الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"سلالم يعقوب".. عرض أردني ينتمي لـ"مسرح الصورة" ويحلم بمجتمع "حاضن للإبداع"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الحاكم مسعود، مخرج عرض "سلالم يعقوب"، الذي يلتقيه جمهور مهرجان المسرح العربي، غدًا الثلاثاء، إن العرض نتاج توأمة بين الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانين الأردنيين، وإنه شارك في المهرجان الأردني الأخير ضمن عشرة عروض تم اختيارها من بين 45 عرضا تقدمت للمهرجان.
مشيرا إلى أن العرض حصل على عدة جوائز في المهرجان منها أفضل عمل جماعي متكامل وجائزة السينوغرافيا، فضلا عن تتويجه بالمشاركة في المهرجان العربي. 
وأضاف مسعود، في المؤتمر الصحفي، الذي أقيم صباح اليوم الاثنين، وحضره من فريق العمل الممثل عماد الشاعر، والموسيقى عبدالرزاق مطرية: "أن العرض يدور حول عالم فيزيائي متفرغ لعمله ومنعزل توصل إلى اختراع فيزيائي هو سلالم يعقوب".
وأشار إلى أنه يواجه بما يعطل طاقاته ومشروعاته العلمية ويلاقي عقبات شديدة من المجتمع الذي يعيش فيه تبدأ من بيته، فيتحول إلى أداة انتقامية من هذا المجتمع المحبط والقامع للعلم ولحرية التفكير، مشددًا على أن العرض بهذا الفعل الأخير يسعى لإيجاد بيئة مناسبة للإبداع تتيح فرصا للجميع لأن يقدموا ما لديهم من إبداع علمي وفكري. 
وعن الاقتراح الجمالي الذي قدمه المخرج في العرض، قال: "إنه يقدم نصا بصريا، طرح خلاله رؤيته الإخراجية في مشاهد تشرح وتختزل الحكاية عبر تضافر لغة الجسد مع لغات الموسيقى والإضاءة وبقية العناصر المسرحية الأخرى".
من جهته، قال الفنان عماد الشاعر، أحد أعضاء فريق العرض: "إن النص المسرحي عادة ينتمي إلى حقل الأدب، وحين يتعرض له المخرج فإنه يحوله لنص عرض"، مؤكدا أن المخرج لا يقوم بتنفيذ النص الأدبي إنما يصنع نصه وهو مستند على النص الأدبي".
وعن أسباب مشاركته قال: "لأنها تجربة جديدة بالنسبة لي، حيث أميل إلى ما أسميه بمسرح الصورة، الذي يتم فيه سرد الحكاية عن طريق الصورة، ليصبح الأمر أكثر اقترابا من السينما، ولكن بلغة وشروط المسرح".
وأضاف الشاعر، أن هذا النوع من المسرح لا يحتمل الوسطية، فإما أن ينجح تماما إذا ما قدم بشكل متقن، وإما يسقط تماما إذا لم يقدم شيئا منضبطا، مشيرا إلى أن ضوابط مسرح الصورة أعلى وأكثر تعقيدا وحساسية من المسرح الدرامي الذي يعتمد على نص لغوي. 
ولفت، إلى أنه يسعى دائما إلى حد اللهاث بحثا عن تجارب من هذا النوع، من أجل المشاركة فيها، وهو ما حققه له هذا العرض، لا سيما أن مخرجه على درجة عالية من التمكن والعلم والثقافة.
أما مؤلف موسيقى العرض عبدالرزاق مطرية، فقال: "إنها فرصة جيدة بالنسبة له كموسيقى أن يجلس على المنصة، التي اعتاد على الجلوس عليها المسرحيون من ممثلين ومؤلفين ومخرجين، وفرصة مهمة لأن يتحدث عن الموسيقى".
