لشباب القرية، فضلا عن احتياج القرية لطبيب متواجد بصفة مستمرة بالقرية، وأن يتم توفير الأدوية وكذلك أدوية ومهمات الطوارئ.
وطالب أهالى القرية بضرورة دعمهم اقتصاديًا من خلال إنشاء وحدات مميكنة لإنتاج التين المجفف وتخليل وعصر الزيتون، حيث يوجد بالقرية ما يقرب من 20 إلى 30 فدانا تزرع بأشجار التين الصحراوي، وكذلك مساحة منزرعة بأشجار الزيتون تقدر بما يقرب من 30 إلى 40 فدانا، فضلًا عن تعظيم دور المرأة المنتجة بتدريبها بمعرفة جهاز مشروعك، لإنتاج المشغولات اليدوية من المنسوجات والزجاج والخامات البيئية، وهى كلها عوامل تساعد على انطلاق القرية وأهلها اقتصاديًا.
يقول النائب صلاح عياد، عضو مجلس النواب عن الدائرة الثانية بمحافظة مطروح، إن اختيار قرية جلالة من بمركز الضبعة، كواحدة من أفقر 100 قرية فى مصر، والتى سيتم تطبيق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى «حياة كريمة» فيها، للأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا، ستكون سببا فى رفع كفاءة البنية التحتية للقرية من رصف وإنارة وغيره، وجعل المدارس أقل كثافة فى الفصول بإنشاء مدارس جديدة، مشيرًا أن فقر القرية ليس المقصود به الفقر المادى لأهالى القرية، ولكن فقر فى الخدمات من مياه للمنازل والخدمة الصحية والإنارة وغير ذلك.