الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الدكتور كمال عيد يتحدث لـ"البوابة نيوز": تكريمي شرف عظيم.. 12 بحثا للعلماء الأجانب يهدم فكرة ما بعد الحداثة.. الارتجال غير موجود بالمسرح المصري.. إلقاء الضوء على المصطلحات المسرحية الخاطئة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما نتذكر "سهرة مع تشيكوف"، "شفيقة ومتولي"، "الضفادع"، "طبول فى الليل"، "مشهد من الجسر"، "أهلا فأر السبتية"، "الأستاذ"، بالإضافة إلى عروض مسرحية أخرى قدمت بالثقافة الجماهيرية، فنحن أمام مخرج ومبدع مسرحى وهو الدكتور كمال عيد، الذى يعد واحدا من أبرز مخرجي المسرح المصري، تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية 1952، وأوفد ببعثة دراسية فى الإخراج المسرحى بالمجر 1958، حصل على الماجستير والدكتوراه وعين أستاذا للتمثيل والإخراج بأكاديمية الفنون، أسس قسم الفنون المسرحية فى جامعة بابل.

كتب العديد من الأبحاث والكتب والترجمات منها "المسرح الاشتراكي، فلسفة الأدب والفن، جماليات الفنون، مشكلات الدراما الاشتراكية، علم المجال المسرحي، ترجمة لمسرحية "الناووس" ونصوص تجريبية من المسرح المجري، جعلته يحصل على العديد من الجوائز والتكريمات كان أخرها جائزة الدولة التقديرية لعام 2018، وتكريمة من الهيئة العربية للمسرح اليوم.

التقت "البوابة نيوز" بالمخرج الدكتور كمال عيد، لكي يتحدث عن هذا التكريم، ورؤيته للمسرح المسرحي، ومشكلاته والقضية التي تشغله ويود العمل عليها خلال أعماله الأدبية إلى نص الحوار..


ماذا يمثل لك تكريم الهيئة العربية للمسرح؟

- إنه تكريم مشرف ليس فقط إننى أُكرم ولكن أجتمع بزملائى المسرحيين المكرمين أيضا، فنحن لا نتقابل مع بعضنا البعض منذ فترة طويلة، موجها الشكر للدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، والكاتب إسماعيل عبدالله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، وأيضا المصريون الذين ساهموا فى نجاح الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، ولكن أطلق على هذه الدورة «الناقد والناقد» التى تبحث فى كيفية إعادة تاريخ المسرح فى نصف القرن الماضى هذا الخط الجديد بالمسرح الذى كان مفقودا من قبل وأيضا الأمانة العلمية الضائعة وتأتى الهيئة لتحقيق الأمانة العلمية الكاملة للأجيال القادمة بما يوثق للمسرح العربى والمصرى بصفة خاصة.

كيف بدأت رحلتك مع الكتابة العلمية؟

- وصلت رحلتى مع الكتابة إلى ٣٥ كتابا، أشكر الله أنه منحنى ذلك، حيث بدأت فى ١٩٦٦ بصدور أول كتاب، ثم فى ٢٠١٧ صدر كتاب «علم الدراما شيئا وعلم الدراماتورج شيئا آخر»، منتهيا بكتاب «تحليل مناهج البحث العلمي» فى ٢٠١٨، تخرجت وأنا ممثل ولكن تفرغت للبحث العلمى والتدريس لكثير من المسرحيين فى مصر، والإمارات، الكويت، السعودية وغيرها.


ما القضية التى تشغلك وتود العمل عليها؟

- إعادة الوهج للمسرح المصرى من جديد لما كان عليه سابقا، مشيرا إلى أحد مقالات الكاتب فاروق جويدة التى نصت على العديد من الأخطاء الشائعة فى الجامعات المصرية وذكر بها مصر أنها دولة ضعيفة أمام إخراج المال على هذه التفاهات ورصد بعض الحالات فى جامعة الإسكندرية وأخرى بعين شمس وعما يحدث بداخلها نحو الأبحاث العلمية والعاملين بها وترقية الفاشلين على حساب الآخرين، وسوف أتناول ذلك كتابيا أيضا.

