الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سابقة تاريخية.. نائب سُنّي في البرلمان الإيراني يهاجم سياسة "الملالي".. جهان آبادي: صعوبة في إطعام الأطفال.. وتحمل التكاليف غير الضرورية يهدد بشلل شوارع طهران

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نقلت وكالة أنباء الطلبة (إيسنا) المقربة من النظام الإيراني، عن النائب البرلماني، جليل رحيمى جهان آبادي، قوله: إن السياسة الخارجية للبلاد دفعت إيران إلى «تحمل تكاليف مادية غير ضرورية»، يمكن أن تؤدى إلى «شل شوارع طهران».
وأضاف النائب فى تصريحاته التى أدلى بها قبل بدء جدول الأعمال الرسمى للبرلمان: «لابد من التخلص من التكاليف المادية غير الضرورية التى ليست ذات أولوية».
وضرب النائب الإصلاحى وزعيم البرلمانيين السُّنة، المثل بالاتحاد السوفييتي، قائلًا إنه تفكك فى نهاية المطاف رغم رؤوسه النووية وتأثيره حول العالم، مضيفًا: «على الرغم من أهمية تأثيرنا فى المنطقة، لا يجب نسيان نقطة واحدة، وهى أنه فى بعض الأحيان قد تؤدى التكاليف المادية غير الضرورية إلى شل شوارع طهران».
وتابع: «عندما انهار الاتحاد السوفييتي، كان لديه ١٣ ألف رأس نووي، وكان له نفوذ فى أكثر من ٢٠ دولة، ومحطة فضائية، لكنه تمزق فى شوارع موسكو، وفقد أمنه وسلامه الإقليمي».
كما تحدث جهان آبادي، فى تصريحاته التى أبرزتها وسائل الإعلام الدولية، عن الصعوبات الاقتصادية التى يواجهها الإيرانيون، قائلًا: «اليوم، يجد الناس صعوبة فى كسب العيش وإطعام أطفالهم، إذا فشلنا فى حل مشكلة النفقات الداخلية والخارجية غير الضرورية، سوف نتحمل تكاليف باهظة.. يجب أن نهتم بما نحتاجه فى الداخل.. نحتاج إلى أصدقاء، والحد من التوترات وزيادة التعاون فى المنطقة، وأن يكون الاقتصاد على رأس أولوياتنا».
وقال أسامة الهتيمي، الخبير فى الشأن الإيراني، إن ما عبر عنه النائب رحيمى جهان آبادى المحسوب على التيار الإصلاحى فى البرلمان، هو ما يتطلع له الشارع الإيراني، الذى تفاقمت معاناته الاقتصادية فى الفترة الأخيرة، والتى كان أهم نتائجها حراك واحتجاجات تمتد منذ نهاية ديسمبر من عام ٢٠١٧ شاملة العديد من العرقيات والفئات المجتمعية.
ولفت الخبير فى الشأن الإيرانى، إلى أن هناك نقطة مهمة للغاية ربما لا يلتفت إليها الكثير من الراصدين، وهو أن منطلق ما عبر عنه جهان آبادى سياسى اقتصادى بحت؛ كون أن الرجل ينتمى إلى النواب السُّنة فى البرلمان، ومن ثم فإن نظريات ولاية الفقيه وتصدير الثورة، وغيرها مما يتبناه أتباع الخمينى وتفرض عليهم ضرورة مواصلة السلوك الإيرانى فى المنطقة وعدم التخلى عنه مهما كانت الضغوط، لا تمثل له ربما بعدًا عقائديًّا، ومن ثم يسهل التخلى عنها فى حال استدعت ذلك الضرورة السياسية والاقتصادية، وهو المتحقق الآن؛ نتيجة تصاعد الضغوط الدولية والمشكلات الاقتصادية الداخلية.
وتابع الهتيمى قائلًا: «فى هذا الإطار ووفق ظني، فإن تصريحات جهان آبادى لا تمثل تطورًا أو تحولًا نوعيًّا فى البرلمان الإيراني، أو على أقل تقدير فى صفوف الإصلاحيين الذين لا يتجاوز حد الخلاف بينهم وبين المحافظين مسألة الأساليب والأدوات». وقد وصفه «راديو فردا» الذى يبث من الولايات المتحدة، خطاب النائب بـ«غير المسبوق»؛ إذ يعد أول نقد علنى فى البرلمان للسياسة الخارجية للمرشد.