السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الانسحاب الأمريكي من كابول "تهديد لدول الجوار".. جيران أفغانستان يستعدون لخطر استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفارين عبر حدودهم.. مبعوث واشنطن الخاص يلتقي ممثلي طالبان ويناقش القضايا المتعلقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت تصريحات المسئولين الأمريكيين حول إمكانية أن تلجأ إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى سحب قوات من أفغانستان، حالة من القلق بين جيران الأفغان.
وقبل أسبوعين، قال مسئولون أمريكيون لوكالة «رويترز»: إن إدارة «ترامب» تبحث سحب أعدادٍ كبيرة ربما بالآلاف من قواتها فى أفغانستان، فى مؤشر على أن صبر ترامب على الحرب الدائرة منذ ١٧ عامًا بدأ ينفد، وإذا تأكد هذا فإن أعداد القوات ستنخفض من مستواها الحالى البالغ ١٤ ألفًا، فى خطوة تجيء بعد قرار «ترامب» سحب كل القوات الأمريكية من سوريا.


وتحدث دبلوماسيون لـ«رويترز» أن جيران أفغانستان بدأوا يستعدون لخطر أن يرسل الانسحاب، مئات الآلاف من اللاجئين الفارين عبر حدودهم.
وبعد أن انتابهم القلق من احتمال حدوث انسحاب فوضوي، قال دبلوماسيون من الدول المجاورة أجروا محادثات مع مسئولين أمريكيين فى كابول، إنهم يعيدون تقييم السياسات وسيزيدون من الاستعدادات الحدودية.
وقال دبلوماسى آسيوى كبير مقره كابول: «فى هذه المرحلة لا يوجد وضوحٌ بشأن الانسحاب؛ لكن علينا أن نبقى خطة عمل واضحة جاهزة»، مُضيفًا أنه «يمكن أن يتحول الوضع من سيئ إلى أسوأ بسرعة كبيرة».
وقال متحدث باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي: إن «ترامب» لم يصدر أوامر إلى البنتاجون بسحب القوات من أفغانستان؛ لكن الإدارة لم تنكر تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة تخطط لسحب ما يقرب من نصف القوة التى يبلغ قوامها ١٤ ألف جندى منتشرة حاليًّا.
وتأتى هذه التقارير وسط تكثيف التحركات نحو مفاوضات السلام فى أفغانستان، إذ التقى المبعوث الأمريكى الخاص زلماى خليل زاد، بممثلى طالبان الشهر الماضي، وناقش القضايا المتعلقة بانسحاب القوات فى المستقبل وكذا مقترحات وقف إطلاق النار.
ويقول محللون لـ«رويترز»: إنه بين القوى الإقليمية مثل إيران وباكستان وروسيا- التى لطالما ارتابت فى أن الولايات المتحدة تريد قواعد عسكرية دائمة فى جنوب آسيا-، لا ترغب فى انسحاب أمريكى مفاجئ.
وقال جرايم سميث، مستشار المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات: إنه على الرغم من أن الأنباء عن سحب أمريكى محتمل قد يكون سببًا للتفاؤل الحذر فى المنطقة، فإنها لا تريد انسحابًا مفاجئًا.
وتعترف جميع الأطراف بأن الانسحاب السريع قد يشعل حربًا أهلية جديدة تزعزع استقرار المنطقة، ولا يريد الجيران المفاجآت، والإشارات غير المؤكدة من واشنطن تسبب القلق.
وأرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أفغانستان فى أعقاب هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وفى ذروة الانتشار كان لديها أكثر من ١٠٠ ألف جندى فى البلاد، ثم سحبت معظم قواتها فى عام ٢٠١٤، لكن لا يزال هناك حوالى ١٤ ألف جندي، كجزء من بعثة يقودها الناتو لمساعدة قوات الأمن الأفغانية ومطاردة المسلحين.
وقال الجنرال «سكوت ميلر» القائد الأمريكى للقوة الأفغانية بقيادة حلف شمال الأطلسي: «إن مراجعة السياسة تجرى فى عواصم متعددة ومحادثات سلام هناك، واللاعبون الإقليميون يضغطون من أجل السلام وتتحدث طالبان عن السلام والحكومة الأفغانية تتحدث عن السلام».


وشاركت حركة طالبان الأفغانية، منذ شهرين، مؤتمرًا دبلوماسيًّا فى روسيا للمرة الأولى، لكنها أكدت فى الوقت ذاته، موقفها برفض إجراء محادثات مباشرة بشأن مستقبل أفغانستان مع حكومة كابول، وقالت: إنها لن تعقد محادثات إلا مع الولايات المتحدة.
ورفضت طالبان إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية التى تعتبرها نظامًا غير مشروع مفروضًا من الخارج، وقالت: «نحن على استعداد لإجراء مفاوضات وجهًا لوجه مع الأمريكيين ومناقشة القضايا المتعلقة بالأمر معهم».
وفى الجوار، تسعى باكستان لإكمال بناء حدودها التى تمتد ١٤٠٠ كيلومتر مع أفغانستان، وتنشر قوة شبه عسكرية قوامها ٥٠ ألف فرد على طول الحدود لتدفق جديد للاجئين فى حالة حدوث اضطرابات.
وبحسب مصادر؛ فإن باكستان تتجه لإقامة معسكرات بالقرب من الحدود لإدارة موجة جديدة من اللاجئين الأفغان والمهاجرين غير الشرعيين، ولن يسمح للأفغان بإقامة منازل غير قانونية فى باكستان.
وتقدر المنظمة الدولية للهجرة (IOM) أن حوالى ١.٤ مليون أفغانى غير موثقين يعيشون فى باكستان وربما ١.٢ مليون فى إيران.
وبينما تم طرد الآلاف من الأفغان الذين لا يحملون وثائق من إيران بسبب الاضطرابات السياسية والاقتصادية الأخيرة، قال مسئولون إيرانيون فى كابول: إنهم يخشون من أن يؤدى الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية إلى عكس هذا الاتجاه.
«نعمل عن كثب مع الحكومة الأفغانية لمنع الأفغان من دخول بلدنا، نحن لا نريد استخدام العنف لمنعهم، لكن الانسحاب الأمريكى المفاجئ سيؤدى إلى أزمة»، هذا ما قاله مسؤول إيراني.
فيما قال محمد أوزجكور ساك، السكرتير الثانى فى السفارة التركية فى كابول: إن أنقرة «لم تغلق بابها لكن عدد المهاجرين غير الشرعيين يتزايد على أساس يومي».
ولا تشارك أفغانستان حدودًا برية مع تركيا، لكن الأفغان يدخلون تركيا من إيران للعمل كرعاة، أو مزارعين، أو فى قطاع البناء، كما يستخدمها الكثيرون كنقطة عبور لمحاولة دخول أوروبا.
ومع تزايد المفاوضات حول مستقبل البلاد، تحاول طالبان طمأنة الأفغان بأنهم ليس لديهم ما يخشونه بعد مغادرة القوات الأجنبية، لكن موقف طالبان المتذبذب تجاه التعامل مع الولايات المتحدة، واستمرارها فى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف مناطق سيطرة الحكومة الأفغانية تعقد المشهد.
وقبل نحو شهر، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: إن قادة الحركة اجتمعوا مع المبعوث الأمريكى الخاص بأفغانستان زلماى خليل زاد فى مقرهم السياسى فى قطر الأسبوع الماضى للمرة الثانية خلال شهر، لكنها «كانت محادثات مبدئية ولم يتم التوصل لاتفاق بشأن أى قضية».