الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

تى. اس. إليوت.. القصيدة الغامضة

 الشاعر الأمريكي
الشاعر الأمريكي ت. س. إليوت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استند الشاعر الأمريكي ت. س. إليوت إلى عدة دعائم في بناء عالم قصيدته الخاص، فمن خلال مطالعته الدائمة للتراث الإنجليزي بشكل مباشر أدرك الجذور الفكرية والمعرفية لتلك القضايا التي انشغل بها، والأساليب التي استخدمها، فهو يحترم هؤلاء الشعراء الكبار أمثال دانتي ورائعته "الكوميديا الإلهية"، ذلك العمل الأدبي الرائع الذي جعله إليوت مثالا يحتذى في الكتابة، وبات صاحب "الجحيم" المثل الأعلى لإليوت حتى أنه قال ذات مرة " خلال عشر سنين، استطعت أن أكتب حوالي عشرة أبيات بذلك الأسلوب بنجاح، وعند مقارنتها بأضعف الأبيات في الكوميديا الإلهية لاتبدو أكثر من قش".

إليوت، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الجمعة، واصل البحث في التراث الإنجليزي كمحاولة للوصول إلى طريقة جديدة للتعبير عن نظرته للوجود، لذلك جاءت طريقته الموازية لتلك النظرة، التي توحي بمزيد من عدم التناسق وعدم الترابط، وأيضا التضاد المباغت، وقد توصل لتلك الطريقة من خلال قراءته للشعر الإنجليزي التراثي، حيث وجد جذورا لتلك الهموم التي يعانيها.
ربما تبدو قصائد إليوت مجموعة من الملاحظات التي دونها سريعا دون ترتيب أو تنسيق، لكننا عندما ننتهي من القصيدة، فإننا نجد أنفسنا أمام حالة كلية، يجمعها الترابط الذهني الخفي، الذي يستدعي إرهاق من القارئ.
وعلى الرغم من إنجليزية إليوت فإنه استوعب الرمزية الفرنسية بجدارة، ففي العام 1908 قرأ إليوت كتابات أرثر سايمنز، ففتح له افاقا رحبة في الأدب الفرنسي، واستوعب بشدة أشعار بودلير وخاصة ديوانه المثير للجدل "أزهار الشر"، فلمح ذلك الاقتصاد والتركيز القوي من الشاعر في ألفاظه، لكن ذلك التركيز في المفردات والجمل يستطيع بقوة أن يوحي بالأفكار التي يرغب في توصيلها الشاعر والأديب.
استوعب إليوت تلك الميزات والخصائص من مطالعته للأدب القديم والعالمي، كما توفر له آنذاك، لتظهر تلك السمات في قصائده المبكرة، لكنه يمضي ليطور أدواته، فيبدع نصوصًا تحتاج إلى يقظة سريعة من المتلقي، كي يتحقق له التواصل الطبيعي فتبدو الرسالة الأدبية والفنية في غاية الوضوح.
ومن أشعاره نقرأ:
تعال إلى ظل هذه الصخرة الحمراء
فأريك شيئًا يختلف يخب وراءك
أو ظلك في المساء ينهض كي يلاقيك؛
لسوف أريك الخوف في حفنة من تراب.
نشيطة تهب الريح
تجاه الوطن
يافتاتي الايرلندية
أين تنتظرين؟
أعطيني زنابق أول الأمر منذ سنة؛
قصرت أدُعى فتاة الزنابق".
ولكن عندما رجعنا، متأخرين، من حديقة الزنبق،
ذراعاك ممتلئتان وشعرك مبلول، ما استطعن
الكلام، وخانتني عيناي، لم أكن،
حيًا ولا ميتًا، ولا عرفت شيئًا،
وأنا أنظر في قلب الضياْ، الصمت.
موحش وخالٍ هو البحر.
مدام سوسوستريس، البصارة الشهيرة،
اصابها زكام شديد، ومع ذلك
فهي معروفة كأحكم امرأة في اوربا
لديها رزمة ورق خبيثة. إليك، قالت،
هذه ورقتك، الملاح الفينيقي الغريق،
"لؤلؤتين كانتا عيناه""
هذه بيلادونا سيدة الصخور

ت.س.إليوت، ناقد وشاعر ومسرحي أمريكي الأصل، عاش في إنجلترا، ولد في 26 سبتمبر من العام 1888، حاز جائزة نوبل في الآداب عام 1948، وتوفي في الرابع من يناير عام 1965.