الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

صنّاع "شابكة": المسرح المغربي تصالح مع الشباب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الكاتب يسرى حسان: إن العالم العربي ومصر على وجه الخصوص يدركون حجم قيمة الكاتب الكبير عبد الكريم برشيد كاسم مميز في عالم المسرح وإن وجوده اليوم برفقة العرض المغربي شابكة المشارك في المسار الثاني من المهرجان العربي للمسرح والذي ينافس على جائزة السلطان القاسمي لهذا العام؛ من تأليفه وإخراج أمين ناسورهو لفتة كريمة منه تجاه للشباب.

وأكد خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم لصناع العرض صباح اليوم ضمن فعاليات المهرجان أنه يشفق كثيرا على الشباب الذين يتصدون لإخراج أعمال عبد الكريم برشيد لما تحويه كتاباته من أفق ثقافي راق، قد يستعصى على الكثير من المثقفين السطحيين فما بالكم بالمتلقي العادي، ولذلك وجب الحذر في التعامل مع نصوصه لاحتوائها على الكثير من المضامين الفكرية والجماليات الفنية التي لا يجب أن تمر على المبدع الذى يتصدى لها مرور الكرام.

الدكتور عبد الكريم برشيد مؤلف العرض قال إن العمل يقدم نفسه بنفسه، وأضاف: أشهد للمخرج ثقافته ووعيه الكبير في تقديم العمل فالرؤى الفنية توحدت وانصهرت في بوتقة واحدة ليخرج العرض في صورة مرضية جدا لجميع الأطراف، وهذا ينم على مخرج يمتلك أدواته جيدا فقد حصل على الجائزة الكبرى أكثر من مرة في المغرب وكنت في أحد هذه المرات عضوا بلجنة التحكيم التي منحته الجائزة، ولذلك أعرفه جيدا وأتابع أعماله وأدرك جيدا وعيه بما يريد أن يطرحه من خلال أعماله الفنية.

واستطرد: بريشت أكد في نصه دائرة الطباشير القوقازية وجود تبن طبيعي وتبن بالإرادة ولذا اخترت أن أتبنى الشباب وأدفعهم على طريق الدعم والتطوير.

ولفت برشيد إلى أن المخرج يقدم أعمال بلهجات ولغات متعددة، حيث قدم عروضا باللغة العربية الفصحى وباللهجة العامية وبالأمازيغية وبالحسانية وهو ما اعتبره ثراء وتنوعا مطلوبا في المغرب لصهر الهويات والثقافات المتعددة فى بوتقة واحدة، سيحقق الريادة للمسرح المغربي.

وشكر برشيد مجموعة العمل كلها لأنها عملت بروح الحب والوقت ليخرج العمل على أكمل وجه، مشددا على أنه لا وصاية للكاتب على المخرج.

وقال: المؤلف صنع إبداعه الخاص، وقدمه في أوراقه، وهي متاحة لمن يرغب في القراءة.

بينما المخرج يخلق إبداعه الخاص من خلال تقديمه للنص على خشبة المسرح فهو بمثابة إبداع مواز، ولا يجوز أن يجور أحدهما على الآخر.

وتابع: كان هذا هو السبب الأساسي في تركي للإخراج، وتركيزي في الكتابة لأن كل ما أردت قوله خرج في الأوراق، ولن أقدم جديدا حين أتصدى لإخراج أي من أعمالي.

وذكر أن حماسه لهؤلاء الشباب يأتي من إيمانه بفكرة الهامش الذى يأتى بقوة ليُخلخل الأوضاع ويحتل مكانه حيث تأتي الفرقة من مدينة بنى ملال وهي مدينة هامشية على أطراف المغرب، وقوام الفرقة من الشباب.

واستطرد: العالم العربي في أمس الحاجة إلى التعبير عن أوضاعه وآماله ومشكلاته بعيدا عن التأثر بالغرب، ومحاولة سبر أغوار جديدة تناسب ذلك الواقع فحتى الغربيين أنفسهم من أمثال بيتر بروك وبريشت وارتو، جاءوا إلى الشرق في محاولة للبحث والتنقيب عن موضوعات وأساليب جديدة يطرحونها في المسرح الغربي.

أمين ناسور مخرج العرض قال أن عبد الكريم برشيد يعتبر الأب الروحي للشباب، فهو يقوم بدعمهم وتشجيعهم عبر إتاحة نصوصه لهم وعدم التدخل في العملية الإخراجية تماما.

وأضاف أن عمله الفني يعبر عن طموحات وأحلام ومشكلات الشباب هنا والآن حيث يطرح إضاءات على الواقع المغربي في لحظته الراهنة.

وتابع: المسرح سيبقى دوما كونيا وعالميا في موضوعاته وتيماته ولكن طريقة تناولها والرؤى الفنية هي التي تضفي عليها ملمح المحلية.

وأكد أنه سعيد بهذه التجربة جدا مع شباب مدينة بني ملال وتمنى أن يتعاون معهم في تجارب مسرحية أخرى، خاصة أن الفرقة تكونت حديثا ولديها مشاريع طموحة تعمل عليها في الوقت الحالي.

وتوقف ليضيف أن المسرح المغربي عقد مصالحة مع الشباب المغربي، واجتذبه من جديد عبر تنوع الأساليب المسرحية.