الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

5.9 تريليون دولار ميزانية أمريكا للحرب على الإرهاب في 2019.. الفقر والبطالة والجهل أسباب انتشار العنف والعالم يعجز عن وضع الحلول الجذرية.. ضعف الحكومة الصومالية وراء تصاعد هجمات "الشباب"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم الضربات التى تلقتها التنظيمات الإرهابية فى العام المنصرم، خاصة فى العراق وسوريا، إلا أن هناك تحذيرات من الإفراط فى التفاؤل بالقضاء على هذه التنظيمات فى ٢٠١٩، بالنظر إلى أن العالم لا يزال عاجزا عن وضع حلول جذرية للأسباب الحقيقية التى يستغلها الإرهابيون لمواصلة نشاطهم، وأبرزها الفقر والبطالة والجهل، فيما تقدر جامعة «براون» إحدى أعرق الجامعات الأمريكية، أن تكلفة حروب الولايات المتحدة على الإرهاب حتى نهاية ٢٠١٩، ستصل لـ ٥.٩ تريليون دولار.
وذكرت مجلة «فوربس» الأمريكية، أن تنظيم «داعش» الإرهابي، الذى شكلت التفجيرات ٦٩٪ من هجماته فى ٢٠١٨، بجانب خطف الرهائن والاغتيالات، انخفضت عملياته فى ٢٠١٨، بنسبة ٢٢٪ مقارنة بالعام الذى سبقه، وتراجعت قدراته القتالية كثيرا، إلا أنه لا يزال يشكل تهديدا. أما فيما يتعلق بحركة «الشباب» الصومالية، وهى مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، فهناك توقعات بتصاعد وتيرة هجمات الحركة، خاصة فى ظل ضعف الحكومة الفيدرالية الصومالية وعجزها عن إحلال الأمن فى البلاد، بجانب تفاقم الأزمة بينها وبين حكومات الولايات الصومالية.
فيما وجهت قوات الأمن فى نيجيريا والدول المجاورة ضربات موجعة لـ«بوكو حرام» بمساعدة حلفاء دوليين، إلا أن المعركة ضدها لا تزال بعيدة كل البعد عن الفوز، خاصة بعد إعلان الحركة ولائها لـ«داعش».
وبالنسبة لتنظيم القاعدة، فقد نشط فى بداية ٢٠١٨، خاصة فى مالي، إلا أنه تراجع مع نهاية العام، ويتوقع أن يواصل نشاطه فى ٢٠١٩، وإن كان بشكل أقل من «داعش».
ويرى البعض أن المعركة ضد الجماعات الإرهابية فى العالم لن تحقق النجاح المرجو، إذا لم تعالج الأسباب الحقيقية وراء انتشار التطرف والإرهاب، وقالت كاثرين زيمرمان، التى كتبت تقريرًا لمعهد «أمريكان إنتربرايز» بعنوان «الإرهاب والتكتيكات والتحول: الغرب مقابل الحركة الجهادية»، إنه «بعد الانتصارات على الأرض، فشلت الاستراتيجية الحالية فى القضاء على الإرهاب».
وأضافت «زيمرمان» فى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: «من السهل القول سنقتل الشخص المسئول عن صنع القنبلة، ولكن من الصعوبة القول إن هناك سببا دفع هذا الشخص للانضمام إلى المجموعة الإرهابية، محذرة من أن «الغرب فى طريقه للفوز بكل المعارك وخسارة الحرب على الإرهاب».
وفى تقرير صدر عن عودة «داعش» كمجموعة حرب عصابات، قال «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» فى واشنطن، أيضا: «فى حين أن الولايات المتحدة والحكومات المتحالفة أضعفت بعض الجماعات مثل داعش، فإن العديد من الأسباب الكامنة وراء استمرارها لم تعالج». وأوضح التقرير أن أحد هذه الأسباب هو وجود «دول هشة ذات مؤسسات ضعيفة أو غير فعالة»، حيث يمكن للإرهابيين إنشاء ملاذ، وقد قورنت خرائط توضح مناطق تمركز القاعدة وداعش، ومقارنتها بالخرائط للمناطق التى تبسط الحكومة نفوذها فيها، فكانت النتيجة واضحة: معظم البلدان التى ينشط فيها الإرهابيون- مثل أفغانستان ومالى والصومال - هى أيضا دول ليس لديها حكومات قوية.
وفى مؤتمر عُقد فى واشنطن فى ديسمبر الماضى، قال الجنرال المتقاعد جون ألين - الذى كان يقود القوات الأمريكية فى أفغانستان ويرأس الآن مؤسسة «بروكنجز» البحثية: «إن الغرب كان عليه أن يسأل: أين يجب أن ننظر عن المشاكل المقبلة؟».
وأضاف: «يجب أن ننفق الكثير من الوقت للنظر فى تلك المناطق المتواجدة فى الدول الهشة أو الفاشلة، علينا أن نعترف بالمناطق الساخنة حيث يدفع الإنسان للتطرف، فى كثير من الأحيان ننضم إلى المعركة عندما تكون عملية التطرف قائمة منذ وقت طويل»، وأشار إلى أن المشكلة هى «قضية تنمية، أكثر بكثير من قضية مكافحة الإرهاب».