الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

مينا مندي يكتب.. كل عام أنتم بخير ولكن !!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
** كيف نسمّيها أعوامًا جديدة إن كنّا لا نلمس فيها تغييرا؟!

لعلّ تتهم كلماتي في هذه الأسطر القليلة الآتية بجُرم سلبية النظرة للمجريات، ولكن أريد أن أوضح لك أن الجرم الأكبر هو أن نتجاهل الحقيقة ونتغافل عن الواقع لمجرد أنه مُربَك.
بعد انقضاء عهد الطفولة نما الإدراك لدرجة غابت معها الفرحة بطقوس الاحتفاء بالعام الجديد وأصبح المنطق يفرض نفسه بقوة موكدًا لي أن الأعوام لا تصبح جديدة بحدوث تغيّر لمجرد أرقام تتصاعد في إتجاه النهاية، إنما بحدوث تغيّر ملموس في حياتي وحياة الأخرين؛ نعم ليس عامًا جديدًا بل عامًا أخر بفرصة أخرى أصنع فيها لنفسي ولغيري كل ما هو جديد وحسن قبل النهاية؛ نهايتي أو نهاية الأعوام.
فلِم عليّ أن أحتفي بالعام الجديد إن كان اليوم جديدًا و في الغدّ سيصبح قديمًا؟! ، فلندع السنين تمرّ وتمضي في طريقها إلي النهاية دون هذه الاحتفالات المُفتعَلة بها، ودعونا ننشغل فقط بماذا سوف نصنع لنا، وماذا سوف نقدّم لغيرنا، وماذا سنترك للأجيال من بعدنا، هكذا تصبح الأعوام جديدة وتموت الرتابة ويُفنىَ الروتين من أيامنا، هيا نبدأ قبل أن تصل بنا السنين إلي السنة الأخيرة في الوجود ونكون قد فشلنا في الهدف الأسمى له.
أما و إن كان الأمر مُتعلِّقًا بمعايشة إحساس الفرحة فقط ، فنحن بمقدورنا أن نخلق كل لحظة فرحة جديدة، نخلقها بنشر السلام والمحبة، بأن نجول نصنع خيرًا، بأن نحيا بأمانة وإخلاص ومشاركة اجتماعية صادقة لا مبنية على النفاق والتّجمّل والتّصنّع، بأن نُفيق ضمائرنا المُخدرة؛ بل بإمكاننا أن نخلق كل يوم عامًا جديدًا بفرحة جديدة متى سعينا وراء إعلاء المصلحة العامة، والسعى وراء النجاح الحقيقي ليس الوهمي الذى نشأنا عليه في مجتمعاتنا، إنما النجاح المبنى على إفادة البشرية وجعل مانقدمه يلوّن الحياة بألوان السعادة، هكذا تكون الأعوام دائمًا جديدة والحياة ستصبح باستمرار جديدة مادمنا نتغيّر و نُغيّر للأفضل.