وأشار مطرية، إلى أن الموسيقى في الكثير من العروض المسرحية تعد عنصرا ثانويا، حيث تستخدم إما كفاصلة من الفواصل أو في الافتتاحية والختام، وهو ما لا يليق بدور الموسيقى، موضحا أن الموسيقى في عرض سلالم يعقوب تعد عنصرا مهما ولغة أساسية في صياغة الرؤية الإخراجية. 
وأضاف أن عروض الصورة تتيح فرصة أوسع لتلعب الموسيقى دورا كبيرا ورئيسيا في العرض، عكس النصوص الأخرى. 
وتابع: "أن الموسيقيين في بدايات العمل المسرحي، كانوا يخافون من المشاركة في العروض، لأنه يهمشهم وهم المؤلفون الموسيقيون الكبار، الذين طالما ألفوا موسيقى عظيمة في نصوص الأوبرا وغيرها".
وصنف مطرية توظيفات الموسيقى في العروض إلى عدة تقسيمات هي: "أن تصبح نصا أساسيا، وتشكل خطا موازيا بنوتة كاملة، كما هي موسيقى تشايكوفسكي في بحيرة البجع، أو أن تصبح عنصرا مرافقا للحدث، تمثل ما يقوله المشهد، ثم كعنصر متناغم ومهم في النصوص البصرية، تتناغم مع التعبير الجسدي والإضاءة، في جو اختزالي، يصل بالفكرة أو بالمعنى مجردا للجمهور".
ودعا "مطرية"، مخرجي المسرح لأن يتيحوا للعنصر الموسيقي في عروضهم مساحة أوسع وأكبر تليق بأهمية ما تقوم به الموسيقى وما تقدمه ومن أجل أن يكون هناك موسيقيون متخصصون في المسرح.
وأشار مطرية، إلى أنه بالفعل يوجد موسيقيون متخصصون في المسرح، ولكنهم قلة ومن المهم أن يزيدوا ولا يخافوا إهدار موهبتهم.
وردًا على سؤال نخبوية عروض الصورة، قال مخرج ومؤلف العرض، د. الحاكم مسعود، إنه بحث في هذه المنطقة وسعى لدراسة علاقة الفضاء الدرامي بالمتفرج، وأقام في الصين حوالي 15 عاما، وهم الذين يمتلكون تقنيات جسدية عالية وخرج من بحثه، بأنه لا يوجد جمهور لا يفهم أن لغة الجسد تصل للجميع، حيث يمتلك كل شخص مرجعيات ومخزونا ثقافيا يفهم من خلاله ما يقدم له من صور وانفعالات جسدية، مشيرا إلى أن العرض من خلال عروضه السابقة التي وصلت لثمانية عروض نجحت في الوصول إلى المتفرجين، مشددا على الانفعال الجسدي من طبيعته أن يصل إلى الجميع، حيث يتصل بالذاكرة الإنسانية المشتركة، حيث يضحك ويبكي ويغضب الجميع بنفس الطريقة.
فيما قال الممثل عماد الشاعر، إن اللغة تكمن أهميتها في التواصل، وتعد عنصرا معوقا للتلقي في المسرح، نظرا للاختلاف اللغوي بين صناع العرض والكثير من المتفرجين، بينما تشكل لغة الجسد لغة عالمية وإنسانية تصل للجميع، حيث تحاول بلورة التعبير الإنساني في انفعالات مكثفة كما هي في الحياة، ومن ثم يصبح وصولها لعدد أكبر وفئات بشرية أوسع.
وشدد الشاعر على أنه لا يعترف بـ"النخبوية" في التلقي، مشيرا إلى أن مصطلح "نخبوي" هو لا أخلاقي، وأن الفن لا يعرف النخبوية نظرا لاستعداد الجميع للتلقي، غير أن الفرق يكمن في أن المتلقي العادي لا يدرك الفروق بين الجيد والخطأ، وهو ما يتفوق فيه من يمتلك ثقافة أوسع.