الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف ليوم الإثنين 14 يناير 2019

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول كتاب الصحف الصادرة، اليوم الإثنين، زيارة وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو إلى القاهرة ودلالاتها على الوضع في الشرق الأوسط. 
ففي عموده (نقطة نور) بجريدة (الأهرام)، قال الكاتب مكرم محمد أحمد تحت عنوان (مساحات جديدة من توافق استراتيجى) "إنه في ظل الخلاف القائم بين رؤية مصر الواضحة لمستقبل القضية الفلسطينية التى تؤكد حل الدولتين وضرورة أن تكون القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ورؤية الولايات المتحدة المبهمة التى تقتطع القدس من التفاوض باعتبارها عاصمة الدولة الإسرائيلية بقرار أحادي منفرد، يصعب الحديث عن تطابق المواقف الأمريكية والمواقف المصرية بعد زيارة بومبيو الأخيرة، التى أعلن فيها انتهاء ما وصفه بـ"عهد التقاعس الأمريكي"، وأن الولايات المتحدة تعمل في الشرق الأوسط كقوة خير وتحرير وليس قوة احتلال، وأن ما يقلقها بالفعل هو تدخل إيران الخبيث في المنطقة".
وأضاف "أنه ما من شك أن اتساع مساحات التوافق الاستراتيجى بين القاهرة وواشنطن حول العديد من القضايا المهمة يُعد مكسباً مهماً للسياسة المصرية، وعندما تُعيد الولايات المتحدة النظر في مواقفها السابقة، ويتكشف لها الصورة الحقيقية لمصر الملتزمة بقوة بحرية الأديان وحق الجميع في أن تكون لهم كنائسهم ومعابدهم مع استمرار جهودها في اجتثاث شأفة الإرهاب، فإننا لا نملك سوى الترحيب الشديد بهذا الفهم الأمريكي الذي يحسن التعامل مع مصر ويتفهم مقاصدها الحقيقية ويدرك طبيعة دورها كقوة سلام واستقرار إقليمي تلعب دورا محوريا بالمنطقة، غايته تأكيد معاني التسامح والاعتدال والوسطية وتعزيز الوحدة الوطنية". 
وأشار مكرم إلى أن ما ينبغي أن تعرفه الولايات المتحدة، أن قرار الانسحاب من سوريا لا يزال يُثير ردود أفعال واسعة النطاق في الشرق الأوسط، خاصة وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فوض نظيره التركي رجب طيب أردوغان في الشأن السوري على نحو خاطئ مكن أردوغان من استثمار الموقف لصالحه دون أي اعتبارات أخرى.. مستطردا "فلم نعد نعرف إن كان الأتراك سوف يرثون كل المواقع والقواعد الأمريكية في سوريا، وهم المخولون بملء الفراغ الذي سوف يتركه الأمريكيون".
وتساءل مكرم، في ختام عموده، "هل يستجيب الرئيس التركي أردوغان لتحذيرات مستشار الأمن القومى الأمريكي جون بولتون له من اتخاذ أي خطوة في سوريا من دون إذن الولايات المتحدة؟! أم أن أردوغان سيضرب بتحذيرات بولتون عرض الحائط ويُنفذ تهديداته حيال قوات سوريا الديمقراطية المشكلة أساسا من الأكراد السوريين، خاصة وأن أردوغان يعلن إنهاء استعداداته لشن عملية عسكرية تستهدف جميع الإرهابيين، لا فارق بين داعش والقوات الكردية؟!.
أما الكاتب محمد بركات، ففي عموده (بدون تردد) بجريدة (الأخبار) تحت عنوان (الرؤية الأمريكية!)، فقال "إنه كان لافتا للانتباه بشدة لدي كل المتابعين والمهتمين بالشأن السياسي العام والعلاقات العربية الأمريكية على وجه الخصوص، ذلك الغياب المتعمد من جانب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للحديث عن عملية السلام في الشرق الأوسط، والرؤية الأمريكية لمستقبل الصراع العربي الإسرائيلي بصفة عامة، والقضية الفلسطينية، على وجه التحديد، في كل التصريحات والكلمات التي أدلى بها في كل الدول التي زارها خلال الجولة التي يقوم بها حاليا في المنطقة العربية".
