الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف ليوم الأربعاء 9 يناير 2018

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم، اليوم الأربعاء، الضوء على افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لمسجد "الفتاح العليم" وكنيسة "ميلاد المسيح" بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية والعربية على رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
فمن جانبه، أكد عبدالرازق توفيق رئيس صحيفة "الجمهورية"، في مقاله الذي حمل عنوان "الفتاح العليم وميلاد المسيح ملحمة وطنية فوق أرض المعجزات"، أن مشهد افتتاح كاتدرائية "ميلاد المسيح ومسجد الفتاح العليم" سيظل نقطة فارقة ومضيئة وتاريخ جديد سطره المصريون ليعلنوا للعالم أن وطنهم هو أرض الرسالات والتسامح والتعايش والمحبة ولا تستطيع أية قوة أن تفرقهم أو تنال من وحدتهم.
وقال توفيق "هكذا تربينا نحن المصريون مسلمون ومسيحيون.. نأكل مع بعض.. نسأل عن بعض في أوقات الشدائد.. نهنئ بعضنا البعض في أوقات الفرح والأعياد والسرور.. نحارب مع بعض.. ونستشهد وننتصر مع بعض.. وندافع عن بلدنا مع بعض".
وأضاف أن "العزف علي وتر ضرب الوحدة الوطنية موال قديم.. وسيناريو مكشوف ومفضوح بس التاريخ ما بيقولش كده.. التاريخ بيقول إن إحنا بنخرج مع بعض نواجه المستعمر والمحتل مع بعض.. فتش في تاريخك وأنت تعرف.. ثورة 1919.. خرج الهلال والصليب متعانقين في وجه الطغيان والاحتلال والاستعمار.. في أكتوبر كان أحمد وجرجس مع بعض شايلين سلاحهم علشان يرجعوا أرضنا إحنا المصريين مهما كان الثمن.. حتى لو كان الثمن الموت في سبيل الله والوطن.. في 30 يونيو 2013 خرج محمد وجرجس.. مسلمين ومسيحيين علشان يقولوا محدش يقدر يخطف بلدنا مننا".
وتابع الكاتب قائلا: حاولوا يلعبوا مرة تانية حرقوا الكنائس ودور العبادة لأخواتنا وقفنا كلنا مسلمين ومسيحيين وقلنا لا.. وكانت جملة البابا تواضروس اللي هيسجلها التاريخ بحروف من نور.. وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.. وإذا لم نجد كنائس نصلي فيها سنصلي في مساجد اخواتنا المسلمين.. هذه هي مصر الخالدة الآمنة.. العصية.. اللي محدش يقدر يكسرها.. ده هو الدم اللي بيجري في عروقنا وشرايينا.. مافيش فرق بين المصريين.
وأكد عبدالرازق توفيق أن كلمات الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت في منتهي الروعة.. معبرة ومجسدة لعظمة اللحظة.. مطابقة للواقع الذي نعيشه في مصر الجديدة.. الذي خرجنا من أجله في 30 يونيو.. إنها دولة 30 يونيو التي لا تعرف الكلمات المعلبة والديلفري والمسكنات.. إنها دولة العلاج والشفاء من جميع الأمراض والعلل والفتن.. دولة تجتث المرض من جذوره.. ولا تسوف القضايا والأزمات.. دولة تواجه تحدياتها وتعدل بين أبنائها.. ولا تُقْصِي أحدًا من الشرفاء النبلاء المخلصين العاشقين لوطنهم.
وشدد توفيق على أن الفتن لن تنتهي.. طالما بقيت الحياة وإلي قيام الساعة.. ومصر مستهدفة ولن يكف أعداؤها الذين يدركون أن قوتها في وحدة أبنائها عن محاولات الفتن وبث الفرقة والانقسام بيننا لكننا ندرك ونعي ونفهم وهذا هو الأهم والأبقي أن هؤلاء لن ينجح رهانهم أو مخططاتهم.. طالما نحن علي قلب رجل واحد.. نتحلي باليقظة والحذر للحفاظ علي مصر وأمنها واستقرارها بل بقائها ووجودها وخلودها.
وأضاف أن مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح هي إعلان رسمي بوفاة محاولات بث الطائفية والعنصرية في الجسد المصري الذي لفظها علي الفور.. لأنها مادة غريبة غير مقبولة في جسد طاهر نقي وطارد للأفكار الشاذة والغريبة ومعلنًا بقاء حياة الهوية المصرية بتسامحها وشموخها وتعايشها.. ومحبتها.. وبقبولها للآخر.. وإعلان لفشل مؤامرة ومخطط شيطاني لانتزاع الهوية المصرية الخالدة علي مدار ثمانية عقود.. ولد هذا المخطط مع نشأة جماعة الإخوان الإرهابية بؤرة الخيانة والعمالة. وهي التي لفظها وعزلها وطردها الشعب المصري لأنه أيقن أنها بؤرة سرطانية في جسد محصن ذو مناعة قوية لا يقبل إلا الطيب ولا يرضي بالخبيث المسموم.
واختتم رئيس تحرير "الجمهورية" مقاله قائلا "إنها مصر يا سادة.. علمت وستعلم العالم معني التسامح والتعايش والتآلف والتآخي.. فهي أرض الأديان والرسالات.. البلد الوحيد الذي تعهد رب العالمين بحمايته وأمنه وسلامته وسخر له رجالًا شرفاء يظهرون في الوقت المناسب لانتشال السفينة من الغرق وإعادة هويته قبل أن يختطفه الغرباء والمرضي والخونة أمثال جماعة الإخوان الإرهابية التي تحالفت مع الصهيونية العالمية وتعمل لحسابها.. تراها في فلسطين.. حاولت في مصر 2011.. تآمرت علي كل البلدان العربية.. بل تتآمر علي الإسلام نفسه الذي تدعي الدفاع عنه وتزعم رفع رايته.. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا إنها جماعة تعادي فكرة الوطنية والوطن.. جماعة كلما وجدت في مكان أو دخلت أوطان حاولت إفسادها وتدميرها وتشريد شعبها وتفريقه.. وتقسيم أرضه.. تحيا مصر.
