الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"السوق السوداء تعصف بتجارة الدواء في مصر".. أن تحتاج دواء ولا تجده "أمر وارد".. غياب الرقابة من قبل نقابة الصيادلة والتسعير غير المرضي للشركات واستيراد المواد الخام من الخارج أبرز أسباب الأزمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على الرغم من الإجراءات التي قامت بها وزارة الصحة، لإعادة تأهيل سوق الدواء في مصر، خلال العامين الماضيين، إلا أنها حتى الآن لم تستطع إحكام سوق الأدوية وإنهاء السوق السوداء

وبحسب تصريحات لوكيل نقابة الصيادلة الأسبق محمد سعودي، فإن الدواء لم يشهد سوق سوداء في مصر، إلا منذ عامين فقط، وبدء بيع الأدوية بأغلى من سعرها بسبب نقصها، مضيفا أن السوق السوداء في الدواء تتم خارج الصيدليات في المخازن وعن طريق صيدليات الدخلاء على مهنة الصيدلة.

وأشار إلى أن أحد أسباب هذه الظاهرة هي سوء توزيع الأدوية، مشيرا إلى الإعلانات التي يتم ترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لأشخاص يعرضون أدوية ناقصة على الصيادلة بأسعار أعلى من سعرها الأصلي، موضحا أن نقص الأدوية السبب الرئيسي فيها هو سعر الدواء الذي لا يرضى الشركة أو لا يسمح لها بربح فتتوقف عن إنتاجه.

ويقول محمود فؤاد المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء: إن مصر تعاني منذ زمن بسبب نقص بعض الأدوية، بالإضافة إلى اختفاء جزء من أنواع الأدوية الأساسية، موضحا أن السبب الرئيسي في الأزمة في مصر هو احتكار بعض شركات الأدوية للدواء، مشيرا إلى أنه لا بد من وجود حل لتلك الأزمات وتشديد الرقابة على شركات الأدوية وتوفير الأدوية الناقصة في السوق دون وجود أي مخاطر على المرضى، متابعا: لا بدّ من تشريع قوانين فعالة على كل من تسول له نفسه الإتجار في الدواء أو بيعه في السوق السوداء لأن نقص الأدوية يضر بمصلحة الملايين من المرضى.

وأضاف فؤاد، أن السبب الرئيسي في انتشار ظاهرة بيع الأدوية في السوق السوداء توقف بعض خطوط الإنتاج في شركات الأدوية لأن المواد الخام يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، موضحًا أن تلك الأزمة ظهرت بعد ارتفاع سعر الدولار واستغلال شركات الأدوية الأزمة وزيادة بعض أصناف الأدوية بالإضافة إلى نقص بعضها دون وجود حل من جانب وزارة الصحة أو نقابة الصيادلة.

وفي نفس السياق، يقول الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء: إن الأزمة التي نمر بها في الوقت الحالي من نقص الأدوية وارتفاع أسعارها وتدهور الأوضاع في مجال الدواء بشكل عام يرجع إلى ضعف نقابة الصيادلة.

وأوضح رستم أن مشكلة اختفاء الدواء وبيعه في السوق السوداء ليست وليدة اللحظة ولكن تلك الأزمة موجودة منذ زمن بعيد ولكن زادت في الفترة الأخيرة حتى وجدنا أن الدواء يباع على أرصفة الشوارع وفي المحلات وفي الأسواق ما جعل الأزمة في زيادة مستمرة.

وأضاف: "لا بد وأن تكون هناك طرق جديدة للحفاظ على ملف الدواء في مصر وعدم تدهور المهنة أكثر من ذلك خاصة وأن الدواء يهم المواطنين جميعًا ولا يهم فئة معينة لذلك لا بد أن يكون هناك رقابة شديدة من وزارة الصحة على الصيدليات بالإضافة إلى التحكم في شركات الأدوية.