لم يجد محمد سلامة، الطالب بالصف الأول الثانوي، طريقة للتخلص من ضغوط الدراسة وتكرار رسوبه، سوى الدخول فى حالة من الاكتئاب والعزلة، لأكثر من عام، وسط محاولات من شقيقه ووالده للتخفيف عنه، لكن كل المحاولات بات بالفشل، حتى قرر التخلص من حياته فى مشهد مأساوي، بتناول جرعة من أقراص الترامادول.
«البوابة نيوز» انتقلت إلى محل سكن الطالب المنتحر، فى شارع الجامع، بمنطقة حلوان البلد، لمحاولة كشف كواليس الواقعة، عبر رواية الجيران وأصدقاء الأسرة، والتقت محمود زكريا، طالب، أحد أصدقاء الضحية.
وقال «زكريا»، إنه تربطه صلة صداقة بمحمد، منذ الطفولة، وكانت حياته طبيعية، وتغيرت أحواله فى السنوات الثلاثة الأخيرة، بشكل مفاجئ، وأصبح لا ينزل الشارع سوى مرات قليلة، وبات منطويا على نفسه ولا يتحدث مع أحد من أصدقائه، وعندما سأل أصدقاؤه شقيقه الأكبر، عن التغيير الذى أصاب محمد، أخبرهم بأن حالته النفسية سيئة، وعلموا بعد ذلك، أنه كان يتلقى علاجا نفسيا، داخل مصحة بحلوان، نظرًا لمروره بأزمة نفسية، واستمر على ذلك الحال لمدة عام بالكامل، لكن حالته النفسية كانت تسوء يومًا تلو الآخر.
وأضاف: «أن الضحية كان يتناول عقاقير مضادة للاكتئاب بسبب حالته النفسية، نتيجة رسوبه المتكرر فى الصف الأول الثانوي، وخلال السنتين الماضيتين، حاول الانتحار مرتين، بتناول جرعات زائدة من العقاقير الطبية، وتمكن أهله من إنقاذه خلالهما، وكانوا يذهبون به للمستشفي».
وتابع: «فى المرة الأخيرة قام بتناول أقراص ترامادول، بكميات كبيرة، وذهبنا بصحبة شقيقه لمستشفى النصر العمالي، بعدما اكتشفت أسرته، تدهور حالته الصحية ودخوله فى غيبوبة تامة، وإصابته بهبوط حاد فى الدورة الدموية، وقام الأطباء فى غرفة الطوارئ بعمل إنعاش للقلب بعدما توقفت عضلته، عقب وصولنا المستشفى، واستمرت عملية الإنقاذ لأكثر من ساعة وسط حالة من الهلع والخوف، وباتت كل محاولات إنقاذه بالفشل وصعدت روحه إلى بارئها».
بداية الواقعة، كانت بتلقى العميد بدوى هاشم، مأمور قسم شرطة حلوان، إشارة من مستشفى النصر العمالي، مفادها بوصول المدعو، محمد سلامة سراج، ٢١ عاما، طالب ومقيم بمنطقة حلوان البلد، للمستشفى، ووفاته على الفور، إثر تعرضه للتسمم، نتيجة تناول جرعة زائدة من الأقراص المخدرة.
على الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وباستدعاء أهله ومناقشتهم أقروا خلال التحقيقات، أن الضحية كان يعالج من مرض نفسى منذ أكثر من عام، بسبب رسوبه المتكرر فى المرحلة الثانوية، وخلال تلك الفترة أقدم على الانتحار أكثر من مرة، وكان يتم إنقاذه، وفى ليلة الواقعة دخل شقيقه الأكبر غرفته، فوجده ملقى على الأرض، وفى حالة إعياء شديد، وبجواره شريط لعقار مخدر فارغ.
وبعمل التحريات، أكدت صحة أقوال أسرته، وعدم وجود شبهة جنائية فى الحادث، وأن الضحية أقدم على التخلص من حياته بسبب مروره بأزمة نفسية حادة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، بإخطار النيابة العامة بحلوان، التى أمرت بتصريح دفن الجثة.
