الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: "الاندماج" وسيلة التنظيمات الإرهابية للبقاء.. هشام النجار: العملية الشاملة سيناء 2018 قضت على البنية التنظيمية واللوجستية للإرهابيين.. إبراهيم ناصر: تحالفات دولية وإقليمية جديدة لمواجهة العنف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن التنظيمات الإرهابية تراجعت فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية بفضل وقوف مؤسسات الدول وقفة جادة فى مواجهة هذه الجماعات.


وأضاف «النجار» فى تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إن العام ٢٠١٨ شهد ذروة انكسار واندحار هذه التنظيمات، خاصة مع إطلاق العملية الشاملة ٢٠١٨ بسيناء والتى قضت على الجزء الأكبر من البنية التنظيمية والحركية واللوجيستية للعناصر الإرهابية هناك، بالإضافة إلى الإجراءات القانونية التى اتخذتها الدول العربية وفى مقدمتها مصر لتجفيف منابع تمويل التنظيمات الارهابية سواء بمقاطعة الدول الممولة لها أو بمصادرة أموال تلك الجماعات مثل مصادرة أموال جماعة «الإخوان» المحظورة فى مصر.
وبدوره، قال إبراهيم ناصر، الباحث السودانى فى الشأن الأفريقي، إن التنظيمات الإرهابية شهدت تراجعا فى ٢٠١٧ و٢٠١٨، وذلك بفضل تضافر جهود القوى المحلية والاقليمية والدولية، ولكن تعارض مصالح هذه القوى وأولوياتها، قد يتسبب فى تعافى هذه التنظيمات مجددا، مستفيدة من الصراع المحتمل بين قوى إقليمية ودولية، أو الحرب التركية المتوقعة ضد الأكراد فى شمال سوريا.
وتابع: «أما عن وضع التنظيمات الإرهابية فى ٢٠١٩، فإن تراجع قوة ونفوذ التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق، قد يكون له تأثير مباشر على بقية التنظيمات المنتشرة فى العالم، لأن القوى الدولية والإقليمية ستصب جهودها لمحاربتها فى أماكن وجودها، وبالتالى يجوز القول، إننا سنشهد تشكل تحالفات دولية وإقليمية جديدة لمجابهة التنظيمات الإرهابية خارج سوريا والعراق، وقد نشهد مثلا تحالفا إقليميا تحت قيادة الولايات المتحدة يضم دول منطقة القرن الأفريقى لمحاربة حركة «الشباب» فى الصومال، ما قد يعجل بالقضاء عليها، خصوصا بعد الانقسامات التى شهدتها الحركة مؤخرا، وحسم الأمر داخلها لصالح الارتباط بتنظيم القاعدة، وليس داعش.
واستطرد: «فى العام ٢٠١٩، قد تكثف التنظيمات الإرهابية من استخدام الطائرات المسيرة أو الطائرات دون طيار المعروفة بـ«الدرون»، التى تعمل بأجهزة التحكم عن بعد، لتنفيذ هجمات إرهابية، واغتيالات لشخصيات مهمة، وبالتالى يجب على الدول الاستعداد لمجابهة هذا النوع من الهجمات الإرهابية، وذلك من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة المضادة للطائرات المسيرة».

وفى السياق ذاته، قال هشام البقلي، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن كل تنظيم من التنظيمات الإرهابية فى العالم له استراتيجية معينة حسب أماكن التواجد، ولو كانت البداية مع طالبان، فالتحركات الاستراتيجية لطالبان ستكون فى ٢٠١٩ من خلال طهران على الأرجح، فى ظل محاولات إيران احتضان هذه الحركة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، لاستغلالها فى بث الفوضى وضمان استمرار الحالة غير المستقرة بأفغانستان، لزيادة النفوذ الإيرانى هناك، والتأثير لصالح طهران على دول الجوار الأفغاني، بجانب استخدام أفغانستان كإحدى المحطات الرئيسة للالتفاف على العقوبات الأمريكية ضدها.
وتابع: أما تنظيم «داعش» فسينتهى وجوده فى سوريا وسيستمر فى منطقة الحدود بين سوريا والعراق لتحقيق وتنفيذ أجندات لدول أخرى من خلال هذا التواجد، مع محاولات الاندماج مع تنظيمات أخرى بمناطق مختلفة بعد تضييق الخناق عليه بسوريا، أما حركة الشباب فى الصومال، فمن المفترض أنه خلال عام سيتم القضاء عليها، قبل سحب القوات الأفريقية من الصومال، ولكن هذا الأمر مستبعد، لأن حركة الشباب تتحرك ما بين الحدود الصومالية والكينية وهو الأمر الذى يحتاج إلى وقت طويل للقضاء عليها، بالإضافة إلى أن عملية القضاء على الإرهاب ليست عسكرية ولكن يجب أولا القضاء على مصادر التمويل التى تمد تلك التنظيمات بالأموال والسلاح اللازم».


