الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الكونغو بين فكي أمريكا وروسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال نصًا: «إن بلاده نشرت قوة عسكرية فى الجابون خشية أعمال عنف قد تنشب فى جمهورية الكونغو الديمقراطية فى أعقاب انتخابات الرئاسة».
وأساسًا أناس عدة لا يعرفون ما هى الجابون وما علاقتها بالكونغو وما هى أهمية دولة مثل الكونغو والجابون لتكون محل اهتمام عظيم من أكبر دوله بالعالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية؟
عندما ننظر متعمقين إلى الخريطة، سنعلم أن الجابون دولة مجاورة للكونغو، الكونغو أكبر مورد للماس فى العالم والخامات التعدينية، وبالمناسبة الكونغو فيها قوات حفظ السلام منذ أكثر من 20 سنة لكى يتحقق السلام ولم يتحقق لأسباب أساسية منها ما تحتويه الكونغو من ثروات.
والمعنى الحقيقى لما يجرى أن إرسال قوات الولايات المتحدة الأمريكية إلى الجابون ما هى إلا حجة لإرسال قوات بشكل رسمى وتحويلها إلى قاعدة عسكرية أمريكية فى غرب أفريقيا، والدليل على ذلك أن الرئيس ترامب بذاته قال للكونجرس الأمريكى نصًا: «ستبقى القوة الأمريكية فى المنطقة حتى يصبح الاستغناء عنها فى الكونغو ممكنا» واقرأ الجملة معى ثانيا وثالثًا ستجد فيها كم المناورة السياسية ولماذا الجابون؟ لأنها تقع فى غرب أفريقيا ومطلة على المحيط الأطلنطى، يعنى دولة ساحلية وده يعمل نفوذ أمريكى على المحيط الأطلنطى، مش بس كده، حدودها تقع مباشرة على خليج غينيا (أكبر احتياطى نفط فى العالم) غير أنها تعتبر من أكبر دول العالم امتلاكًا للموارد الطبيعية، إضافة إلى مجاورتها لأكبر دولة بالعالم تمتلك الماس والثروات التعدينية الكونغو.
لو تعمقنا أكثر فى خريطة القارة، ستجد إسرائيل نفوذها منتشرا فى شرق القارة، والولايات المتحدة نفوذها فى الشمال والغرب وهنا سؤال يطرح نفسه أين الصين وروسيا من ذلك التقسيم؟ الصين توجهها أغلبه اقتصادى ومنتشر فى معظم القارة لكن لها قاعدة عسكرية فى شرق أفريقيا كنوع من أنواع ردع الولايات المتحدة عنها وروسيا كانت ليس لديها النية بنشر أى قاعدة عسكرية.
وستجد أن جمهورية أفريقيا الوسطى أعلنت رسميًا عن اعتزام روسيا نشر قاعدة عسكرية روسية على أراضيها، وطبعًا فيه ترحيب من الدولة وهذا أمر غير عادى لأنهم يعانون فعليًا من الصراعات بين مسلحى حركة «سليكا» الإسلامية والجماعات المسيحية المعارضة، وهل روسيا وافقت من أجل فض هذا الاشتباك؟ لا بالطبع وإنما إذا نظرنا على الخريطة سنجد أفريقيا الوسطى هى الدولة الملاصقة للكونغو وفى ظهر الجابون.
وهنا سنجد روسيا وضعت يدها ليس فقط لنصيبهم فقط إنما تطويق وخنق القوات الأمريكية، وإذا كان على الأمريكان التفكير لزيادة نفوذهم فى غرب أفريقيا، فسيذهب تفكيرهم لكيفية مواجهة الروس والدفاع عن أنفسهم من تواجد قوات روسية خلفهم على أراض أفريقية، وهنا سنجد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يسبق غيره بمراحل، حيث بنى لمصر قوة عسكرية تمثل حائطا منيعا لتدخل أى دولة تحاول نهش مصر، مثلما يتم مع بعض الدول الأفريقية الضعيفة عسكريا وهذه هى السياسة عندما تدخل مع الكبار فإن القوى هو من يتحمل نهاية الطريق، والضعيف ليس عليه إلا أن يندد ويستنكر لأن ثمنه فقط فى ذلك.