الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"صباح ومسا".. المشرق والمغرب يلتقيان في تساؤلات الرفض

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب المسرحي غنام غنام إنه تابع لسنوات نشاط فرقة "دوزت مسرح" ونسقها الفكري وتجاربها المختلفة، وعندما طلب منه المخرج "عبدالجبار الخمران" تقديم نصه "صباح ومسا" قبل عامين وافق بسرعة قائلا له "هذا النص نصك "
وأضاف غنام خلال مؤتمر صحفي لفريق عمل العرض المغربي المشارك في فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، أقيم اليوم الجمعة، أنه كان قلقا و"كأن الريح تحته" لأن النص مكتوب عام 1996، أي قبل 22 عاما..
وتابع غنام: نص "صباح ومسا" كتبته لأعلن موقفي تجاه كثير من ثوابتنا الإجتماعية، فأنا "تربية " مدارس التمرد، ورفض التبعية للمستقر والراسخ من الأفكار، تربية مدارس النقد النقض.
واستطرد: النص كان صرختي في وجه مجتمع يحمل الكثير من القيم المتخلفة، الرثة، ومن هنا كتبت عن لقاء صدفوي بين شخصين كل منهما قادم من عالم لا نجترح ما هو قبل مشاهدة العمل، وذاهب إلي عالم لا نجترح أيضا ما هو بعد ان ينتهي اللقاء، وينتهي العرض.
واعترف غنام أن تمرده بدأ تجاه أسرته بكلام وتعبيرات وصفها بأنها خادشة للأدب المفترض،من خلال تساؤلات هي ذاتها التي أعادها علي لسان شخصياته في هذا النص.
وكشف عن غبطته لوجود النص بين يدي هذا المخرج وهذا الفريق موجها لهم تحياته الحارة
وردا علي تساؤل عن رؤيته لتعامل عبدالجبار مع النص قال غنام أنه كمخرج يحرص علي في تعامله مع النصوص علي الأمانة الفكرية والفنية والتقنية، ويعتبر ان تكنيك كتابة النص هو الأهم؛ مؤكدا: "أشهد أن عبدالجبار حافظ علي الأمانات الثلاثة في تقديمه للنص".
من جهته أجاب عبدالجبار الخمران عن سؤال لماذا نص "صباح ومسا" وكيف تعامل معه قائلا: أعبر بداية عن سعادتي بتواجدي في هذه الدورة من دورات مهرجان المسرح العربي، بنص كتبه أستاذي وصديقي غنام،وهذا النص سبق وشاهدته في مهرجان كازابلانكا، باسم "امرأة وخمس دمي" وقد بقي النص معي لعامين أو أكثر قليلا، أعيد قراءته وأشتغل عليه، وأنا أعلم أنه مكتوب في سياقات معينة، وأي مخرج عموما يشتغل على زمنين، زمن النص والزمن الراهن.
وأضاف: بطبيعة الحال عليك كمخرج أن تكون وفيا للنص، أن تتفق مع مقولاته وإلا فلتكتب نصا آخر،
وعن مراحل عمله علي النص قال: خطوة مهمة نحو تنفيذ النص كانت اتفاقي مع الكوريجراف توفيق الزيدجاوي، ثم انضمت إلينا الصديقة خديجة، ولا أنسي لقائي برفيق الغربة زكريا الحبتوشي، لم أقل له أريد موسيقي وألحان للعمل بل قلت له أريد أن نعيش تجربة مسرحية إبداعية الموسيقي مكون اساسي فيها
وفي إجابته عن سؤال..لماذا تجريد الزمان والمكان وهل ستختلف رؤيتك إذا قدمت النص نفسه الآن عن رؤية عبدالجبار قال الكاتب والمسرحي غنام غنام: عندما كتبت النص عام 96 كان اسمه "امرأة وخمس دمي " وقدمته مخرجا بممثلتين اثنتين وحقق صدى طيبا في الأردن وفي عدة دول عربية عرضناه بها، ومنها المغرب حيث شاركنا به في مهرجان المسرح الجامعي الذي أعتبره جزءا من تاريخي.
وتابع: في 2009 عندما أعدت عرضه بناء علي اقتراح من أسما مصطفى وجدتني أعيد النص للحياة عبر التغيير الجغرافي، فنقلت الحدث من أعلى الجسر إلى أسفله وجعلت الجسر تحت الإنشاء، وبالتالي امتلأ الجسر بحكايات أخرى دون أن أغير حرفا واحدا وأنا أحب نصوصي وأسكب فيها الكثير من روحي، واعتبر انتزاع جملة منها بمثابة انتزاع ذراع مني وتركي بذراع واحدة.
وأضاف: بالنسبة للتجريد أعتقد أن التشكيليون عندما جردوا أعمالهم لم يغادروا الواقع بل ذهبوا إلي عمقه، أراهم صوفيين يتجاوزون البصر إلي البصيرة.
وأجاب غنام عن سؤال حول ملاحظاته علي ما قدمه الخمران قائلا: فرحت بالمقترحات الجمالية التي قدمها عبدالجبار، وليس لدي ملاحظات أو اعتراضات، فأنا لا أضع ملاحظات علي مبدع أقتطع من قلبه قطعا ليضعها في هذا العرض.
ورد المخرج عبدالجبار الخمران علي سؤال حول تحويله النص من العربية الي المغربية الدارجة قائلا: سؤال اللغة مهم جدا، ولدي تساؤل "عندما نشاهد عملا باللغة العربية لبرتولد بريشت..هل يكون بريشت موجودا ؟"
وأجاب الخمران عن تساؤله قائلا: نعم يكون موجودا من خلال المفردات الجمالية العديدة، وأتفق مع أن انتزاع جملة من نص لكاتب يعني انتزاع تاريخ هذه الجملة، ونحن غيرنا للمغربية الدارجة لكننا حافظنا علي شعرية النص، وكان الحوار لغة من لغات العرض بين لغات أخرى هي لغة الجسد، لغة الإنارة، لغة الجسد
وعن التحديات التي واجهته أثناء العمل قال الخمران: كانت أمامنا جملة من التحديات بينها النجاح الذي حققته تجربتنا التي سبقت العرض، عن نص الخادمتان لجواد الأسدي، وتحد يتمثل في صعوبة النص الذي أعطاني كاتبه بعض مفاتيحه أو الكثير منها في حوارات مطولة جمعتنا في المغرب، وتحديات أخري تحولت لـ"كيميا"أعطتنا طاقة للإشتغال علي أنفسنا، وعلى العمل حتى خرج كما ستشاهدونه غدا.