الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تقرير عن بوكو حرام يفجر أزمة في نيجيريا.. قوات تداهم مقر "ديلي ترست" لنشرها معلومات عن التنظيم الإرهابي بـ"ولاية بورنو"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسبب تقدير الحجم الحقيقى لجماعة بوكوحرام فى الشمال النيجيري، فى حالة من تضارب المعلومات بين بيان الجيش النيجيري، وتقرير صحيفة «ديلى ترست» النيجيرية بشأن تمدد الجماعة الإرهابية.
ودفع التضارب، قوات الجيش النيجيرى لمداهمة مقر الجريدة واعتقال اثنين من صحفييها، تصادف وجودهما فى مقر الجريدة وقت المداهمة، وذلك بسبب نشر الجريدة تقريرًا يوم ٣١ ديسمبر ٢٠١٨، يؤكد أن مسلحى بوكوحرام استولوا على ست مناطق فى ولاية بورنو الشمالية، بما فى ذلك ولاية باجا، واعتبر الجيش تلك المعلومات سرية للغاية؛ نظرًا لما تحتويه أيضًا من كشف استراتيجيات الجيش وتحركاته فى منطقة شمال شرق نيجيريا، ما يعرض حياة الجنود للخطر.
وكان نحو ٢٠ فردًا من قوات الجيش النيجيري، اقتحموا مكتب صحيفة «ديلى ترست» الواقعة فى العاصمة أبوجا؛ بحثًا عن المحرر الذى قام بإصدار معلومات حول المنطقة الشمالية الشرقية، وهو حمزة إدريس، ولكنه لم يجده بمقر الصحيفة، فاعتقل الصحفيين عثمان أبوبكر، وإبراهيم صواب، واستولت القوات على أجهزة «اللاب توب» الخاصة بالصحفيين والهواتف المحمولة، وأغلقت المكتب الخاص بالجريدة.
وتأسست صحيفة ديلى ترست منذ ٢٠ عامًا، ولها ثلاثة فروع فى مايدوجورى وبورنو وأبوجا، وهى جريدة مؤيدة للنظام النيجيري، ما جعل مراقبين يصفون عملية الاعتقال بأنها «محيرة»، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية (فبراير ٢٠١٩).
على صعيد متصل، خاطب الجيش النيجيرى الصحفيين وناشدهم بأن يكونوا مسئولين ومهنيين فى إعداد تقاريرهم، مؤكدًا أن الجيش ليست لديه نية لتكميم الصحافة أو تقييد حرية الصحافة، طالبًا من الجميع حسن التعاون مع القوات العسكرية والأمنية النيجيرية لإنهاء الإرهاب والتطرف فى نيجيريا. 
وتعتبر منطقة الشمال النيجيري، منطقة صراع دائر بين القوات النيجيرية، وجماعة بوكوحرام الإرهابية؛ حيث أعلنت بوكوحرام، التابعة لتنظيم «داعش» الإرهابي، مسئوليتها عن هجوم مسلح على مدينة باجا، ما دفع مئات العائلات إلى الفرار من المدينة الواقعة شمال شرق نيجيريا، إلى مدينة «مايدوجوري» عاصمة ولاية «بورنو»، الواقعة على بعد نحو ٢٠٠ كيلومتر من باجا، وتحتل باجا موقعًا مهمًّا، إذ تقع عند نقطة التقاء حدود كل من نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون، أو ما تُسمى بمنطقة بحيرة تشاد، ما دفع الجماعة الأخطر فى أفريقيا (بوكوحرام) لزيادة هجماتها الإرهابية فى الفترات الماضية، وحتى الآن، حتى تهيمن على المنطقة الشمالية الشرقية بالكامل.
وقالت الدكتورة أميرة عبدالحليم، الباحثة فى الشأن الأفريقي، لا أحد يستطيع الجزم بمن يسيطر على المنطقة الشمالية من دولة نيجيريا، سواء أكانت جماعة بوكوحرام أم الجيش النيجيري، فالجيش فى فترة ولاية الرئيس محمد بخاري، حقق نجاحات غير مسبوقة فى محاربته لجماعة بوكوحرام بشكل خاص، وللإرهاب بشكل عام، وأدت تلك النجاحات إلى استنزاف القوات وتراجعها عن المركز الرابع فى ترتيب قوات حفظ السلام، وحلَّت محلها القوات الإثيوبية.
وأضافت الباحثة فى الشأن الأفريقي، أن منطقة الشمال النيجيرى سابقًا، كانت تحتلها جماعة بوكوحرام بشكل كامل فى فترة الرئيس جودلاك جوناثان، وكانت المنطقة مرتعًا للإرهاب والتنظيمات المتطرفة.