الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كيف رأى موراكامي وميللر وفورستر الحب؟

كتاب اخرج في موعد
كتاب اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما الحب، وكيف نراه؟ كيف نروي بذرة الحب التي تنبت في قلوبنا، وما الذي يُمكن أن يقتلها؟ أسئلة مُحيرة دومًا اختار الناقد والمترجم محمد الضبع أن يجيب عنها في كتابه "اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة"، عبر تعريفات شهيرة للحب ظهرت خلال مائتي عام من تاريخ الأدب في العالم.
أول هذه التعريفات ما قاله الروائي الأمريكي كيرت فونيجت "يسمح لك بالوقوع في الحب ثلاث مرات في حياتك"، وفسّر قوله بحديث مع أبيه حكاه قائلًا "وجدت أبي ذات مرة في مزاج يسمح له بالإجابة عن أسئلتي، فقلت له كم مرة وقعت في الحب؟ كانت ردة فعله سريعة، رفع ثلاثة أصابع طويلة في وجهي، ولم يتحدث. لاحقًا أحسست بالارتياح حين عرفت أن والدتي كانت واحدة من النساء الثلاث اللواتي أحبّهن.
 الطريقة التي كان يشرح بها أبي مزايا وإخفاقات كل حب مر به لفتت نظري وأقنعتني تمامًا.. وسواء كانت أمي قد أحبته بما يكفي أم لا هذا لن يغير شيئًا، لأنه كان يشعر باختفاء الحب، وقد صدقته".
ومن تعريفات الحب الأخرى ما قالته سوزان سونتاج "وقوعك في الحب يعني استعدادك لإتلاف نفسك من أجل الآخر" و"لا شيء غامض.. لا علاقة بشرية غامضة على الإطلاق، عدا الحب"؛ ولعن تشارلز بوكوفسكي الحب في كتابه "الحب كلب من الجحيم"، فقال "الحب يشبه الضباب الذي تراه في ساعة الصباح الأولى.. يستمر لوقت قصير ثم يتلاشى.. الحب هو ذلك الضباب الذي يتلاشى عند طلوع نهار الواقع".
وتقول أناييس نن في إحدى رسائلها إلى الكاتب الأمريكي الأشهر هنري ميللر "القلق هو أعظم قاتل للحب. يخلق الفشل في العلاقة ويجعل كل من حولك يشعر أنك تحاول إنقاذ غريق بالرغم من علمك أنه سيخنقك من شدة ذعره"، وأيضًا قالت "الحب لا يموت بطريقة طبيعية هادئة.. بل يموت لأننا لا نعرف كيف نجدد مصدره.. يموت بسبب العمى والخطأ والخيانة.. بسبب الأمراض والجروح.. بسبب التعب، بسبب الجفاف، بسبب اختفاء البريق"، وتساءلت "ما هو الحب إن لم يكن التقبل للطرف الآخر مهما كان".
ورد ميللر على حبيبته فقال "الحب هو الشيء الوحيد الذي لن نأخذ منه ما يكفي.. والحب هو الشيء الوحيد الذي لن نبذل منه ما يكفي"، وأضاف "الحب لا ينتقي، لا يرفض ولا يطالب.. بل يحترق ويتجدد، لأنه يعرف المعنى الحقيقي للتضحية.. لأنه يعرف المعنى الحقيقي للحياة المضيئة".
وقال سي. إس. لويس "لا يوجد استثمار آمن في الحب. أن تحب يعني أن تكون ضعيفًا.. جرب أن تحب أي شيء وسيضعف قلبك وربما ينكسر. إذا كنت تريد أن تحافظ عليه دون ألم فعليك أن تحتفظ به لنفسك. ضع عليه غلافًا أنيقًا واربطه بحذر والصق فوقه بعض الزينة. ضعه في خزانة نعشك وأنانيتك.. داخل النعش حيث الأمان والظلمة وانعدام الحركة وحيث لا وجود للهواء، سيتغير قلبك هناك ولن ينكسر: سيصبح غير قابل للكسر، لا يمكن اختراقه ولا إعادته لطبيعته.. لقد حصلت على بديل لمأساة الحب أو على بديل لاحتمال مأساة الحب، إليك اللعنة الأبدية، خذها. هيا إلى المكان الوحيد خارج الجنة الذي تستطيع أن تكون فيه آمنا من كل أخطار الحب وانكساراته، هيا إلى الجحيم".
ويرى ليموني سنكيت أن "الحب بإمكانه أن يغير الشخص بذات الطريقة التي بإمكان الأم أن تغير بها طفلها، وغالبًا بكمية هائلة من الفوضى"؛ بينما تساءل الروسي العظيم فيدور دوستويفيسكي "ما هو الجحيم".. معاناة ألا أكون قادرًا على الحب"؛ وقال البرازيلي بأولو كويلو "الحب قوة جامحة.. عندما نحاول السيطرة عليها تدمرنا.. عندما نحاول حبسها، تستعبدنا.. وعندما نحاول فهمها، تتركنا خلفها نشعر بالحيرة والضياع"؛ وأكد جيمس بالدوين أن "الحب لا يبدأ ولا ينتهي بالطريقة التي نظنها.. الحب معركة. الحب حرب. الحب نضوج".
وقال الياباني هاروكي موراكامي "كل الذين وقعوا في الحب كانوا يبحثون عن الأجزاء الناقصة من أنفسهم. لذلك كل من يحب يصبح حزينًا عندما يفكر في محبوبه.. الأمر يشبه العودة بعد زمن طويل إلى غرفة تحمل كل ذكرياتك"؛ وأيضًا قال لوي دو برنير "الحب جنون مؤقت، يثور كالبركان ثم يخمد. وعندما يخمد عليك أن تتخذ قرارًا وأن تعرف ما إذا كانت جذوره قد اتحدت ببعضها وأصبح من المستحيل اقتلاعها، أم أنها مازالت ضعيفة.. لأن الحب هو الجذور.. الحب ليس انخطاف الأنفاس، ليس الإثارة ليس إصدار الوعود والمواثيق الأبدية، ليس الرغبة في القبض على كل دقيقة وثانية في اليوم، ليس الاستلقاء ليلًا وتخيل محبوبك وهو يقبل كل جزء من جسدك.. لا، لا تحمر خجلًا.. أنا أخبرك بالحقيقة.. هذا كله يجعلك فقط واقعًا في الحب، وهذا ما يستطيع أنه يفعله أي مغفل آخر.. لكن الحب في ذاته هو ما يبقى بعد اختفاء شعور الوقوع في الحب، وهذا فن ومصادفة لا تقدر بثمن في نفس الوقت".
ووصف أنطوان دو سانت إيكسوبيري الحب بأنه "ليس تحديق العشاق إلى بعضهم، بل تحديقهم معًا إلى الاتجاه ذاته"، وقال إي. إم. فورستر "باستطاعتك تغيير اتجاه الحب، تجاهله، التشويش عليه، لكنك لا تستطيع أبدًا طرده منك.. أعرف من خبرتي أن الشعراء على حق عندما قالوا إن الحب خالد"، وفي الختام قال برتراند راسل "من بين كل أشكال الحذر، الحذر في الحب أكبر خطر يهدد السعادة الحقيقية".