"جرائم إنسانية".. شهدها الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة بطلها فقد الإحساس بالآخرين... ثلاث جثث لطفلة وسيدة ومسن ماتوا متجمدين بموجة البرد القارس.
بعد أن لقيت طفلة المطرية بمحافظة الدقهلية مصرعها متأثرة بانخفاض درجات الحرارة، وتناول هذه الواقعة العديد من مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز تلك الجريمة الإنسانية التي ظهرت في الآونة الأخيرة، ولم يمر حوالي اسبوع من تلك الواقعة عثر أهالي المحلة الكبرى بمحافظة الغربية علي جثة سيدة متسولة تجمدت من البرد، ولم يمر بعدها سوي يومان بعد تلك الواقعة ليلاقي مسن ملوي بمحافظة المنيا مصرعه متأثرا بانخفاض درجات الحرارة.
وفي صدد هذه الجريمة النكراء في حق الإنسانية والرحمة تسلط "البوابة" الضوء عليها في محاولة للتعرف علي سبب ظهورها في مجتمعنا وكيفية التعامل معها؟
فى الدقهلية... وفاة طفله من شدة البرد
بعد تغيبها 4 ايام عن المنزل، عثرت الاهالي علي جثتها اسفل السلم متوفيه ولا يوجد بها اى اصابات ظاهرية وتبين ان الوفاة طبيعيه من شدة البرد.
كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة المطريه باختفاء الطفله "شهد" 12 عاما، بعدما خرجت من المنزل لتعدى شقيقها عليها بالضرب، على الفور تم تشكيل قوة من مباحث القسم، وبعد 3 ايام عثرت الاهالى على جتها اسقل السلم العقار، وبعمل التحريات تبين ان الفتاه توفت وفاة بعيه نتيجة البرد الشديد ولا شبهه جنائيه، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة.
فى الغربية... وفاة مسنه متسوله فى الشارع بسبب البرد
عثرت الأهالي على جثة سيدة مسنة متسولة متوفاة على رصيف أحد الشوارع بسسبب شدة البرد.
كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم أول المحلة الكبرى، من غرفة النجدة يفيد بالعثور على جثة سيدة أمام حى أول المحلة الكبرى مغطاة بقطعة قماش، على الفور انتفل رجال المباح لمكان الواقعة، وبعمل التحريات تبين أنها تتسول أمام الحي وتبين بأنها توفيت بسبب البرد الشديد ولا شبهه جنائية، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق.
فى ملوى.. العثور لى جثة مسن متوفي على الرصيف بسبب البرد
عثرت الأجهزة الأمنية بالجيزة على جثة متسول متوفى على أحد الأرصفة بسبب البرد الشديد بمنطقة ملوى.
كان بلاغ ورد لضباط مباحث قسم شرطة ملوى من غرفة النجده بالعثور على جثة متوفي على أحد الأرصفة، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وبعمل التحريات وتبين وجود جثة مسن متسول نتيجة البرد الشديد ولا شبهة جنائية، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
وفي سياق متصل قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن ظاهرة موت الأشخاص بسبب برودة الطقس هي ظاهرة حديثة في مجتمعنا وتصطاد المسنين على وجه الخصوص، حيث يكونون أكثر عرضة للموت عند التعرض لمثل هذا الطقس القارس البرودة.
وأضاف فرويز بأن تعرض هؤلاء من ذوي الأعمار المتقدمة للموت بسبب برودة الطقس يرجع لفقدهم الملاذ والمأوى الأمن، وأكد أن هناك العديد من الجمعيات الخيرية تحاول جاهدة القضاء على هذه الظاهرة وتقوم بتوزيع الغطاء للمحتاجين.
وأرجع استشاري الطب النفسي إلي أسباب تلك الظاهرة إلى انحدار الثقافة الاجتماعية فلم نكن نعهد في سابق الزمن إلى مثل تلك الحالات التي تموت بسبب برودة الطقس، وأكد أنه يقع على عاتق وزارة التضامن الاجتماعي الدور الأكبر في حل مشكلات هؤلاء الذين يعانون من عدم وجود مأوى.
كما أشار استشاري الطب النفسي إلى أن تلك الحالات فردية ولا تمثل ظاهرة والدليل على ذلك تفاعل العديد مع تلك الحالات والشعور بالضجر وهو ما يؤكد أن طباع الجدعنة والرحمة والإنسانية مازالت متواجدة في الشارع المصري، وأيضًا عند حدوث مثل تلك الوقائع تجد الجميع يد واحدة لنقل الجثمان، وهذا يدل على مدى تكاتف الجميع وبقاء العادات والتقاليد الاجتماعية الإيجابية في الشارع المصري.