كيف ترى المسرح المصرى الآن؟

- المسرح يتطور ويتعاقب، مشيرا إلى أن أحد الزملاء يتحدث عما بعد الحداثة، فنحن لا نقرأ، كما يوجد كتاب بعنوان «ما بعد الحداثة» بالمركز القومى للترجمة هذه ضجة مفتعلة والمسرح تغير عن الخرافات والصراع بلا فائدة، بالإضافة إلى ١٢ بحثا منها «ما بعد الحداثة والفنون التشكيلية»، «ما بعد الحداثة والمسرح»، «ما بعد الحداثة والفن»، وغيرها كل ذلك لـ ١٢ عالما أمريكيا واستراليا يهدمون فكرة ما بعد الحداثة فلا بد أن ننظر إليها جيدا، فهناك الكثير من المصريين يتحدثون أيضا عما بعد الحداثة لا بد أن نقرأ الأول وننظر إلى هذا التطور، المسرح ليس خاملا، وهناك دعوات لعودة مسرح الشارع، لقد انتهى هذا المسرح فى العراق بعد الحرب العالمية الأولى فكيف نريد أن تعيده الآن، هناك عدة أخطاء كثيرة لا بد من إعادة النظر بها مرة أخرى منها يطلق الكثير على المسرح أنه «أبوالفنون» هذه كلمة خاطئة فى المسرح، لأن أبوالفنون هو المعمار الذى أقيم فى بداية المسرح الفرعونى وقد سبق وكتب عن ذلك الدكتور ثروت عكاشة، أيضا مصطلح «دراماتورج وإخراج» عن كتاب يقع فى ٣٢٧ صفحة تتحدث عن كلمة دراماتورج، هذه قضايا علمية لا يجوز إدراجها، وكذلك «الموسيقى التصويرية» فهذا مصطلح خاطئ تماما والصحيح لها هى الموسيقى المصاحبة، وأيضا لا يوجد مصطلح «مخرج منفذ» فى المسرح وإنما فى التليفزيون فقط، هذه قضايا لا بد من إلقاء الضوء عليها.


لماذا تشهد النصوص المسرحية فقرا فى الوقت الراهن؟

- بالفعل التأليف المسرحى فقير جدا وبعيد عن الحالة المسرحية، وذلك يرجع لعدم إيمان بعض المؤلفين بالمسرح حتى المتميزين لا تجد قيمة فيما يجب أن يقدم أعمالا كثيرة ممكن أن يكتبها المسرح وتتوسع دائرة الثقافة عن طريق الفن الذى يعشقه الكثير وهذا ما يبحث عنه المؤلفون، مشيرا إلى كتاب فترة الستينيات أمثال سعد الدين وهبة، نعمان عاشور، لطفى الخولي، محمود دياب، صلاح عبدالصبور وغيرهم كل هذا التراث العظيم أين هو اليوم؟

لماذا تعانى معظم العروض المسرحية من ضعف اللغة العربية؟

- بالفعل تعانى معظم العروض من ضعف اللغة العربية، ويرجع ذلك إلى ضعف مدارس فنون المسرح، مشيرا إلى إحدى الطالبات تقدمت له بالإشراف على رسالة الماجستير التى كان عنوانها عن «مسرح مصر» ولكن قوبلت بالرفض لأننى لا أشرف على مثل هذه الرسالات قائلا: «مفيش حاجة اسمها مسرح مصر»، لأن الارتجال غير موجود فى المسرح المصرى بمعنى أن يؤلف الفنان أى كلام فى اللحظة التى لا يوجد بها عقل يدرك ما يفعله وأن يقدر الفنان بناء فكرة معينة تستمر، مؤكدا أن ما يقدمه «مسرح مصر» هو ارتجال، كان موجودا فى القرن السابع عشر حتى التاسع عشر وتوقف تماما، فكيف يتم استخدم الارتجال فى القرن الـ ٢١! هذا لا يصلح تماما.

كيف ترى مبادرة مسرح المواجهة والتجوال الذى أطلقها البيت الفنى للمسرح؟

- الحقيقة أنها فكرة جيدة تحسب للفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح يجوب من خلالها قرى ونجوع مصر، مشيرا إلى أن هذه التجربة قد سبق أن خاضها الفنان عبدالغفار عودة بمسرح «ديرينيه»، مؤكدا أن فكرة مسرح المواجهة والتجوال تعطى لمتلقيها التعرف على القيم المسرحية ويتطور فكريا وجماليا ويستقبل من خلالها كل مشاكل الدولة بعقل سليم.

ما الرسالة التى توجهها للمسرحيين؟

- أرجو أن يستمر جيلى بكل قوة، أن يستمر الشباب المسرحيون المتعلمون وخريجو معهد الفنون المسرحية.