الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

ماذا قال السادات عن جمال عبدالناصر عقب وفاته بشهرين؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في العدد الصادر بجريدة "الأهرام" في الخامس من نوفمبر عام 1970، كتب الرئيس الراحل محمد أنور السادات مقالًا على مساحة صفحة كاملة، عن رفيق دربه جمال عبدالناصر، الذي رحل في 28 سبتمبر عام 1970، أي بعد شهرين فقط من وفاته.
قال السادات في مقاله: «لا ندرى لماذا كان يتوسطنا دائمًا شاب رقيق وديع، عامر النفس بالصفاء لم يكن يكبرنا سنًا ولا رتبة فقط كنا جميعًا أبناء دفعة واحدة ولكنه كان الملتقى الذي جمع صداقاتنا جميعًا.. كنا نمرح، فنضحك عاليًا ونسخر من كل شيء.. ولا ترحم ألسنتنا أحدًا.. وأحيانًا نغني، كان يصنع كل ما نصنع ولكنه مع ذلك كان يفكر.. يفكر بقلبه ويفكر بوعيه ولا نكاد ننطلق في المرح حتى نجد موضوعًا هادئًا يثيره بيننا جمال عبدالناصر».
ويعود السادات بعد سرد عدة وقائع عن تحالف «الصديقين» في مواجهة الاحتلال «كان إلى جانب حيائه وهدوئه يمثل الشخصية الكاملة لأبناء الصعيد.. فهو يكيف الحياة بمثله "الصعيدية" الخاصة، فتجده وديعًا، لمسة عاطفية قد لا تحرك أحدًا من الناس، ولكنه رقيق مليء الصدر بالحنين، إذا لمست نفسه ينقلب أسدًا هصورًا في اللحظة التي يشعر فيها بأن أحدًا فكر مجرد التفكير في الاعتداء عليه، وكان هذا الصديق بيننا صورة حلوة للإخاء والصداقة والاتزان والهدوء والكرامة، فكان لهذا كله يستأثر باحترامنا جميعًا».
ويتابع السادات: «الذين يعرفون جمال عبدالناصر جيدًا يعرفون أنه رجل لا يبدأ عملًا حتى ينتهي تمامًا من بحث جميع تفاصيله ولا يخطو خطوة حتى يدرس الأرض التي سيخطو عليها ويتبين جيدًا معالم طريقه، ويوم قرر جمال أن يبدأ تنظيمه الجديد كان كمن يقف في منتصف طريق متصل وراءه خطوات تتلاشى مع الليل وأمامه خطوات تبدأ مع النهار، وكان هناك شبه تنظيم حركي لنا قبل عام 1945 وقد كان هذا التنظيم المبدئي هو أول شيء أكب جمال عبدالناصر على دراسته يوم أراد أن يبدأ العمل الجديد».
وتطرق السادات إلى الحديث عن أحد الاجتماعات التي دارت بين أعضاء مجلس قيادة الثورة حين تحدث البعض عن كيفية تطبيق الديمقراطية، إذ أكد أن عبدالناصر انفعل على بعض أعضاء قيادة الثورة الذين طلبوا فرض ضرائب على الشعب لإنعاش خزينة الدولة فرد بكل عنف «إن ثورتنا ديمقراطية وهي قد قامت أساسًا لإعادة حقوق الشعب بعد انتزاعها من أعدائه: الملك والاستعمار والحكام، ونحن لا نستطيع أن نضع ديكتاتورية في هذه البلاد لأن الديكتاتورية لا تقوم إلا لحماية مصالح طبقة حاكمة».
ويقول السادات، إن نوايا كبار أعضاء مجلس قيادة الثورة كانت واضحة، إذ أرادوا ديمقراطية صحيحة تمكن الشعب من فرض إرادته وحكم نفسه بنفسه، وأراد جمال أن يشرك كل الهيئات والأحزاب في تحقيق أهداف الثورة وفي صنع مستقبل الشعب، ودفعه إيمانا بهذا الرأي إلى مقابلة فؤاد سراج الدين قطب الوفد الكبير ومحرك سياساته، وصاحب الكلمة الأولى في اتجاهات الحزب المذكور.