الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"عم أحمد": القراءة غذاء الروح وعلى الشباب العودة لـ"الكتاب"

عم أحمد
عم أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على بعد أمتار من جامع الأزهر، تفوح رائحة الكتب العتيقة التى مر عليها مئات السنين، يقف عم «أحمد عبدالحليم» البالغ من العمر ٦٠ عاما، يصففها أمامه ويأخذها من مكتبته الصغيرة كبيرة القيمة، بابتسامة عريضة وصدر رحب ليبيعها، بعد أن عشق تفصيلها من حيث رائحتها، وملمسها، تاركًا وظيفته كـ«ساعى بريد» ليتفرغ لقراءة وبيع الكتب القديمة، رغم أنه لم يكمل تعليمه واكتفى بالشهادة الابتدائية فقط.
يقول: إنه منذ الصغر شغف بقراءة الكتب، رغم أنه حصل على الشهادة الابتدائية بسبب ضيق حالته الاقتصادية، ولم يحصل على شهادة جامعية، إلا أنه لا يشكل ذلك عائقًا أمامه على تلقى العلم من كبار الشيوخ، الذى يذهب إليهم مثل «صالح الجعفري، وإسماعيل صادق العدوي».
وأضاف أنه بعد أن هوى القراءة ترك وظيفته كساعى بريد، وبدأ فى بيع الكتب القديمة، والسبب فى ذلك هو حبه فى الجلوس جانب بائع الكتب الذى يسمى عبدالفتاح وشهرته «حيثكور»، خصيصا فى يوم الجمعة، وكان يشترى منه كتابا تلو الآخر، وكان سعر الكتاب خمسة صاغ، وأصبح «عم أحمد» لديه رصيد من الكتب فى مكتبته الصغيرة بمنزله، لافتا إلى أنه كان أكثر ميلا إلى الجانب الأدبى والدينى من قراءته، ومن هنا بدأ يبيع الكتب القديمة من ذاك الجانبين أى الأدبى والديني.
ويضيف: «على رأى المثل من فات قديمه تاه»، وهذا ما جعله يتخصص فى بيع الكتب القديمة رغم أنها غير مربحة، ولكنه أحب قيمتها أكثر من عائدها المادى.
وعن زبائنه قال إن أغلبهم طلاب، وأساتذة جامعات، ورؤساء أقسام، وآخرون يريدون أن يحضروا الماجستير، وبعض المشاهير يجمع إليهم الكتب ليقرأوها مثل صديقه القديم المفتى «على جمعة».
ويرى أن هناك فرقا كبيرا بين جيله والجيل الحاضر؛ حيث إن الجيل الحالى لا يحترم قيمة الكتب وبوجه الخصوص القديمة منها، ويقول: «لو الشباب أدى للكتب وقت قد ما بيدوه للتليفونات هيكونوا هيوصلوا لأعلى درجات الثقافة، ولفت إلى أنه مهما كان الإنترنت مليء بالمعلومات، لا يمكن مقارنته بالكتب، فالكتاب فى نظره أكثر ثراء علمى ومعنوي، ويسهل العودة إلى معلوماته فى أى وقت».
وعن حياته يضيف، أن أولاده اثنين منهم فى التعليم الجامعى، واثنين فى المرحلة الابتدائية، وهم أيضا يحبون القراءة، بل وتغمرهم بسعادة كبيرة بعد انتهاء قراءة كل كتاب كوالدهم، الذين يفتخرون به دائما وأبدًا.
ويشير إلى أن الفترة القادمة الجميع سيتحدث عن القراءة والكتابة كأنها ذكري، لسببين أولهما نزيف الأسعار فى كل شيء الذى ساعد على قلة شراء الكتب، وارتفاع سعر الورق، والأحبار، وبينما الثانى هو الاعتماد على حصول المعلومات من الإنترنت أكثر.
واختتم موجها رسالة إلى الجميع وتحديدا الشباب، بمدى أهمية القراءة، مؤكدا أنها لو لم تكن مهمة لما نزلت أول سورة فى القرآن بكلمة «اقرأ».