الذهول يصيب الجميع، والجيران يخرجون الواحد تلو الآخر من منازلهم، فالكل متجه نحو العقار، والتف الكثيرون حول تلك المسنة التى لم تتوقف صرخاتها، وكلما أغشي عليها من هول المصيبة، وأفاقت تعود للإغماء مرة أخرى، بعد أن اكتشفت أن نجلها سمير، المهندس وأبناءه الثلاثة وزوجته قد ماتوا خنقًا بسبب الغاز الطبيعي داخل شقتهم.
"البوابة نيوز" رصدت كواليس لحظة اكتشاف الواقعة، وكيف عرف الأهالى، وطريقة تعاملهم مع الواقعة، وإخراج الجثث من داخل الشقة، بالإضافة إلى لمحات من حياة سمير وأسرته التى تركت بصمة طيبة فى نفوس الجميع.
شاب يكتشف الواقعة
كتب القدر أن يكتشف الواقعة شاب عمره نحو 15 سنة، ذلك الشاب هو زميل دراسة لنجل المهندس سمير، فبمجرد ملاحظته أن زميله لم يأت لحصة الدرس، حاول الاتصال به هاتفيًا ولكنه لم يجيب، فأسرع ذلك الشاب إلى منزل زميله ليعرف سبب عدم مجيئه إلى الحصة، فأخذ يطرق الباب، ولكن لم يجيبه أحد، فنزل من السلم إلى الطابق الأول ليحاول معرفة السبب من جدة زميله "والدة المهندس سمير"، والتى تقطن بالطابق الأرضي.
جثث ملقاة فى أماكن متفرقة.. والجدة يغشى عليها
الجدة المسنة أصابها القلق بمجرد أن أخبرها الشاب، أسرعت تطرق الباب بقوة وتحاول دفعه للدخول ولكن دون جدوى، فلا أحد يجيب، ولكن هناك أمر ما، رائحة غاز طبيعى تخرج من الشقة، ازداد القلق لدى الجدة المسنة، وأخذت تستنجد بالأهالى الذين أسرعوا وأحضروا سلما من خارج العقار صعدوا به إلى البلكونة، ليكتشفوا سقوط المهندس سمير على وجه داخل صالة الشقة، وكذلك زوجته داخل الحمام، ونجلتها 17 سنة على سريرها، والتفاف نجلة الأكبر حول نجله الأصغر على السرير وكأنهم يودعون بعضهم البعض، كل هذا والجدة أغشي عليها، فلم تصدق أن نجلها وأحفادها قد رحلوا بتلك الطريقة، وكلما أفاقها الأهالى تعود للإغماء مرة أخرى حوالى 4 مرات وسط صرخات لا تتوقف.
نقل الجثث وسط حالة من الحزن تعم الأهالي
حضر رجال المباحث على الفور، والنيابة إلى مكان الواقعة، وتم اكتشاف أن السبب ترك الأسرة لمفتاح الغاز مفتوحًا دون إغلاقه، ليملأ الغاز الشقة بعد إغلاق الأسرة لجميع أبواب وشبابيك الشقة، وهو ما عجل من وفاتهم، وتم نقل الجثث إلى مشرحة زينهم، وسط حالة من الحزن الشديد على تلك الأسرة التى رحلت لتترك ذكرى طيبة بين الجميع الذين ما زالوا يذكرونهم بكل الخير، فلم ينسَ أحد مواقف المهندس سمير مع الجميع فى المنطقة وتدخله للصلح بين الأهالى.
توافد الأهالى لأداء واجب العزاء
واقعة مأساوية، وبغض النظر عن تفاصيلها الحزينة، فقد ترك الراحلون ذكرى طيبة فى نفس الجميع، فالأهالى لم يتوقفوا عن أداء واجب العزاء، وليس هناك حديث يدور فى إمبابة بالجيزة إلا عن تلك الأسرة التى رحلت.
كان قسم شرطة إمبابة قد تلقى إخطارا من غرفة عمليات النجدة يفيد بتلقيهم بلاغا من الأهالى بالعثور على 5 جثث لأفراد أسرة واحدة، وبالانتقال والفحص تبين وجود تسرب غاز من سخان، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتم نقل الجثث إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وأخطر اللواء مصطفى شحاتة مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.
