الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عين على خبر| مصر وجنوب السودان.. الوحدة تبدأ من القاهرة

السيسي وسيلفاكير
السيسي وسيلفاكير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقصر الاتحادية، اليوم الخميس، سيلفا كير، رئيس جنوب السودان، حيث أجريت له مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وأعقب ذلك عقد لقاء ثنائي تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس رحب بنظيره لجنوب السودان في بلده الثاني، منوهًا إلى المودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا لجنوب السودان في ضوء العلاقات الأخوية المتينة والأزلية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، مؤكدًا دعم مصر الكامل وغير المحدود لجهود حكومة جنوب السودان في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد كامتداد للأمن القومي المصري.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أشار الرئيس إلى حرص مصر على دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتعزيز الدعم المصري الموجه إلى جهود التنمية في جنوب السودان، لا سيما من خلال إعادة إحياء العديد من المشروعات المصرية المتواجدة هناك بالفعل أو تدشين مشروعات جديدة، بالإضافة إلى نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبرامج بناء القدرات في عدد من القطاعات كالتعليم والصحة والزراعة والري.
من جانبه؛ أعرب الرئيس سيلفا كير عن تقدير بلاده لعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر، والتي تأتي انعكاسًا للإرث البشري والحضاري المتصل بين البلدين، مشيدًا بالجهود المصرية المخلصة والساعية نحو المساهمة في حل جذور الصراع في جنوب السودان وتوفير المساعدات الإنسانية، ومحورية الدور المصري في دعم الاستقرار بالقارة الأفريقية، والذي أهلها لقيادة دفة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، مؤكدًا أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعمًا لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلًا عن البناء على ما تحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة السابقة بين مسئولي الدولتين.
وفيما يتعلق بالأوضاع في جنوب السودان؛ عرض الرئيس سيلفا كير تطورات تنفيذ اتفاق السلام المنشط، الذي تم توقيعه بين الحكومة وفصائل المعارضة، منوهًا إلى احتياجات الجانب الجنوبي لدعم جهود تنفيذ الاتفاق، مثمنًا في هذا السياق التحركات المصرية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية لشرح طبيعة التحديات التي تواجه جنوب السودان وتأكيد أهمية دعم الاستقرار والمصالحة الوطنية في البلاد وحث المجتمع الدولي على الوفاء بتعهداته والتزاماته في هذا الصدد تجاه جنوب السودان.
وأضاف السفير بسام راضي، أن المباحثات تناولت كذلك عددًا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل. كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حاليًا المحيط الجغرافي للدولتين.
وقال السيسي في مؤتمر صحفي مشترك، عقب المباحثات: "أود في البداية أن أرحب بأخي العزيز الرئيس سيلفا كير ميارديت، ووفد جنوب السودان المرافق له، في بلدهم الثاني مصــر".
وتابع: "أُعرب لكم عن خالص تقديري لشخصكم الكريم وعميق امتناني لزيارتكم، والتي تجسد، وبكل الصدق، روابط الأخوة بين شعبين جمعتهما على مر العصور علاقات أزلية ومصالح مشتركة وتاريخ وحضارة وامتداد بشري متصـل، نحرص دائمًا على تقويته وتعزيزه على جميع المستويات من خلال أطر التعاون القائمة بين البلدين".
دعم استقرار جنوب السودان:
وأضاف السيسي، أن مصر تحرص على دعم استقرار وأمن شعب جنوب السودان، وتعزيز العلاقات بين البلدين على الأصعدة كافة، تأسيسًا على ما يجمع بينهما من مصالح مشتركة متشعبة، وذلك بهدف ترسيخ أواصر التعاون والتنسيق على المستويين الرسمي والشعبي، بما يتفق مع آمال وتطلعات الشعبين، وما يربطهما من مشاعر الأخوة والمودة والرغبة الحقيقية في التعاون المشترك لتحقيق التقدم والرخاء للبلدين الشقيقين. 
وأوضح أن العلاقات بين البلدين تشهد حاليًا ازدهارًا غير مسبوق في مختلف أوجه التعاون، دون إغفال أن مصر كانت من أوائل الداعمين لشعب وحكومة دولة جنوب السودان الوليدة، وستظل دائمًا الشقيق الحريص على دعم أبناء الجنوب، كما سيستمر نهر النيل كرمز تاريخي للعلاقات والصلات بين شعبينا الشقيقين.
شراكة استراتيجية:
أكد "السيسي"، أن مباحثات اليوم عكست عزم البلدين على المضي قدمًا بمستوى العلاقات الثنائية، ودفعها إلى آفاق أرحب، وصولًا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، بما يمكن من تحقيق الاستغلال الأمثل لفرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المتاحة بين البلدين، "كما شهدت مداولاتنا تبادل وجهات النظر، والتنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك".
وأوضح أن جنوب السودان تشهد زخمًا واسعًا إثر دخول اتفاق السلام المُنشَط حيز النفاذ، وهو الاتفاق الذي فتح المجال أمام إعادة الاستقرار بالبلاد، وتمكين عجلة التنمية من الانطلاق نحو تحقيق رخاء شعب جنوب السودان. 
إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار
وقال السيسي: "أود في هذا المقام أن أؤكد لشعب جنوب السودان الشقيق أن مصر ستظل دائمًا السند والنصير لجهودكم في بناء السلام وإعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار والتنمية، وأننا ملتزمون بتقديم جميع أشكال الدعم السياسي والفني وصولًا إلى التنفيذ الكامل لاتفاق السلام المُنشَط، إلى جانب تعزيز التعاون المشترك في قطاعات التعليم والصحة والزراعة والري من خلال الآليات القائمة في هذا الصدد، مما يساهم في تعزيز التنمية المستدامة لشعبي البلدين".
وأضاف: "ندعو المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان في مسيرتها نحو مستقبل أفضل".
وتابع: "أود أن انتهز هذه المناسبة لأشيد بالدور البناء لكم على الساحة الإقليمية، خاصة جهودكم للتوسط بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال في دولة السودان، وكذلك دور جنوب السودان الداعم للتوجه الحالي بين دول الإقليم لتسوية النزاعات في إطار من الشفافية والمصلحة المشتركة واحترام سيادة الدول".
زيارة "جوبا":
من جانبه دعا سلفا كير، نظيره عبد الفتاح السيسي لزيارة جوبا، وأعلن الرئيس السيسي موافقته.
وقال: إنه بحث تطورات الوضع في جوبا وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب السودان بالإضافة إلى عدد من الموضوعات والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك والاستفادة من الخبرات المصرية في كل المجالات.
وتابع: "غالبية وزراء جنوب السودان تلقوا التعليم هنا في مصر.. إن اتفاق السلام الذى تم توقيعه هو ليس الأفضل بل يمكن أن يأخذ شعب جنوب السودان إلى نحو الاستقرار والسلام".