رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"البوكر" تشعل الصراع بين الروائيين العرب

«البوكر» تشعل الصراع
«البوكر» تشعل الصراع بين الروائيين العرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتنافس نحو 16 عملاً روائيًا، ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، سعيًا للوصول إلى القائمة القصيرة، ومن ثم تصعيد رواية واحدة للفوز بجائزة البوكر لهذا العام، حيث أعلن شرف الدين ماجدولين، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، إن الروايات التى اختيرت للقائمة الطويلة فى هذه الدورة تنتمى إلى تجارب واختيارات أسلوبية متباينة من التاريخية إلى الواقعية التأملية إلى السيرية والتسجيلية، ومن النصوص النثرية المكثفة إلى تلك المقتصدة فى استعمال اللغة؛ ربما لأنها تنتمى لأجيال مختلفة، وأيضًا بالنظر إلى قدومها من جغرافيات عربية متباعدة، لكن فى النهاية تعكس كلها همومًا وتطلعات إنسانية متقاطعة وخيبات وأوجاعًا ومرارات متشابهة».
ضمت القائمة روايتين مصريتين، الأولى «الزوجة المكسيكية» للدكتور إيمان يحيي، ورواية «الوصايا» للكاتب عادل عصمت.
وتحكى رواية «الزوجة المكسيكية» قصة علاقة الكاتب الكبير يوسف إدريس بفتاة مكسيكية تدعى روث، هى ابنة ديجو ريفيرا أشهر رسام جداريات فى القرن العشرين، وتستند الرواية فى أحداثها على رواية «البيضاء» لإدريس، ليجعل منها نسقًا كما الحقيقة، ويستعير منها اسم البطل «يحيي» ليصبح بطل الرواية الجديدة، وفيها يلقى المؤلف الضوء على فترة الخمسينيات وتلك الصراعات التى اشتغلت بها الساحة الثقافية والسياسية خاصة، ليظهر مدى براعة الكاتب فى تمثيل قيم ومفردات وحقائق وعالم أجواء التيارات السياسية المعارضة واليسارية فى تلك الحقبة الماضية.
بينما تدور أحداث رواية «الوصايا» فى أجواء الريف المصرى عن تاريخ أسرة، يسرد خلالها الجد الأكبر حكاياته على مسامع أحفاده، ليرصد حالات الصعود والانهيار لدار الجد، وتشتت سكانها فى أرجاء العالم الفسيح، لتتلاشى إلى الأبد.
وتدخل رواية «نساء بلا أثر» للكاتب اللبنانى محمد أبى سمرا، دائرة المنافسة، وتروى حكاية الفنانة اللبنانية من أصول أرمينية الهاربة من بيروت ومنذ سنوات طويلة إلى باريس، لتستدعى نكبات وحروب ومعارك وصدمات وعلاقات، وحالة محمومة ضد الانتماءات والتحديات والجذور العائلية والتقاليد، تلك الآلام التى مرت بها فى أوقات سابقة.
ومن بيروت أيضا، نجد رواية «بريد الليل» للكاتبة هدى بركات، والتى تتكئ على رمزية «البريد» والذى يعبر عن حالة تواصل، هل هذه الحالة من التواصل مكتملة أم هى ناقصة وتحتوى على مفارقة غريبة؟ فالرسائل لن تصل، فهى رسائل غير مكتوبة، ليس لها عناوين، ثمة خطأ فى القراءة، هل فقد الإنسان العربى التواصل مع الآخرين؟
أما رواية «قتلت أمى لأحيا» للبنانية مى منسي، فالمتلقى يجد فتاة فقدت أمها أثناء ولادتها، فتشعر طيلة حياتها بالذنب لتردد هذه الجملة: «قتلت أمى لأحيا».
