الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: هذه مؤشرات تكشف عدم محبتنا لإخوتنا

قداسة البابا فرنسيس
قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدث البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اليوم الخميس، خلال عظته الروحية في كابلة بيت القديسة مرتا بالفاتيكان حول المحبة، وبدأ حديثه بالقول "إن لم تكن تحب أخاك فلا يمكنك أن تحب الله".

واضاف: "لكي نحب الله بشكل ملموس علينا أن نحب الإخوة أي أن نصلّي من أجلهم، أكانوا لطفاء أو بغضاء، وأن نصلّي من أجل الأعداء أيضًا وألا نفسح المجال لمشاعر الغيرة والحسد وللثرثرة التي تدمّر الأشخاص". وأكّد أنَّ ما يعطينا القوّة لنحب بهذه الطريقة هو الإيمان الذي يتغلّب على روح العالم الكاذب والذي يقسّم.

وتابع البابا فرنسيس: "كُلَّ ما وُلِدَ للهِ يَغلِبُ العالَم" مشيرًا إلى الجهاد اليومي ضدّ روح العالم الكاذب، إنّه روح مظاهر بدون تماسك، فيما أنَّ روح الله هو صادق. روح العالم هو روح الكبرياء والأمور التي لا تملك القوّة ولا الأساس، الأمور التي تسقط. إن روح العالم هو "مليء بالهواء" ويخدع لأنّه ابن أب الكذب.

وأشار الى ان الرسول يقدّم لنا درب واقعية روح الله التي لا تقوم على الكلمات وإنما يتطابق فيها القول والفعل. فإن كنت تملك روح الله فستقوم بأمور صالحة.
ويتحدّث يوحنا الرسول عن أمر يومي إنَّ "الَّذي لا يُحِبُّ أَخاهُ وهو يَراهُ، لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه"، إن لم تكن قادرًا على محبّة ما تراه فكيف يمكنك أن تحبَّ شيئًا لا تراه؟ وبالتالي يكون قولك مجرّد كلمات فارغة.

وتناول البابا المؤشرات التي تدلُّ على أننا لا نحب إخوتنا وقال يمكننا أن نبتسم بأشكال عديدة حتى في السيرك نجد مهرجين يضحكون ولكنّهم غالبًا ما يبكون في قلوبهم، ولذلك دعا الأب الأقدس للصلاة من أجل القريب، ولاسيما من أجل ذلك الشخص الذي لا أستلطفه وأعرف جيّدًا أنّه لا يحبّني، وإنما أيضًا من أجل الشخص الذي يكرهني ومن أجل عدوي كما قال يسوع؛ وبالتالي إن لم أكن أصلّي فهذا مؤشر أوّل بأنني لا أحب.

والمؤشر الأول هو سؤال ينبغي علينا أن نطرحه جميعنا على أنفسنا: هل أصلّي من أجل الأشخاص؟ هل أصلّي من أجلهم جميعًا أي من أجل اللطفاء والبغضاء، والأصدقاء والأعداء.
المؤشر الثاني هو السؤال: عندما أشعر في داخلي بالحسد والغيرة تجاه الأشخاص فهل تجتاحني الرغبة في أن أتمنى لهم الشر؟ فهذا مؤشِّر أنك لا تحب. وبالتالي توقّف ولا تسمح لهذه المشاعر بأن تنمو لأنها خطيرة.
أما المؤشر اليومي والذي يشير إلى عدم محبّتي للقريب وبالتالي لعدم محبتي لله فهي الثرثرة. لنضع هذا الأمر في قلوبنا وأذهاننا بشكل واضح: إن كنت أثرثر فأنا لا أحب الله لأنني بالثرثرة أدمر الأشخاص. تبدو الثرثرة أمرًا جميلًا ولكنّها تدمر وهي العلامة بأنّك لا تحب. وعندما يتوقف شخص ما عن الثرثرة في حياته، يكون قد أصبح قريبًا من الله، لأن عدم الثرثرة هو حماية القريب وحراسته لا بل حماية الله في القريب.

وقال الأب الأقدس يمكننا التغلّب على روح العالم هذا بواسطة روح الإيمان: الإيمان بأنّ الله موجود في أخي وأختي. إنَّ ما غَلَبَ العالَمَ هذِه الغَلَبةَ هو إِيمانُنا وبالتالي بواسطة الإيمان فقط يمكننا المضي على هذه الدرب أما الأفكار البشريّة والفطنة فلا يفيدون، قد يساعدون نعم ولكنّهم لا يفيدون في هذا الجهاد. وحده الإيمان يمنحنا القوّة لكي لا نثرثر ونصلّي من أجل الجميع حتى من أجل الأعداء ولكي لا نسمح بأن تنمو فينا مشاعر الغيرة والحسد.