وقال أحمد إقبال، الباحث فى شئون الإسلام السياسي، إن الإرهاب ظاهرة عالمية، ولا يقتصر على بلد معين، وتوجد علاقات بينية وتواصل بين مختلف الجماعات الإرهابية فى العالم، وفى ظل قيام دول إقليمية وقوى دولية بتمويل ورعاية هذا الإرهاب واختراق بعض الجماعات الإرهابية من قبل بعض الأجهزة الاستخباراتية، وتوظيفها لصالحها، فقد انتهجت التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الأخيرة وسائل أكثر عنفًا، فضلًا عن استخدام أسلحة وأدوات أكثر تدميرا وأصبح لديها القدرة على توفير التمويل الذاتى من خلال نهب البنوك أو الخطف والمطالبة بفدية، بالإضافة إلى الحصول على كميات هائلة من الأسلحة، وفى المقابل، وعلى الرغم من مرور أكثر من عام على الإعلان عن الانتصار على تنظيم داعش فى العراق، لم ينجح التحالف الدولى لمحاربة الإرهاب فى القضاء على التنظيم نهائيا.
وأضاف «إقبال» أنه من الممكن أن تظهر فى ٢٠١٩ تنظيمات إرهابية جديدة وفى مناطق غير المتعارف عليها، ووجه فى هذا الصدد انتقادات للتحالف الدولى لمحاربة الإرهاب، متسائلا: «لماذا لم يعلن الحرب على تنظيمات إرهابية أخرى مثل بوكو حرام فى نيجيريا؟ ولماذا لا يريد أن يدعم الجيش الوطنى فى ليبيا؟ ولماذا يستخدم التحالف الضربات الجوية فقط، وهو ما أدى إلى تمدد التنظيمات الإرهابية على الأرض؟».
وتابع: «بالنسبة للوضع على الصعيد السوري، تعانى المجموعات المسلحة والإرهابية من أزمات كبرى بعد اتفاقات مناطق خفض التوتر، والتقدم الذى حققه الجيش السورى على الأرض فى ظل تشابك استخباراتى إقليمى ودولي، انعكس على هذه المجموعات الإرهابية وعلى أدائها على الأرض فى العمليات التى تقوم بها، كما ساهم فى إضعاف تلك المجموعات، انحسار الإمدادات بسبب قيام القوات السورية والروسية بضرب أى تحركات لهذه المجموعات والحيلولة دون وصول أى دعم لوجيستى لها.
وأخيرا، قال محمود كمال، الباحث المصرى المتخصص فى شئون الإرهاب، ونائب رئيس الجمعية العربية للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، إنه بالنسبة لوضع داعش فى ٢٠١٩، يوجد ثلاثة سيناريوهات أولها أن يعيد التنظيم بناءه خاصة أن هناك عددا كبيرا لا بأس به من القيادات والمقاتلين على قيد الحياة فى سوريا والعراق وليبيا، والسيناريو الثاني، إعادة تمركز ما تبقى من عناصر وقيادات التنظيم فى أماكن جديدة مثل جنوب آسيا وبعض دول القوقاز، والسيناريو الثالث، أن التنظيم يتفرع منه مجموعة من الخلايا العنقودية الصغيرة، لافتا إلى أن هذا الخيار هو الأقرب.
وأضاف «كمال»، بالنسبة لتنظيم القاعدة، قد يلجأ إلى بعض تكتيكات داعش فى تنفيذ الهجمات، مع مراعاة أن يكون العدو البعيد أولى بالقتال من العدو القريب.
وتابع أن التنسيق الأمنى والمعلوماتى بين الدول والرغبة والإرادة الحقيقية، غير الموجودة لدى أمريكا وإسرائيل فى مكافحة الإرهاب، هى التى تحدد مدى قوة وتأثير هذه التنظيمات الإرهابية، موضحا أن الإرهاب ظاهرة سرطانية مدعومة استخباراتيا لسرقة الثروات والموارد الطبيعية ونشر الفوضى وتقسيم الدول، وبالتالى فإن انتهاءها صعب تماما، وقد تتراجع وتضعف، لكن اختفاءها أمر بعيد المنال.