السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صنّاع "الحادثة": العرض يناقش تيمة القهر في مجتمعاتنا العربية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجّه عمرو حسان، مخرج العرض المصري "الحادثة"، الشكر للهيئة العربية للمسرح على مشاركته ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي، حيث يشارك فى المهرجان للمرة الأولى ضمن المسار الأول له، متمنيا أن ينافس في المرات المقبلة على جائزة السلطان بن محمد القاسمي.
وأكد خلال المؤتمر الصحفي، الذي عُقد اليوم الاثنين، بأحد فنادق القاهرة، أن العرض شارك من قبل في مهرجان نقابة المهن التمثيلية وحصد 6 جوائز في المهرجان هي "أفضل عرض، وإخراج، وممثل، وممثلة، وإضاءة، ودراما حركية"، مما أهله إلى إعادة إنتاجه من قبل فرقة مسرح الغد بالبيت الفني للمسرح وهو من أكبر المؤسسات الإنتاجية بمصر، وتعتبر هذه التجربة الأولى له في مجال الإخراج الاحترافي ولاقت ردود أفعال إيجابية واستحسانا من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء.
وأضاف أنه منذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراما والنقد عام 2012 وهو يسعى إلى ثقل موهبته من خلال العمل كمساعد إخراج في الكثير من العروض حتى يمتلك حساسية المخرج لتتشكل لديه القدرة على إدارة فريق عمل يقوده إلى إنتاج عرض بشكل متكامل.
وأشار إلى أن العرض تأليف الكاتب لينين الرملي، ومن بطولة كل من "مصطفى منصور، ياسمين سمير، ريهام أبو بكر، ومجموعة أخرى من الراقصين والراقصات الذين قاموا بالاستعراضات والدراما الحركية، حيث عملوا فترات كبيرة على النص، بهدف الوصول إلى الشكل النهائي له.
وذكر أن العرض يقوم على فكرة القهر وصياغة علاقة القاهر بالمقهور، فالنص يقوم على حالة نفسية تتمثل في قهر رجل لامرأة يقوم بخطفها وحبسها لديه في فيلا يملكها ويبدأ في إرغامها على حبه وأن تمهله فرصة مدتها شهر فقط حتى يتاح لها أن تتعرف عليه جيدا فربما تقع في غرامه في تلك الفترة القصيرة، ومع تطور الحدث تنعكس الأمور وتتبدل لعبة القهر من الرجل للمرأة إلى العكس تماما، وكأن تيمة القهر هى علاقة أبدية لا تنتهي أبدا، فالمقهور يتماهى مع القاهر إلى أن يتحول إلى قاهر جديد.
وعن توجهه كمخرج شاب إلى نص كُتب من أكثر من عشرين عاما بدلا من البحث عن نصوص معاصرة لكُتاب شباب قال: أخرج هذا النص من قبل المخرج عصام السيد، وقام بالتمثيل معه كل من النجمين أشرف عبدالباقي، عبلة كامل، وأنه منذ اللحظة الأولى التي شاهد فيها هذا العرض تأثر به كثيرا وعزم يوما ما على تقديم هذا النص وفق رؤيته الفنية الخاصة، وهو ما تحقق له بالفعل حيث كان حريصا تماما على عدم التأثر بالرؤية الإخراجية الأولى للعرض، وخصوصا أن النسخة الأولى كانت مدة عرضها حوالى 3 ساعات.
وتابع: "وفقا لمتطلبات العصر وظرفه الزمني المختلف كان لابد من إختصار النص كثيرا حتى يتم تكثيفه وتركيزه وعرضه في مدة ساعة واحدة فقط ولذلك بدأت البحث عن حلول للحذف من النص دون الإخلال به دراميا فعلى سبيل المثال حذفت المشهد الأول في النص بالكامل والذي يمهد للتعريف بالشخصيات واستعاضت عنه بعرض فيلم قصير لمدة دقيقة ونصف الدقيقة، أوضحت عملية الخطف ليبدأ بعدها الحدث مسرحيا والفتاة متواجدة في الفيلا لينطلق بعدها الحدث نحو التكشف والتعرف.