وفي عموده "هوامش حرة" بصحيفة "الأهرام"، وتحت عنوان "ميلاد جديد على أرض المحروسة" قال الكاتب فاروق جويدة إن العاصمة الجديدة شهدت ميلاد تاريخ جديد على أرض المحروسة تجسد في هذا اللقاء التاريخى بين المسجد والكنيسة في أمنية طافت كثيرا بقلوب المصريين وعقولهم فى هذه الوحدة الإنسانية التى جمعت بين أبناء الشعب الواحد. 
وأضاف جويدة: في احتفالية تاريخية افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي أكبر مساجد مصر وهو مسجد "الفتاح العليم" وكنيسة "ميلاد المسيح" في حضور شخصيات عربية وعلى رأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأشار الكاتب إلى أن الاحتفالية كانت شيئا رائعا بكل المقاييس في أحداثها ودلالتها ومعناها والمسافة بين المسجد والكنيسة قليلة جدا بحيث تشاهدهما من بعيد وكأنهما يكملان بعضهما البعض صورة ومعنى.
وفي رصده للمشهد التاريخي قال: فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر د.احمد الطيب يلقى كلمة من داخل مبنى الكنيسة بينما قداسة البابا تواضروس بابا الكنيسة المرقسية يتحدث من داخل المسجد وكلاهما يجسد معنى الأخوة والتواصل والمحبة بين أبناء الشعب الواحد.. الرئيس عبدالفتاح السيسى يصلى العشاء فى المسجد ثم ينتقل إلى ساحة الكنيسة وسط ترحيب الأخوة المسيحيين.. دعوات وأذكار الشيخ النقشبندى وآذان العشاء يختلط بتراتيل القساوسة فى قلب الكنيسة.. الأضواء تحيط بالمكان فى مناسبة دينية اختلطت فيها مشاعر الحب بين أبناء الشعب الواحد وكلهم مصريون يعبدون إلها واحدا ويعيشون على نهر واحد وتاريخ امتد آلاف السنين قام على المحبة والتواصل..الذكرى عزيزة على الجميع إنها ميلاد السيد المسيح عليه السلام وفى القرآن الكريم يحتل مكانة خاصة «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا».. وفى سورتي مريم وآل عمران حديث يفيض بالمحبة للسيدة العذراء ولها فى قلوب المصريين مكانة خاصة من الحب والتقدير. 
وتابع فاروق جويدة قائلا إن في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الكنيسة حديث صادق على أن مصر وطن لكل المصريين لا فرق بين أحد منهم واستشهد بمقولة قداسة البابا إن الوطن بلا كنائس أهم من الكنائس بلا وطن ولعل هذا ما أكده قداسة البابا شنودة طيب الله ثراه أن مصر وطن يسكننا ولا نسكن فيه.
واختتم الكاتب مقاله قائلا "كانت ليلة من ليالي الحب والتواصل والمودة بين أبناء الشعب الواحد الذي لن يفرقه أحد لأن الوطن واحد والنيل الذى يروينا واحد والدماء التي سالت دفاعا عن تراب هذا الوطن دماء واحدة".
في نفس السياق، وتحت عنوان "لحظة تاريخية" قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار": هي بالفعل لحظة بالغة الأهمية في تاريخ مصر، أرض الكنانة ووطن المحبة والخير والسلام، علي مر الأجيال والعصور منذ فجر الحضارة الإنسانية وحتى اليوم، تلك هي اللحظة التي جرت وقائعها علي أرض العاصمة الجديدة، خلال الافتتاح المشهود للمسجد والكاتدرائية في ذات المكان والزمان.
وأضاف بركات "لقد كانت بالفعل حدثا عظيما يؤكد للعالم كله عمق إيمان مصر وسماحتها الفطرية، وإصرار المصريين على عدم السماح لأحد أن ينال منهم، أو يؤثر بالسلب علي شجرة المحبة التي غرسوها بينهم علي مر التاريخ".
وأكد أن هذه اللحظة من دلالة واضحة وتأكيد قوي، على متانة روابط الإخوة والمحبة التي تربط المصريين جميعا، ووقوفهم معا في السعي لنهضة وطنهم، وتصديهم الصلب لكل محاولات الفرقة والفتنة.
ودعا الكاتب إلى التدقيق في تأكيد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن موضوع الكنائس في الإسلام موضوع محسوم، وأن الدولة الإسلامية مكلفة شرعا بضمان الكنائس والمعابد وحمايتها، وأن علي المسلمين الدفاع عن دور العبادة المساجد والكنائس والمعابد بناء على آية صريحة في القرآن الكريم.
كما دعا إلى التدقق أيضا في قول البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: إنني أقف مع اخوتي في المسجد يوم افتتاحه وكلي فرحة ومحبة، ليشهد العالم صورة مصر التي تعيش الوحدة والمحبة، ونصلي جميعا لله أن يديم علينا ذلك.
واختتم محمد بركات مقاله قائلا "لقد كانت صورة مصر جديرة بكل التقدير والاحترام بالفعل في هذه اللحظة التاريخية".