الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "57".. أستاذ العربي و"جينيفر هادسون" و"حمو بيكا"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكاسلت كثيرا في أن أواصل كتابة الحواديت، فمنذ 15 يوما لم أكتب «حدوتة»، لكن شيطان الكتابة لا يقبل الترويض، فربما يوقظك ليلا لتكتب «كلمة»، وربما يجعلك توقف سيارتك وأنت في منتصف الطريق لتكتب بيتا من الشعر أو مدخل لحدوتة، ومع أني لا أصنف نفسي كاتبا لكن أنا محبا للكلمة حسبما طاوعتني وأتت، نثرا كان أو شعرا أو أي منطوق ومكتوب كانت، لا يهمني التصنيف والقوالب، المهم أن تصل للمتلقي، فيقيني أن الكلمة مجموعة من المشاعر لا من الحروف، فإن كانت المشاعر طيبة خرجت الكلمة خفيفة لطيفة تجبر الخواطر وتطيب القلوب، وإن كانت المشاعر سيئة خرجت الكلمة تؤذي وربما تحرق.. لذا أعزها الله ووضعها في منزلة كبيرة حتى أنها كانت البدء بعدما خلق «آدم» ووثق ذلك سبحانه وتعالى بـقرآن يتلى إلى يوم الدين« فتلقى آدمُ من ربِّه كلماتٍ».
أسوق لكم ذلك لأن البعض لم يعد يعي مردود الكلمة، فيلقي بها هنا وهناك خوضا في الأعراض وغيبة ونميمة، حتى أن كل الأسرار باتت مباحة وحديث سمر للجميع، فتفسخ المجتمع واندثرت القيم وعلا شأن الأفاقين والذين يحبون أن تشيع الفاحشة، دون أن يدرك هذا ولا ذاك أن البينة والحجة لا بد من وجودهما قبل نطق الكلمة حتى في رد المظالم، وأن الله سبحانه وتعالى جرم إثم إشاعة الفاحشة أكثر من تجريم فاعلها نفسه.. لأنه مهما كانت ثقة الإنسان في أهل بيته فكلمة السوء تخلق الشك وتزلزل المكان.. ولنا في حادث الإفك آية فهذا النبي قد أصابه من الوقع السئ للكلمة ما أحزنه ولم ينجيه من ذلك إلا بيان من الله يُبصره الحقيقة.
كان ما سبق ملخص حديث لأستاذ لغة عربية رأى صورة لابنته على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت التقطتها لها زميلة دراسة، بوازع من شاب أراد التعرف عليها، انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي بروايات عدة وكل صاحب «بوست» أخذ يضع «لمسته» وربما يتخيل حكايته وكل هذا ينال من سمعة البنت وأسرتها، ودار المنشور هنا وهناك حتى وصل إلى شقيقها، الذي استشاط غضبا وكاد أن يقتل شقيقته لولا تدخل الأب، الذي أطفأ النار في صدر ابنه وقال له: «ترضى يا بني بربنا حكم بينك وبين أختك ولا عندك حد أحسن؟» فقال: الابن: استغفر الله العظيم طبعا ربنا، فقال الابن بابنته: «احلفي بالله إنك مالكيش علاقة وإن كل ده افترى، فأقسمت البنت لوالدها بالله».
لكن شقيقها لم يهدأ فهناك جيل كامل رسخ في ذهنه مقولة «قالوا للحرامي احلف.. قال جالك الفرج» ولا اعرف حقيقة أي «فرج» هذا، ربما يكون المعلم فرج الذي كان يبحث عنه «بوحة»، لكنه ليس بما لا يدع مجالا للشك أنه فرج من الله.. إلا لو كان هذا الحرامي يجهل أن عقاب القسم الكاذب أشد عند الله من عقاب السرقة.
جلس وقال لابنه: «تعرف ممثلة أجنبية مش معروفة أوي عند شباب منطقتنا»، تعجب الابن وقال لوالده: «إحنا في إيه ولا إيه؟» قاطعه والده وقال له: «هات بس صورتها»، فأراه الابن صورة «تشارليز ثيرون»، فاندهش أستاذ اللغة العربية قائلا: «ما شاء الله يا بني.. شوف لنا حاجة كده تكون شبهنا» كل هذا والابن يظن أن والده فقد عقله من الصدمة، لكن أمام إلحاح والده أراه صورة «جينيفر هادسون»، فقال له الأب هل يمكنك عمل حساب لي على موقع التواصل الاجتماعي باسم «حمو بيكا» ضحك الابن بهيستريا ثم أنشأ الحساب، ثم قال له الأب ضع أي صورة بجوار صورة تلك المصورة ثم اكتب سقوط أكبر شبكة آداب أو علاقة غير شرعية واضغط شير، ثم نبأني غدا بتفاعل الناس مع منشورك، البقية أنتم تعرفونها.. وما كتبت لكم كل هذه الحكاية إلا خشية تلك الآية يا معشر السوشيال فهذا حكم الله: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».