الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنائس: لجنة "الأحداث الطائفية" حل جذري للفتنة.. كمال زاخر: التوقيت مهم والتشكيل جيد لمحاصرة الأزمة.. أندريه زكي: وضع استراتيجية متكاملة لمراجعة جادة للمناهج غير المشجعة على العيش المشترك

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبيل الاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة، وفى خطوة اعتبرها الجميع إيجابية وتقطع الطريق على من يحاولون بث الفتنة والتفرقة بين الشعب، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، المصريين بقرار حاسم ليلة الـ٣٠ من ديسمبر، بتشكيل لجنة عليا لمواجهة الأحداث الطائفية، برئاسة مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب على أن تضم اللجنة ممثلا عن كل من هيئة عمليات القوات المسلحة والمخابرات الحربية والمخابرات العامة وهيئة الرقابة الإدارية والأمن الوطني. 
ومن حق اللجنة أن تدعو لحضور اجتماعاتها «من تراه من الوزراء، أو ممثليهم وممثلى الجهات المعنية، عند النظر فى الموضوعات ذات الصلة»، على أن تتولى اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية، وضع استراتيجية عامة لمنع ومواجهة الأحداث الطائفية، ومتابعة تنفيذها، وآليات التعامل مع مثل تلك الأحداث فى حال وقوعها. 
وتعد اللجنة تقريرا دوريا بنتاج أعمالها وتوصياتها وآليات تنفيذها، يعرضه رئيسها على السيسي. 
القرار نال إشادة وترحيبًا واسعًا على كافة الأصعدة والمعنيين بالأمر.
القمص بطرس بطرس بسطورس: يثبت دعائم الوحدة الوطنية
أشاد القمص بطرس بطرس بسطورس، وكيل مطرانية دمياط، بقرار رئيس الجمهورية، قائلًا: نحن نحيى الرئيس السيسى على هذا القرار الصائب، ونشعر دائما أنه بمنتهى الجدية، والعمل يحاول أن يثبت دعائم الوحدة الوطنية فى مصر، ليس من خلال الكلام والشعارات، وإنما بالعمل والحق بمثل هذه القرارات. 
وتابع: لا ننسى ملحمة الحب التى قُدمت للعالم كله من خلال بناء كاتدرائية ميلاد السيد المسيح ومسجد «الفتاح العليم» والافتتاح الرائع لهما والصورة المشرقة والمشرفة التى قدمها لوحدتنا الوطنية أمام العالم كله، وبلا شك هذه اللجنة العليا لها الدور المهم جدا فى تدعيم هذه الوحدة، والبعد عن الفتن الطائفية التى تظهر بين الحين والآخر.
الأب بيشوى حلمى: دور وقائى وعلاجى للأزمات الطائفية
قال الأب الدكتور بيشوى حلمي، إنه من الرائع جدًا أن يهتم رئيس الدولة بتكوين لجنة عليا لمواجهة الأحداث الطائفية، واعتقد أن اللجنة بتضمنها لشخصيات مختلفة من فئات عديدة سيصبح على عاتقها دور وقائى ودور علاجى للأزمات الطائفية، فالدور الوقائى أى قبل وقوع الأحداث، ولا بد أن يكون لديهم أيضا دور فى نشر ثقافة قبول الآخر والمواطنة والعيش المشترك، وهذه ثقافة لا بد من انتشارها وسط مدارسنا ووسط رجال الدين ووسط المجتمع كله، وهذا الدور وقائي.
وأضاف: بينما سيكون للجنة دور علاجى أى عندما يحدث أى حدث، لا بد من استراتيجية فى مواجهة الأحداث مواجهة بحكمة وتتدخل معهم لمواجهة أى حدث لأنه وارد أنه أحداث طائفية تحدث من وقت لآخر، وبعض الناس ليس لديها الثقافة أو الوعى أو الثقافة بالمواطنة، فموارد بسبب التنشئة غير السليمة والفهم الخاطئ للآخر وبسببها تحدث مشكلة، فكيف بحكمة مواجهتها لكى لا تتطور إلى أمور أصعب، بل بالعكس نأخذ منها نقطة انطلاق لمزيد من الوحدة والتقارب ومزيد من تفهم للآخر، فأعتقد أن كل العبء الأكبر سيكون على هذه اللجنة، فكل الشكر لرئيس الدولة على تشكيل لجنة مثل هذه لمواجهة الأحداث الطائفية، وربنا يوفق أعضاء هذه اللجنة فى مهمتهم.
القمص صليب متى ساويرس: تساهم فى تشكيل الوعى الثقافى
قال القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مار جرجس الجيوشى بشبرا، إن هذا القرار حكيم يؤدى إلى وأد أى فتنة تنشأ فى مهدها، والتصدى لها، وبالتالى يراجع نفسه قبل أن يحاول أن ينفذها، وهى أمر ضرورى وملح فى طرق محاربة التطرف الفكري، وإن هذا القرار أيضا سيسهم فى دعم الأمن والآمان فى وضع استراتيجيات لمنع ومواجهة الأحداث الطائفية.
