الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا تواضروس: المسيح جاء ليجدد طاقات الحب للإنسان

البابا تواضروس
البابا تواضروس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه لقد عاش الإنسان بعد أن خلقه الله وأراد له أن يكون إنسانا كاملا يعيش في إنسانية كاملة وأعطاه وزوده بكل المواهب الكثيرة ولكن هذا الإنسان قبل الخطية وكسر وصية الله وعاش في ظلمة وهذه الظلمة نسميها الظلمة الروحية، عاش فيها الإنسان بعد أن كان يتمتع بالحرية وبالحب وبالوصية.
وأضاف فى عظته بقداس عيد الميلاد بالعاصمة الإدارية: لقد اختار أن يعيش في الفراغ وفي اليأس وفي الخطية، فقد الرجاء وعاش في الإحباط وامتدت الخطية وانتشرت إلى كل العالم، وسار تعبير الكتاب المقدس "الجميع زاغوا وفسدوا واعوزهم مجد الله"، وانهارت إنسانية الإنسان، وفقد أهم ماعنده وهو الإنسانية وسار رويدا روايدا وجيلا بعد جيل يفقد انسانيته ويجف في الحب الذى يعطيه هذه الانسانية وسار الإنسان جائعا إلى الحب وهذا الجوع إلى الحب جعله يعيش في هذا الفراغ الكبير جدا، رغم تقدم العالم بكل وسائل التواصل الشديد بين كل أطراف المسكونة.
يستكمل البابا تواضروس: "وأين العلاج، كان العلاج هو الحب، أن يأتى من يقدم له الحب وأن يأتى حبا فيه فجاء السيد المسيح، كما نقراء في الإنجيل المقدس " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية".
واستطرد: جاء السيد المسيح يقدم لطفا وحنانا وحبا وكان قصده من كل هذا أن يرجع الإنسان إلى إنسانيته ولم يكن هناك سبيل إلا هذا الأمر، أن يتواجد الله معنا فسار عمانوئيل الله معنا والكلمة سار جسدا في وسطنا. 
وأوضح البابا: لم يرسل الله ملاكا ولا رئيس ملائكة ولا نبيا ولا رجل سياسة ولا سفيرا ولكن جاء بنفسه، جاء لأن الله يحب الانسان بالحقيقة وليس بالكلام، لذلك نحن نحتفل في كل سنة بعيد الميلاد، وتتجدد هذه المناسبة، كأننا نجدد العهد بالله الذى اتى حبا فينا يقدم لنا الحب لكل أحد. 
واكد: في الميلاد المجيد نراه يحب القرية الصغيرة بيت لحم، ويحب المدينة الكبيرة أورشليم، ونراه يحب الرعاة المنسيين وسط زحام البشر، ونراه في نفس الوقت يحب المجوس الذين في بلاد بعيدة عن اليهودية وعن أورشليم، يحب العذراء الفتاة الفقيرة واليتيمة، ويحب في نفس الوقت المرأة المترملة "حنا النبية"، يحب يوسف النجار الشيخ الوقور حارس سر التجسد ويحب أيضا لشيخ الوقور القديس سمعان الذى انتظر مجيء المسيح، لقد أحب الإنسان كله وجاء ليشبعه من الحب، الحب الذى يحتجاه لكي ما يعود إلى إنسانيته
واشار: لذلك في عيد الميلاد المجيد، الله يرسل حبه إليك وإلى كل أحد يرسل هذا الحب ويقول لك إن الله ليس بعيدا عنك، يقول إن الله لا ينساك ابدا، يقول لكل أحد أن الله لا يكره إنسانا هو يكره خطية الانسان ولكنه يحب الإنسان ذاته، هو يبحث عن كل أحد، هو جاء لكى يملأئك رجاء وفرحا وتهليلا، الله بالحب يعيد إنسانية الإنسان، لذلك أيها الحبيب في كل مكان احترس أن يجف قلبك من الحب، احترس أن يكون قلبك دافئا بالحب الذى يقدمه المسيح لك، أعرف أن الأمور العصرية التى نتعامل معها والتواصل الواسع الموجود في العالم كله الذى جعله قرية صغيرة، ولكن الانسان من كثرة تعامله من الآلات جف قلبه من الحب وازدادات ضعفات كثيرة أمام الإنسان، ازداد ضعفه في علاقاته مع الآخرين وفي حبه للآخرين وفي حبه للحياة، نجد في العالم ازدياد في العنف والجريمة والإرهاب والتفكك الاسري والانحرفات المتعددة وكل هذا لأن قلب الإنسان جف من الحب. 
واستطرد: لذلك عيد الميلاد، فرصة ورسالة لكل أحد فينا أن يأتي ويشبع من هذا الحب، كما يقول السيد المسيح في العظة على الجبل "طوبي للجياع والعطاش إلى البر" إلى المسيح إلى الحب لأنهم يشبعون.
واكمل: أهنئكم أيها الأحباء بهذا العيد وبفرحة الميلاد المجيد نتذكر أحبائنا الشهداء الذين يفرحون أيضا بوجودهم في السماء ونتذكر المصابين ونصلى من أجل شفائهم، ونصلى من أجل سلام العالم كله، من أجل بلادنا في مصر ومن أجل كل إنسان من أجل كل كنيسة ومن أجل خدمة ونصلى أن يرسل الله هذا الفرح لكل أحد.. كما تقول أنشودة الميلاد "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" وفي الناس الفرح. 
واختتم: تحياتى وكل أمنياتى لجميعكم، راجيا لكم أياما مقدسة في هذا العام الجديد وفرحة الميلاد التى تملأ قلوبكم جميعا وتستطيعون أن تنقلوا هذا الفرح وهذا الحب لكل أحد ولكل المجتمعات التى تعيشون فيها، يبارك الله حياتكم ويبارك كل ما تمتد إليه ايديكم ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد أمين.