تستضيف دولة الكويت، الثلاثاء المقبل، فعاليات الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الكويتي - الأمريكي، والذي يترأسه عن الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بينما يترأس الجانب الأمريكي وزير الخارجية مايك بومبيو.
وقال السفير الأمريكي لدى الكويت لورانس سيلفرمان - في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت - إن البلدين يسعيان من خلال تنظيم الحوار الاستراتيجي الثالث بينهما، إلى توسيع السجل الطويل والحافل بالتعاون والتبادل والتنسيق حول القضايا الثنائية والإقليمية والعالمية، مشيرا إلى أن ذلك الحوار يشكل منصة إطلاق للعمل المستمر على مدار العام بدعم كامل من قيادتي البلدين.
وأضاف سيلفرمان أنه منذ تشكيل الحوار الاستراتيجي في أكتوبر 2016، عملت مجموعات العمل المكلفة على تنفيذ الأفكار التي أثيرت في الحوارات الاستراتيجية بجدية؛ لتطوير مستويات التعاون في مجالات الدفاع، والأمن، والتجارة، والاستثمار، والشؤون القنصلية، والتعليم، لافتا إلى أنه بعد مرور 28 عاما على تحرير الكويت، لا تزال العلاقة بين الجيشين الأمريكي والكويتي قوية جدا، ولا يزال التزام الولايات المتحدة بأمن الكويت ثابتا.
وأكد أن واشنطن تقدم الدعم الفني للكويت في المجال العسكري والدفاع، من خلال المبيعات العسكرية الخارجية، ومن خلال المبيعات التجارية، في حين تواصل العناصر العسكرية الأمريكية والكويتية العمل معا على التدريب، والتعليم، والجاهزية الدفاعية، مما يجعل القوات المسلحة الكويتية، أكثر قدرة على الدفاع عن بلدها.
وأوضح السفير الأمريكي أن الولايات المتحدة تعد ثاني أكبر مورد للبضائع والخدمات في الكويت، التي تعتبر أحد أكبر الأسواق للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه منذ اختتام الحوار الاستراتيجي المشترك الأخير، عملت الحكومتان على تعزيز العلاقات التجارية بينهما، وأصبح أعضاء القطاع الخاص في كلا البلدين، أكثر اهتماما بمتابعة الأنشطة التعاونية.
وأشار إلى أن البلدين لهما رؤية مشتركة على المستوى الإقليمي؛ حيث أن التنسيق بينهما متواصل عن كثب، مضيفا أن الولايات المتحدة ترحب بالمبادرات التي اتخذها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، لضمان أمن الكويت، مع تحقيق مزيد من الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتابع أن الكويت أدت دورا كبيرا للتقريب بين حلفائها وجيرانها، لاستضافة مؤتمرات المانحين، مثل تلك الخاصة بسوريا، وأخيرا استضافتها في فبراير الماضي لمؤتمر إعادة إعمار العراق، مؤكدا أن الكويت استحقت بجدارة التقدير على دورها الإنساني في المنطقة وحول العالم، بعد أن أحدثت مساهماتها فرقا حقيقيا في حياة اللاجئين والنازحين.
وشدد سفير الولايات المتحدة لدى الكويت، على أن الوفد الأمريكي سيغتنم فرصة الحوار الاستراتيجي؛ لتبادل الآراء حول التحديات الإقليمية الأكثر إلحاحا، بما في ذلك ملفا اليمن وسوريا، إضافة إلى أنشطة إيران، مشيرا إلى أنه ستتم مناقشة الطرق المحددة لتعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله، كما سيتم بحث التنسيق المستمر والمستقبلي بين البلدين، كعضوين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
ومن المتوقع أن تشارك جهات حكومية كويتية في الجولة الثالثة لهذا الحوار الاستراتيجي، مثل وزارات الخارجية، والداخلية، والدفاع، والتعليم العالي، والإدارة العامة للطيران المدني، وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر، والهيئة العامة للاستثمار، وجهاز الأمن الوطني، والإدارة العامة للجمارك والهيئة العامة للاتصالات وغيرها.
تجدر الإشارة إلى أن الجولتين السابقتين من الحوار الاستراتيجي الكويتي - الأمريكي عقدتا في الولايات المتحدة عامي 2016 و2017، وشهدتا توقيع 23 اتفاقية ومذكرات تفاهم في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد، والتجارة، والتعليم، والبترول، والجمارك والتعاون القنصلي.
