الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

حرب بـ"الوكالة".. جماعات إرهابية تقاتل "أكراد سوريا" بأمر "أردوغان".. صفقة تقضي بتسليم "هيئة تحرير الشام" مدينة إدلب السورية لأنقرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يكف نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، عن ممارساته الإجرامية ومحاولاته الرامية إلى تخريب دول المنطقة العربية، مستخدمًا حيال هذا كل الوسائل غير المشروعة، والتى يأتى على رأسها دعم وتجنيد عناصر الجماعات والتنظيمات الإرهابية.


وفى إطار سياسات «أردوغان» الاستعمارية، التى يطمع من خلالها فى احتلال أجزاء من الشمال السوري، إضافة إلى إبادة الأقلية الكردية، والقضاء تمامًا على وحدات حماية الشعب، لجأ النظام التركى إلى حيلة جديدة تضمن له تحقيق أطماعه دون أن يشترك بطريقة مباشرة فى خوض معارك على الأراضى السورية.
الحيلة الجديدة التى لجأ إليها «أردوغان»، هذه المرة جاءت عن طريق استخدام مسلحى ما يُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» (جماعة إرهابية فى محافظة إدلب شمال سوريا)، وعدد من عناصر الجماعات الإرهابية الأخرى فى خوض معركة بالوكالة ضد الأقلية الكردية المتمركزة بالشمال السوري.


وأعلنت هيئة تحرير الشام، التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، تأييدها للهجوم التركى على المقاتلين الأكراد، وهو الإعلان الذى يؤكد أن هناك ارتباطًا وثيقًا ومصالح مشتركة بين الطرفين، الذى تجسد قبل أيام بصفقة مدوية فى إدلب شمالى سوريا.
تمثلت الصفقة التى أبرمها مسلحو هيئة تحرير الشام مع النظام التركي، فى تسليم الهيئة مدينة إدلب السورية لـ«أنقرة»، بعد معركة وصفها المراقبون بـ«المسرحية الهزلية»، وتأكد هذا عقب خروج زعيم الهيئة الإرهابية، أبو محمد الجولاني، معلنًا الثمن الذى سيدفعه للنظام التركى مقابل نجاح هذه الصفقة.
قال «الجولاني»، خلال حوار أجرته معه إحدى القنوات التابعة للهيئة والمعنية بأخبار التنظيمات والجماعات الإرهابية، ونُشر على تطبيق «تلجرام»: «نرى حزب العمال الكردستانى عدوًا لهذه الثورة ويستولى على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة».


وحول عزم تركيا شن هجوم عسكرى فى مناطق شرق الفرات، قال «الجولاني»: «نرى ضرورة إزالة حزب العمال الكردستاني، لذلك نحن مع أى توجه من شأنه تحرير هذه المنطقة من هذا الحزب، ولا يمكن أن نكون نحن من يعيق مثل هذا العمل».
ويسعى أردوغان، إلى تحقيق مطامعه فى الأراضى السورية، حيث دأب على تهديد الأقلية الكردية بالشمال السورى بقرب شن هجوم عسكرى يهدف إلى القضاء عليهم وإبادتهم عن بكرة أبيهم، ويستهدف «أردوغان» من وراء هذا الهجوم المزمع شنه السيطرة على مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ووحدات حماية الشعب الكردية، التى تُعد المكون الرئيسى لهذه القوات. وأثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الشهر الماضي، بسحب قواته الداعمة لقوات سوريا الديمقراطية من سوريا، مخاوف الأكراد من أن يفسح هذا القرار المجال أمام أنقرة لتنفيذ تهديداتها.
وتعتبر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وهى جماعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ومدعومة من تركيا، وحدات حماية الشعب الكردية المتمركزة بالشمال السورى جزءًا من حزب العمال الكردستاني، الذى يطالب باستقلال الأكراد عن تركيا منذ عقود.
وتسيطر الهيئة، بدعم من تركيا، على الجزء الأكبر من محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) ومناطق محاذية لها، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية تنفيذًا لاتفاق توصلت إليه أنقرة وموسكو ينص على تطبيق هدنة وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق ١٥ إلى ٢٠ كيلومتر.


وخاضت هيئة تحرير الشام خلال الأسابيع الماضية بدعم من أنقرة اشتباكات مع العديد من الفصائل المسلحة، وتمكنت من بسط سيطرتها على كامل مناطق الفصائل الأخرى فى إدلب ومحيطها.
وأشارت تقارير إلى أن معركة إدلب تم التخطيط لها منذ زمن، بهدف إخلاء الساحة للهيئة، وإجبار باقى الفصائل على خوض حرب بالوكالة عن تركيا ضد الأكراد فى شرق الفرات.
وكشفت وجهة انسحاب المقاتلين التابعين لحركة نور الدين الزنكي، الموالية لأنقرة، ما تريده تركيا من «السباق الدموي» بين فصائل تقع تحت مظلتها فى جميع الأحوال؛ فقد توجه المقاتلون المنسحبون إلى جبهة عفرين الكردية، حيث تعزز القوات التركية والفصائل الموالية لها من وجودها، استعدادًا لعملية عسكرية فى شرق الفرات. ولم يعد خوض الفصائل الإرهابية المسلحة حربًا بالوكالة عن تركيا ضد الأكراد، أمرًا سريًا؛ فقد أعلنت عنه بالفعل هيئة تحرير الشام التى تتلقى دعمًا لوجستيًا من نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالإضافة إلى الدعم القطري.