وأكد ساويرس أن قرار تشكيل لجنة عليا لمواجهة الأحداث الطائفية يهدف لترسيخ وتحقيق المواطنة على أرض الواقع، وأنه يعتقد أن دور اللجنة لا يتوقف فقط عند التصدى لأعمال العنف، بل ستسهم فى تشكيل الوعى الثقافى للمصريين، وأن الكنيسة ستعمل جاهدة على دعم اللجنة ومساندتها فى تحقيق أهدافها، وهى تثق فى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى التحقيق الفعلى لقيم المواطنة الحقيقية، ورأينا ذلك خلال افتتاح الكاتدرائية والمسجد فى العاصمة الإدارية الجديدة، وشاهدنا كلمة قداسة البابا داخل المسجد، وكلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف داخل الكاتدرائية.
كمال زاخر: قرار مكمل للعملية الشاملة سيناء.. التوقيت مهم والتشكيل جيد لمحاصرة الأزمة وحلها بشكل جذرى
وصف المفكر كمال زاخر، هذه اللجنة بأنها لجنة مهمة من حيث التوقيت والتشكيل، فمن حيث التوقيت فهى تأتى مكملة للعملية الشاملة سيناء ٢٠١٨، والتى كانت تدار من خلال نفس الأجهزة التى وردت باللجنة، وتعطى إشارة بامتداد غطاء المواجهة مع الإرهاب من سيناء إلى عموم الوطن، خاصة أن العملية الشاملة بامتداد عام ٢٠١٨، استطاعت أن تحاصر الإرهاب الذى تراجع عما كان عليه فى بداية العام الماضى بشكل كبير، ويمكن أن نسمى عمل هذه اللجنة بالعملية الشاملة مصر ٢٠١٩، ويترتب عليها أن العمليات الإرهابية الإجرامية التى تتم أو يشهدها جنوب مصر «محافظات الصعيد وبخاصة المنيا» مواجهة جديدة حاسمة. 
أما من حيث تشكيل اللجنة، فقال زاخر إن اللجنة ضمت كل الأطراف الفاعلة فى ذات الصلة على أعلى مستوى من القوات المسلحة والأجهزة السيادية للمعلومات، وأسندت رئاستها إلى مستشار الرئيس والمتخصص فى مواجهة الإرهاب، وكان يحمل حقيبة الداخلية، ويملك رؤية واضحة فى هذا الشأن، وبحسب قرار تشكيل اللجنة يلتزم رئيسها بتقديم تقرير دورى لرئيس الدولة، الذى تتجمع فى يده كل الخيوط التى تعطيه القدرة على إصدار القرارات المناسبة فى توقيتها الصحية، الأمر الذى نتوقع معه انحصار الإرهاب فى أقل من عام. 
ومن اللافت وجود ممثل لجهاز الرقابة الإدارية الأمر الذى يشير إلى وجود عناصر فى الجهاز الإدارى الحكومى قد تكون داعمه للعناصر الإرهابية، الأمر الذى يعطى اللجنة الحق فى ملاحقتها وتنقية الجهاز الإدارى منها.
الأب هانى باخوم: أهمية مشاركة الأزهر
اعتبر الأب هانى باخوم، وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليكية، والمتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية بمصر، قرار رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى القرار رقم ٦٠٢ لسنة ٢٠١٨، بتشكيل لجنة مركزية تسمى «اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية» برئاسة مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن ومكافحة الإرهاب، بالقرار المهم، والذى يتطلب أيضًا مشاركة ممثلى الكنائس الثلاث بها: الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، والأزهر الشريف أو مجلس العلماء؛ لأنه من الضرورى أن يصل رأى هؤلاء إلى القيادات، مع وضع خطة عامة للتوعية لمنع هذه الأحداث قبل مواجهتها. 
وأضاف: تكلمنا كثيرًا عن تجديد الخطاب الديني، وهو أساسي، ولكن مهم أيضًا إرساء دولة القانون وتفعيله، فى هذه المواقف، مهم التعليم وزرع ثقافة الآخر نعمة لى وليس تحدى أو صعوبة، الآخر فى الدين، فى الجنس، فى اللون، فى الثقافة هو فرصة لى كى أظهر إيماني، لا كى أمحيه أو أتفوق عليه أو أسود عليه، الآخر هو عمل الله على الأرض، وهدفه، وحبه الوحيد. 
