الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

خبير في الشأن اليمني: كسر "الحوثيين" عسكريًا ضرورة وجناحهم المدني الأخطر.. وهمدان العلي: مساعدات الدول العربية تُنهب عدة مرات قبل وصولها إلى اليمنيين

الناشط السياسى والخبير
الناشط السياسى والخبير فى الشأن اليمني، همدان العليي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشكل الأزمة اليمنية أحد أهم الملفات الساخنة فى العالم العربي، ولذا كان من المهم إلقاء الضوء على زوايا مهمة فى تلك الأزمة، أبرزها الدور الخطير لميليشيات الحوثى الإرهابية، وكيف ساهمت فى إسقاط الدولة اليمنية، إضافة إلى الحديث عن الأوضاع الصعبة وطبيعة المشهد الإنسانى داخل اليمن، ولذا كان حوارًا مع الناشط السياسى والخبير فى الشأن اليمني، همدان العليي.
■ كيف ترى مستقبل اليمن في ظل المماطلة الحوثية فى عملية السلام؟
- الحوثيون يجب أن يُكسروا عسكريًّا وإلا فسيستمرون فى التمدد، فالجماعات المسلحة لا يمكن التعامل معها إلا تعاملا عسكريا فقط، فالاتفاقات والتفاهمات يتم نكثها بسهولة والمجتمع الدولى لن يستطيع مساءلته؛ لأنه فى النهاية جماعة مسلحة متخففة من أعباء الدولة، والحوثيون اليوم فى اليمن أخطر شىء، لأنهم يقتلون معارضيهم وينكلون بهم بأبشع الطرق.
■ يمكن أن تطلعنا على حقيقة الوضع الإنسانى داخل اليمن؟
- الأوضاع الإنسانية صعبة جدا داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بينما الوضع بالمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية أفضل بكثير، ولهذا لا نسمع عن مجاعة، ولا قصص إنسانية صعبة عن أهالى تلك المناطق، وليس هناك تقارير دولية تتحدث عن هذه الأمور.
■ ما الأسباب التى أدت إلى ذلك؟
- الدول المانحة تستطيع الوصول إلى المستحقين بلا وسطاء فى المناطق المحررة، على عكس المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، سواء مركز الملك سلمان، أو الهلال الأحمر الإماراتي، أو غيرها لا يستطيعون الوصول إلى المستحقين فى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فتلجأ للتعامل مع وسيط، والوسيط هنا هو المنظمات الدولية التى تتولى توزيع المساعدات فى هذه المناطق، وهذه المنظمات تأخذ جزءا من هذه المساعدات كمصروفات تشغيلية، مثل رواتب الموظفين الدوليين، وهى رواتب مرتفعة جدًا، وهذه المنظمات حتى الآن ترفض الكشف عن هذه التفاصيل.
وكذلك لا تستطيع المنظمات الدولية نفسها الوصول إلى المستحقين فى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشكل مباشر فتضطر للتعامل مع وسطاء جدد، معظمهم من جماعة الحوثى لأن الجماعة حين سيطرت على العاصمة صنعاء، أغلقت جميع منظمات المجتمع المدنى الموجودة فى السابق، وأنشأت منظمات مجتمع مدنى جديدة ذات طابع طائفى كثير، تهدف لنشر الفكر المتطرف، ومنظمات المجتمع المدنى توجه المساعدات لتلك المنظمات المحلية، وهى بدورها توجه المساعدات إلى مقاتليها أو الموالين لها وتحرم المستحقين الحقيقيين لتلك المساعدات، إضافة إلى الفساد المالى والإداري.
■ يعنى هذا أن هناك تجويعًا متعمدًا داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؟
- نعم، لأن الحوثيين يعرفون أنهم لن ينتصروا فى ساحات القتال وكل يوم يخسرون أرضًا جديدة، وبالتالى فلا أمل أمامهم إلا فى ظل التدخل الدولي، وهو ما لن يتحقق إلا فى حال تدهور الأوضاع الإنسانية، ولذلك فإنهم يدفعون فى هذا الاتجاه ويسهمون فى تدهور الوضع الإنسانى من خلال حرمان الناس من المساعدات والرواتب، رغم أنهم يستلمون من إيرادات الدولة أكثر من ٦ مليارات ونصف المليار.
المعركة اليوم ليست مذهبية؛ فهناك سلالة تدعى أنها أحفاد الرسول عليه الصلاة السلام، ولذلك كثير من الأسر الهاشمية أيدته لأنهم يعتقدون أنه إمام هذا الزمان، ولهذا حدث اصطفاف عرقى أكثر منه مذهبي، فتجد أسرًا سنية أو صوفية تؤيد الحوثيين بسبب القرابة والنسب، لكننا لا نعمم فهناك أسر سنية وصوفية مع الشرعية، وهناك هاشميون عقلاء.
وأغلب الذين يقاتلون مع الحوثى ليسوا لأنهم مثلًا زيدية، فلم يعد هناك زيدية فى اليمن، فأنا مثلًا أنتمى إلى أسرة كانت زيدية فى السابق، ولم تعد زيدية لأن المذهب الزيدى يعتمد على فكرة معينة وهى موالاة آل البيت والإقرار بحقهم فى تولى السلطة، وهذه الفكرة هُدمت بعد سقوط حكم الإمامة وقيام الثورة، لذا فأغلب من يقاتلون مع الحوثى لأنهم جياع وجهال، ولذلك نقول: إن التجويع متعمد لأنك عندما تحرم الناس من الرواتب لأكثر من عامين، وتفتح بابا واحدا للرزق، وهو القتال ضمن صفوف الحوثي، فهذا يضطرهم إلى الانضمام لهم بدافع الضرورة.
■ كيف أسهم مقتل الرئيس السابق على عبدالله صالح فى تراجع المشروع الحوثى باليمن؟
- بالتأكيد كان لهذا تأثير كبير، فعلى عبدالله صالح كان يعطى الحوثيين الغطاء السياسي؛ لأن الجماعة كانت مجرد جماعة انقلابية، لكن التأييد الذى حصلوا عليه وفر لهم دعمًا كبيرًا، وهناك أمرٌ يجب التنبه له، وهو أن جماعة الحوثى ليست مجرد جماعة مسلحة خرجت من الوديان واحتلت صنعاء، لكن الجماعة كان لديها جناح مدنى متغلغل فى مؤسسات الدولة، كالجيش وقوى الأمن وغيرها، وهؤلاء من الهاشميين المنتشرين فى محافظات اليمن كاملة.
■ يعني هذا أن الجناح المدني أخطر من العسكري؟
- نعم صحيح؛ لأنهم ليسوا بالضرورة زيودا ولا شماليين، بل بدوافع سلالية بحتة، وهذا الجناح كان له دور كبير فى إضعاف الدولة وإضعاف مناعتها ضد الجماعات المسلحة؛ لأنهم متغلغلون فى كل قطاعات الدولة وغير مصنفين أنهم حوثيون، ولم يتم التعامل معهم كخصوم، لكنهم لديهم فكر أنهم الأولى بالحكم.
■ وما موقع حزب «المؤتمر» الذى كان صالح يتزعمه، من خريطة التحالفات اليوم؟
- «المؤتمر» تعرض لحرب استهدفته وتعرض لتصدعات بعد مقتل صالح، وأغلب المؤتمرين اليوم مع الشرعية، ومن انضم للحوثى منهم معظمهم هاشميون.