يعكف الأزهر الشريف على تفعيل دوره الأكاديمي والعلمي من خلال إطلاق أكاديميته للتدريب، والتي من المقرر انطلاقها خلال الشهر الأول من العام الجديد 2019، والتي أعلن شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، عملها، اعتبارًا من يناير الجاري، وذلك بعد الانتهاء من تجهيز مقار الأكاديمية، وإعداد المناهج الخاصة بتأهيل وتدريب الأئمة.
تعمل الأكاديمية على تأهيل وتدريب الأئمة والدعاة والوعاظ وباحثي وأمناء الفتوى، وتمارس عملها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأوقاف ودار الإفتاء والجهات المعنية بهذا الشأن، حيث تهدف إلى تأهيل وتدريب العاملين في مجالات الوعظ، والإمامة والخطابة، والدعوة، وأمانة الفتوى، من خريجي الكليات الشرعية والعربية بالأزهر الشريف، فيما نص قرار فضيلة شيخ الأزهر على تشكيل لجنة متخصصة لوضع المناهج والبرامج التدريبية الخاصة بالأكاديمية، على أن تنتهي من عملها خلال شهرين على الأكثر.
وتشمل الأكاديمية قسمين: الأول تأهيلي وهو مخصص لحديثي التخرج الراغبين في الالتحاق بالعمل الدعوى، وذلك بهدف تكوين عقول قادرة على مسايرة تطورات الأحداث والمجتمعات وإتقان التعامل معها بالوسائل والتقنيات الحديثة، وتزويدهم بما يحتاجه الداعية الأزهري صاحب المنهج الوسطى المعتدل، والقسم الثاني من الأكاديمية فهو يختص بتدريب العاملين في المجال الدعوى من الوعاظ والأئمة والدعاة وباحثي الفتوى وأمنائها، وذلك لتوعيتهم بالسياقات المختلفة المحيطة بالمهام الدعوية وفقه الواقع، وتنمية الجانب العلمي والخلقي لديهم، بما يمكنهم من أداء المهام الموكولة إليهم، علي أن تخضع لإشراف مجمع البحوث الإسلامية.
مؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي
يعقد الأزهر وهيئة كبار العلماء مؤتمرًا عالميًا حول "التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية"، نهاية أبريل المقبل، بمشاركة عدد كبير من المجامع الفقهية والمؤسسات الدينية، ونخبة من كبار العلماء والفقهاء في العالم الإسلامي، وذلك بهدف صياغة إستراتيجية علمية شاملة، تعالج مختلف الأبعاد والملفات المتعلقة بقضية التجديد، بما يسهم في نهوض الأمة ورقيها، ويحفظ لها هويتها ويستنهض قيمها وقواها الحضارية الراسخة.
ويناقش المؤتمر قضايا التجديد في العلوم الإسلامية المختلفة، وضوابط التجديد وآلياته، وتفكيك أصول الفكر التكفيري ومناهجه، ودور المؤسسات الدينية في تنظيم وتطوير الخطاب الدعوي، وأسس ومتطلبات تكوين الداعية المعاصر، ورؤية الفكر الإسلامي للتعايش الإنساني بين الأديان والمعتقدات والمذاهب.
مؤتمر وأكاديمية التدريب بأكتوبر
تتطلع وزارة الأوقاف، خلال العام المقبل 2019، إلي الاستمرار في خطتها الدعوية والتي تشمل الندوات والقوافل والدروس، إلي جانب إقرار خطة جديدة للخطب بعدما تنتهي الخطة الخماسية في مارس المقبل، علي أن تحل بديلًا عنها خطة 4 سنوات مقبلة، تنطلق عقب انتهاء الخطة الحالية التي شملت خمس أعوام مارس 2019، حيث ستتضمن الخطة الجديدة نفس القيم الأخلاقية كوزن نسبي للخطاب الديني، وقيم المواطنة، وقبول الآخر والتعايش، إلي جانب عقد مؤتمرها السنوي للمجلس الأعلي للشؤون الإسلامية تحت عنوان " "بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها" والذي تم ارجائه من أكتوبر الماضي، وقرر الوزير مؤخرًا إضافة محور "بناء شخصية الأئمة والوعاظ علميًا وفكريًا وثقافيًا بما يشكل العقلية الجامعة لهم"، إلى محاور المؤتمر الست والتي تتضمن الخطاب الديني والثقافي، التعليم، الإعلام، الأسرة، والمؤسسات الوطنية وأثرهم في بناء الشخصية، والذى يعقد يومي 19 - 20 يناير 2019م، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة دولية واسعة.
وأكدت الوزارة أن البناء الفكري والعلمي والثقافي للأئمة والخطباء والوعاظ والواعظات، يأتي استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي بوضع البرامج العلمية والتدريبية التي تسهم في بناء العقلية الجامعة لعلماء الدين، وتزامنًا مع افتتاح أكاديمية 6 أكتوبر للتدريب.
وفي إطار خطة وجهود الوزارة في مجال التدريب والتأهيل والتثقيف تفتتح الوزارة خلال شهر يناير أكاديمة تدريب وتأهيل الدعاة بـ6 أكتوبر، إلي جانب إعادة تأهيل مركز تدريب الأئمة بمحافظتي سوهاج، والشرقية، في إطار خطة الوزارة التوسعية في مجال التدريب النوعي التراكمي المستمر، ليتم افتتاحهما مطلع العام المقبل ٢٠١٩ م، مع تزويدهما بمكتبة كاملة من إصدارات الوزارة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.
توسع في التدريب ومؤتمر الخلاف الفقهي
بينما تواصل دار الإفتاء رحلتها نحو تحقيق التجديد في أمور الفتوي، والعمل علي ضبطها محليًا وعالميًا من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء حول العالم التي يترأسها الدكتور شوقي علام، حيث تعقد الدار ندوة حول دور الفتوي في تصحيح صورة الإسلام في الأول من مارس المقبل، يعقبها تدريب لنحو 40 إمامًا من أئمة بريطانيا منتصف الشهر ذاته، إلي جانب تقديم مشروع معايير الجودة في الهيئات الإفتائية.
وتواصل الدار من خلال رئاستها لأمانة دور وهيئات الإفتاء إلي عقد المؤتمر العالمي الخامس تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وذلك منتصف شهر أكتوبر من العام المقبل.
وتستهدف الدار خلال عام 2019 التوسع في التدريب وإطلاق البرامج التدريبية وفتح أفق أوسع واستهداف فئات جديدة بالتدريب والتأهيل؛ وذلك في برامج إعداد المفتي عن بعد والتأهيل للمتصدرين للفتوى، فضلًا عن تطوير منصة "هداية" لخلق بيئة علمية آمنة يأمن فيها الناس على أنفسهم وأولادهم في تعلم الإسلام الصحيح؛ حيث تعمل على تزويد المسلم في كل مكان بكل ما يحتاجه من معارف وعلوم ومهارات، وكذلك محاربة الأفكار المتطرفة والهدامة من خلال تحويل الردود العلمية المنهجية التي قام بها كبار العلماء إلى برامج وصور إلكترونية تتناسب وثقافة العصر.