وأشار إلى أنه على مستوى السينوجرافيا عمد إلى تحويل الفيلا وهي مكان الحدث إلى مكان أشبة بالسجن ودعم ذلك الأمر بالدراما الحركية، فالحدث به الكثير من التشويق الذي يدفع الجمهور إلى التسمر في أماكنهم حتى النهاية ليتعرفوا على نهاية تلك المرأة التي تم اختطافها.
واتفقت معه ياسمين سمير بطلة العرض قائلة: إن العرض حالة حيوية تأثرت بها منذ زمن عندما شاهدت العرض لأول مرة في نسخته الأولى التي قدمها المخرج عصام السيد، وأنها قد تماهت مع شخصية المرأة المخطوفة وتأثرت كثيرا بأداء الفنانة عبلة كامل، وعندما عرض عليها المخرج الدور وافقت عليه على الفور.
وعن مخاوفها من أن يتم المقارنة بين أدائها وأداء الفنانة عبلة كامل قالت: إنها توقفت منذ فترة كبيرة عن مشاهدة المسرحية حتى تنساها وتنسى أداء عبلة كامل، وبدأت تتعامل مع الشخصية وكأنها تقرأها لأول مرة، فقرأت النص الأصلي وبدأت تحضير الشخصية من جديد وفقا للرؤية التي وضعها المخرج عبر معالجته الفنية.
وأضافت سمير، أن ردود الأفعال التي لمستها من الجمهور الذي حضر العرض في نسخته الأولى من قبل والعرض الذي قدم، تؤكد أنه لا مقارنة فيما بين الأدائين فكل منهما كان له شكل فني مختلف عن الآخر ولعل أهم شهادة لهم كصناع للعرض هو ما قاله مخرج العمل الأول عصام السيد عن إعجابه بالمعالجة الجديدة للمخرج وبأداء الممثلين الذين ابتعدوا عن تقليد نسخته الأولى، وهذا في حد ذاته نجاح لهم.
وعن تحضيرها للشخصية قالت سمير: إنها لعبت على الحالة السيكولوجية للشخصية وفق متطلبات العصر الحالي فحاولت تجسيد اللحظات الإنسانية المختلفة ما بين تعاطف وحب ورومانسية مع خلال الأداء الجسدي والصوتي معا.
أما عن أهمية الدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، اتفق كل من المخرج وبطلة العرض على أن الموهبة تأتي فى المرتبة الأولى كأساس للدراسة، أن الدراسة تكمن أهميتها فى ترتيب العقل وتعريفهم بكيفية قراءة النصوص وتحليلها والوقوف على تفاصيلها المختلفة، وإكسابهم حساسية المناطق الهامة التي يجب ان تظل والأخرى التي من الممكن حذفها.
وأضافت ياسمين، أن هذا أيضا لا يمنع وجود مواهب كثيرة تألقت بدون الدراسة الأكاديمية وإنما اعتمدوا فقط على موهبتهم وثقلها من خلال خبرات العمل التي تأتي بالتراكم الكمي.
ومن ناحيتها، قالت الكاتبة المسرحية فاطمة المعدول: إن المخرج بدأ العمل على عرض الحادثة أثناء فترة مرض لينين وتصديت أنا للتعامل مع فريق العمل، خاصة فيما يتعلق برفض الرملي حذف أى أجزاء من النص لأنه يؤمن تماما بالكتابة للمسرح وللعرض مباشرة وليس الكتابة بشكل أدبي يتم وضعه في الكتب ليقرأ فقط بمعزل عن تجسيده على خشبة المسرح، ولكنى ساندت المخرج الشاب ودعمته حتى يخرج العرض إلى النور لإيماني الشديد.