فيما وصف متحدث الكنيسة الكاثوليكية مشهد احتفال وافتتاح كنيسة ميلاد المسيح ومسجد «الفتاح العليم» بالعاصمة الإدارية الجديدة، بالمشهد العالمى والحضاري، عشية الاحتفال بميلاد السيد المسيح. 
وقال: ما زالت مشاعر الافتخار والفرح تغمرنا، أنه حدث يواصل مسيرة، ويعلن عن رغبة سياسية حقيقية للمواطنة، ومراعاة حقوق المواطن بغض النظر عمن هو، بمن يؤمن، بماذا يعتقد، فقط لأنه مواطن؛ لأنه إنسان. واستطرد باخوم: لقد تابعت وبكل شغف، بل وشاركت بمداخلات لوكالات أخبارية أجنبية عديدة، بالفعل العالم يرى هذا الحدث على أنه فريد، يضع مصر على خطوات مستقبل مختلف. هذا لا ينكر الصعوبات المتواجدة، وعقلية بعض المحليات، وبعض الشخصيات، التى لم تهضم بعد هذا التطور بل وفى أوقات تقاومه، هذا موجود، وواقع، ولكن يجب الإفصاح والإبلاغ عنه، ولكن هذه الصعوبات هى التحديات وهذا طبيعى فى مسيرة شعب، مر بصعوبات كبيرة من فقر، وتطرف ديني، وظروف اجتماعية ونقص توعية لفترات طويلة. يمكننا القول إنه الآن بدأت مسيرة: مصر تسير وتحيا بين جامع وكنيسة، وبدأت تتنفس برئتيها الاثنين، بتنوعها الدينى وتعايشها السلمى وأن كانت تعكره بعض الأحداث من حين لآخر.
القس أندريه زكى يطرح روشتة لعلاج الفتن الطائفية
وصف الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الكنيسة الإنجيلية فى مصر، قرار تشكيل لجنة لمكافحة الفتن الطائفية، بالقرار المهم، مشيرا إلى أن العديد من المحللين تحدثوا عن وجود أسباب حقيقية تتعلق بالتوترات الطائفية، تتمثل فى وجود قوى التطرف، وما يسمى باللجان والمجالس العرفية التى لم تسهم فى حل المشكلة، ولكن عقدتها أكثر، إلى جانب أسباب تتعلق بعدم إدراك البعض لرؤية الدولة، وبخاصة رؤية الرئيس والحكومة التى تسعى إلى قضايا المواطنة والمساواة، وبحسب نص القرار؛ فإن هذه اللجنة لها مهمتان أساسيتان، الأولى التعرف على الأسباب ودراستها ووضع استراتيجيات، والمهمة الثانية التعامل مع مثل هذه الأحداث إن وجدت بشكل مهنى ومحترف.
وأكمل: أتصور أن اللجنة ستتواصل مع الجهات المعنية بهذه القضية ولذلك أراها خطوة إيجابية مهمة على طريق المواطنة علينا دعمها، وقد أعلنت الطائفة الإنجيلية عن استعدادها للتعاون مع اللجنة فى أى صورة من الصور التى تراها مناسبة من أجل العيش المشترك والمواطنة. 
وعن عمل اللجنة فى مواجهة الفكر المتطرف قال «زكي»: كما جاء فى نص القرار، فإن جزءا من عملها دراسة الأسباب، وهو وجود أفكار متطرفة لم يتم التعامل معها إلى الآن بشكل واسع، مضيفا أن القضية ليست فكرا فقط، ولكن هناك أسبابا أخرى، وإن كانت المشكلة الفكرية هى الأساسية فى التطرف ولكنها ليست الوحيدة فى التوترات الطائفية، فكون أن اللجنة تتعامل باستراتيجية تشمل التعامل مع كافة الأسباب ودراستها، فأتصور أن الأمر جاد وخطوة مهمة علينا دعمها.
وشدد رئيس الطائفة الإنجيلية على أنه فيما يتعلق بقضايا الفكر والثقافة يجب وضع استراتيجية متكاملة تشمل مراجعة جادة لبعض المناهج التى يوجد بها بعض المواد غير المشجعة على العيش المشترك وقبول الآخر، كما أنه يجب ألا يترك الإعلام دون سياسة إعلامية واضحة تلتزم بقبول الآخر والتعددية واحترام المختلف، وهنا أقصد بالإعلام ليست القنوات فقط، ولكن تشمل وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.
ويرى رئيس الطائفة أن خلق أنماط ثقافية جديدة من شأنها أن تعزز قضايا المواطنة والعيش المشترك، وإنهاء تمامًا ما يسمى بـ«المجالس العرفية»، والذى أثبتت فشلها فشلًا ذريعًا وفرض دولة القانون، إلى جانب تطبيق القانون لكل من تسول نفسه أن يشق الحزام واللحمة الوطنية ويشارك ويسهم فى أى التوترات الطائفية.