السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

احذروا هؤلاء الإعلاميين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أزمات كثيرة داخلية وخارجية كان الإعلام سببًا فيها، بعضها كان بحسن نية لا ينم إلا عن جهل، والبعض الآخر كانت النية مبيتة له، والاثنان سواء فى إحداث الأزمات، فهذه مذيعة أساءت لدولة شقيقة عندما جهلت مساحتها وأهمية مكانتها، أما توقيت الإساءة فزاد الأمر تعقيدًا؛ حيث كان الرئيس فى زيارة لهذه الدولة، وأتذكر أن أحد المسئولين هناك لقن المذيعة درسًا لن تنساه، نفس المذيعة سبق لها الإساءة لدولة أخرى مدفوعة أيضًا بجهل ونقص فى المعلومات، وفى المرتين.. كان هجوم رواد التواصل الاجتماعى على مصر كبير، ولم يوقفه سوى تدخل الدبلوماسية المصرية.
الأخطاء فى برامج الهواء واردة، شريطة ألا تكون متعمدة، وتداركها واجب، إما بالتصحيح أو الاعتذار، لكن الغالبية فى مصر لا تصحح ولا تعتذر، ربما للجهل بثقافة الاعتذار، أو لأن الخطأ الذى أحدث الأزمة يرضى طرفًا ما، وفى الحالتين تغيب المصداقية، وهى الركن الأصيل فى العملية الإعلامية. بعض الأزمات المتعمدة فى الفترة الأخيرة كان سببها هؤلاء المتلونون، الذين يقفزون من مركب ليلحقوا بآخر، طبلوا لكل الأنظمة.. فأساءوا للإعلام ولمن طبلوا لهم. والواقعة التى نحن بصددها خاصة بأحد هؤلاء الذين انحازوا لجماعة الإخوان منذ البداية وطبلوا لها وعملوا معها، ثم أساءوا للجيش والشرطة، وقالوا ما تحفظه لهم ذاكرة «اليوتيوب» عن قتل المتظاهرين وثوار الميادين، هؤلاء كانوا ينافقون نظام مبارك، ثم نافقوا نشطاء (السبوبة) ثم الإخوان، وها هم مستمرون فى النفاق، حذرنا منهم مرارًا، وتوقفنا أمام أحدهم الذى كان جزءًا من نظام مبارك، ثم ضالعًا فى نظام الإخوان، طالبنا بإبعاده ولو قليلًا عن المشهد حتى لا يؤثر على مصداقية الإعلام والنظام، لكن أحدًا لم يستجب، بل إن غيابه لأيام يعقبه عودة بصلاحيات أكبر.
مؤخرًا.. أظهر من نعنيه ولاءه للإخوان بفقرة فى برنامجه أحدثت ضجة داخليًا، وتلقفها إعلام الإخوان ليهاجموا من خلالها مصر شعبًا وحكومة، واليوم.. بين أيدينا خطاب من جهة مهمة، موجه لوزارة الزراعة، تطلب فيه معالجة الأزمة التى تسبب فيها هذا الإعلامى، عندما استضاف من ادعى أنه نقيب للفلاحين، ليؤكد أن تسعين فى المئة من الأراضى الزراعية فى مصر تروى بمياه الصرف، وترتب على ذلك رفض من رواد مواقع التواصل الاجتماعى فى دولة شقيقة للمنتجات الزراعية المصرية. نعم.. هناك أزمة فى مياه الرى لا ينكرها عاقل ولا تخطئها عين، لكنها لم تصل إلى حد أن تسعين فى المئة من الأراضى الزراعية تروى بمياه الصرف، كما أن مصر لا يوجد بها نقابة شرعية للفلاحين حتى الآن، فهناك أكثر من نقابة، وبعض من المنتسبين لإحداها يعلن ولاءه للإخوان وحوله آخرون، لذلك تأتى الأزمة التى سببها هذا الإعلامى متعمدة، لا صدفة فيها ولا حسن نية ولا خطأ واردا من أخطاء برامج الهواء، لتضاف إلى أزمات أخرى كثيرة صنعها متعمدًا، ورغم ذلك نراه يعيث فى الإعلام فسادًا وانحيازًا، لا يوقفه قانون لمجلس إعلام ولا ينذره مسئول، بل نراه حاضرًا فى مؤتمرات للرئيس.
ما تبقى من إعلام مصرى يحوى خلايا إخوانية لا تقل خطورة عن الإرهاب الذى تحاربه الدولة، فاحذروا هؤلاء، ليس من قبيل الحفاظ على مصداقية الإعلام التى تتهاوى.. ولكن حفاظًا على وطن يتآمر البعض على تخريبه