الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

موليير.. بخيل المسرح

موليير
موليير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختلف موليير مع والده عندما كبر، فالأخير كان يريده أن يعمل معه في صناعة السجاد، بل ويستلم المخزن مكانه بعد أن يكبر ويشيخ، ولكن الفتى ما كان يريد تكريس حياته لهذه المهنة التي لا يحبها، ولذلك التحق بكلية الحقوق، ثم تعرف على عائلة من الفنانين تدعى "بيجار"، وأصبح صديقًا لهم، وغير اسمه ولقب بـ"موليير" لأول مرة، ولم يعرف أحد سبب هذا التغيير المفاجئ الذي طرأ عليه، ولماذا اختار اسم موليير دون غيره، وما كان يعرف أنه سيصبح أشهر اسم في تاريخ المسرح الفرنسي، وربما العالمي.
وفي عام 1643 عندما كان عمره 21 عاما أسس مع عائلة "بيجار" المسرح الشهير في باريس، وكانت مديرته بنت العائلة، وتدعى مادلين، ووقع موليير في حبها، واشتغل ممثل مع مادلين بيجار لمدة 5 سنوات متواصلة، ولكن بداياته في المسرح كانت رديئة ولم تجذب إليه مشاهدين كثر.
وبعد أعوام، وتحديدا في عام 1668، كتب مسرحيته الشهيرة "البخيل"، واشتهرت باسم "بخيل موليير" في شتى أنحاء العالم، فكل من يريد أن يضحك على البخل والبخلاء ما كان يجب عليه إلا أن يذهب إلى المسرح ويشاهد هذه المسرحية الرائعة، ثم زالت الرقابة عن مسرحية المنافق عام 1669، وكتب موليير مقدمة المسرحية وقال فيها: "هذه المسرحية أحدثت من الضجة والفرقعة أكثر من غيرها بكثير، وقد اضطهدت وحوربت ومنعت أكثر من جميع مسرحياتي الهزلية السابقة، وقد برهن ذلك على أن رجال الدين هم أقوى الفئات في المجتمع ففي السابق تهكمت بالنساء المتحذلقات، أو بالأطباء الفاشلين، أو بالأرستقراطيين من دوق ومركيز، الخ أو بالمخدوعين من قبل زوجاتهم، ولكن لم يهددني أحد منهم على الرغم من كل ذلك ولم تمنع مسرحياتي بسببهم"، وعندئذٍ لقيت نجاحًا لا مثيل له على خشبة المسرح، وكان آلاف المشاهدين يتدفقون على المسرح لرؤيتها. 
أما آخر مسرحية كتبها فكانت بعنوان "المريض الوهمي"، أي الذي يتوهم أنه مريض وهو لا يشكو من أي شيء في الواقع، ولكنه أصيب بوعكة صحية على خشبة المسرح وهو يمثلها ثم سقط صريعًا أمام كل الناس، عام 1673، وهكذا مات موليير شهيد المسرح الفكاهي الذي أعطاه الكثير، بل وأصبح اسمه رمزًا عليه، وكانت تلك هي أفضل موتة يحلم بها فنان كبير مثله، بعدما خلِّف وراءه عشرات الأعمال المسرحية الخالدة، نذكر من بينها:"الطبيب الطائر"، "الكسلان" أو "الظروف الطارئة المعيقة"، "الطبيب العاشق".