وأضاف "أنه على قدر ما كان بومبيو واضحا كل الوضوح في التعبير عن المصالح الأمريكية في المنطقة، والسعي الحثيث لتحقيق هذه المصالح، التي ركز عليها وذكرها في كل محطة توقف عندها.. كان أيضا وعلى نفس القدر حريصا على تجنب الحديث عن القضية الفلسطينية وسلام الشرق الأوسط، رغم علمه وتأكده أنها قضية العرب الأولى ومفتاح السلام والاستقرار في المنطقة.
وأشار بركات إلى أنه في هذا الخصوص رتب الوزير الأمريكي القضايا التي تهم بلاده في نطاق سياستها وتوجهها الجديد والحالي في الشرق الأوسط والمنطقة في الآتي: مواجهة إيران والحد من نشاطها وتوسعها في سوريا ولبنان واليمن، وإقامة تحالف عربي للمواجهة مع إيران، وأيضا لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي.
ولفت إلى أنه خلال تصريحاته وكلماته طوال الجولة كان بومبيو حريصا على التأكيد على الارتباط الأمريكي الوثيق مع إسرائيل، والحرص علي دعم وجودها ودمجها بالمنطقة باعتبارها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، والالتزام بضمان أمنها وسلامتها في مواجهة تهديدات إيران وحزب الله.
واختتم مقاله قائلا "وفي هذا الإطار نكون أمام تصور أمريكي جديد للمنطقة العربية والشرق أوسطية، يتضمن تحديداً للمصالح وعلاقات القوى، وأوجه الصراع بين أطرافها وفقاً لوجهة النظر الأمريكية.. ولكن يبقى السؤال قائما عن مدى التوافق بين هذه الرؤية والتصور العربي للمنطقة؟"
وبدوره، قال عماد الدين أديب، في عموده (بهدوء) في جريدة (الوطن) تحت عنوان (العرب يدفعون ثمن الصفقة الأمريكية الإيرانية!)، "تستمر واشنطن في تحركات تبدو فيها وكأنها تضيق الخناق على طهران.. آخرها بعد تصريحات بومبيو والإعلان عن عقد مؤتمر دولي في بولندا خلال الشهر المقبل بهدف بحث كيفية استمرار الضغط الدولي على إيران".
وأضاف "باختصار، يلعب ترامب مع الإيرانيين لعبة حافة الهاوية على المستوى العلنى، وفى ذات الوقت يفتح كل القنوات السرية الخلفية للحوار مع الإيرانيين بهدف التوصل إلى مسودة تسوية إقليمية نهائية.. كل شئ مؤجل لحين الانتهاء من موافقة الطرفين على تسوية إقليمية مقبولة تُرضى كلاً منهما".
وأشار إلى أن أزمة هذه التسوية أنها صراع بين عقلين تاجرين: العقل الإيراني، وهو عقل تاجر السجاد في البازار الإيراني الذي يتصف تقليدياً بالصبر اللانهائى في كل شىء بيعاً وشراء، والعقل التجارى لمقاول تشييد وبناء ينتمى إلى مدرسة الرأسمالية المتوحشة في مانهاتن، التى تبيع أي شىء وتشترى أى شىء ما دام السعر مناسباً.
ورأى أديب أن صراع تاجر السجاد والمقاول هو صراع شرس وطويل، لكنه في النهاية سيؤدى إلى صفقة ما بينهما، قد تطول أو تقصر، لكنها آتية لا ريب فيها.. الأمر المؤكد أن الذي سيدفع ثمن هذه الصفقة لن يكون في إيران أو في واشنطن، ولكن في عدة عواصم عربية!!.