كما تشارك الجزائر بنصيبها من الروايات، حيث تضم القائمة رواية «مي.. ليال إيزيس كوبيا» للروائى واسينى الأعرج، والتى تستدعى سيرة الشاعرة اللبنانية الكبيرة مى زيادة لا سيما لحظة مأساتها وحين دخولها مستشفى العصفورية للأمراض النفسية بعد أن اتهمهما رفاقها بالجنون، لكنها تظل تحاول للخروج من تلك الأزمة، ثم رواية «أنا وحاييم» للجزائرى الحبيب السائح، الذى يعود لزمن الاستعمار الفرنسى ليولد حالة صخب من الفقد والصداقة والحنين والتسامح الدينى والحب أيضًا.
ومن المغرب تأتى رواية «غرب المتوسط» للروائى مبارك ربيع، والتى تدور حول حى شعبى بمدينة الرباط، يعمل فيه رجل من غانا ويسرد وقائعه ومعاناته مع سماسرة الطرق والسبل الملتوية للهجرة، حتى يصل إلى طنجة، بأمل العبور إلى أوروبا.
ثم رواية «بأى ذنب رحلت»، للمغربى محمد المعزوز، وفيها نجد الكثير من التأملات فى السياسة أو الفن التشكيلى أو الموسيقى أو التحولات الاجتماعية، ليقترب المؤلف من الكتابة الفلسفية أو البحث القائم على النظرة التأملية والرصد الإنسانى والاجتماعى وتتبع الظواهر الجديدة أو الطارئة على البيئة الثقافية التى يتشكل منها عالم الرواية.
أما الأردن، فأعلنت مشاركتها بالقائمة برواية «سيدات الحواس الخمس»، للكاتب جلال برجس، حيث تتماهى فى مخيلة البطل وتتداخل صورة الحبيبة مع صورة الوطن حتى بدتا وكأنهما وجهان لعملة واحدة فى هذا النص؛ ومحاولة لتعرية الفساد وقضايا الهوية، ثم رواية «شمس بيضاء باردة» للأردنية كفى الزعبي، حيث يتداخل سرد الواقع التاريخى باليومى بتناصاتٍ ذاتِ دلالةٍ مع أسطورة جلجامش، لتصنع أرضية مغايرة مع الأسطورة، لتظهر قدرة الرواية على تمثل روح الأسطورة.
ومن العراق ضمت القائمة رواية «النبيذة» للكاتبة إنعام كجه جي، التى تدور حول ثلاث شخصيات، لكل منها صوتها وقصتها الخاصة، تلتقى فى رواية يجتمع فيها الحب مع الموسيقى والشعر مع الجاسوسية. ثم رواية «إخوة محمد» للعراقية ميلسون هادي، حيث حكاية روائية تنتقل للسكن فى حى جديد، وتتصل علاقتها بفتاة تقرأ تلك الرواية التى تكتبها الساكنة الجديدة.
كذلك رواية «رغوة سوداء» للكاتب حجى جابر من إريتريا، التى تقرأ حكاية البؤس الذى يدفع بالشباب فى البلدان الفقيرة إلى بذل كل شيء فى سبيل الهجرة إلى مكان يعتقدون أنه يؤمن لهم فرصة أفضل فى الحياة، يسرد لنا خلالها كيف أن الواحد منهم مستعد للسرقة وارتكاب المخاطر، وللكذب واختراع حياة غير تلك التى عاشها بهدف توفير حياة أفضل.
وللكاتبة السعودية أميمة الخميس، ضمت القائمة رواية «مسرى الغرانيق فى مدن العقيق»، وفيها تتناول الزمن الحالى من خلال التاريخ، وتأخذ شكل رحلة من الجزيرة العربية شمالًا وغربًا إلى الأندلس عبر المدن الكبرى فى العالم العربى فى القرن الحادى عشر، أثناء الحكم العباسى فى بغداد؛ والفاطمى فى القاهرة، والفصائل المقاتلة فى الحكم الإسلامى فى إسبانيا.
وفى «صيف مع العدو» للروائية السورية شهلا العجيلي، التى دخلت المنافسة بوصول روايتها للقائمة الطويلة، حيث الرواية التى تكتب أوجاع مائة عام من تاريخ المنطقة العربيّة وما حولها، عبر سرد للتحوّلات الاجتماعيّة، والقضايا الوجدانيّة، وأطياف الحروب والدمار.