الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

النظام الإيراني يخترق "الخطاب الأكاديمي" الأمريكي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لطالما حاول النظام الإيراني تشكيل الخطاب الأكاديمي حول إيران والإسلام والشرق الأوسط في أمريكا الشمالية، ذلك لأن النظام يدرك تمامًا حقيقة أنه في الغرب عمومًا وفي الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، تلعب الأوساط الأكاديمية دورًا مهمًا في الاقتراب من الشئون السياسية اليومية، وكذلك وضع خطط سياسية طويلة الأجل، وببساطة، في عالمنا المعاصر، تعد الأكاديمية الغربية دعامة للسياسة، لذلك، إذا كان بإمكان النظام أن يجعل الأكاديمية الغربية متعاطفة مع رؤيته، يمكنه أن يضع درعًا في قلب الغرب للدفاع عن معارضي النظام والخصوم الآخرين.
واستغل النظام الإيراني العديد من الطرق والأماكن المختلفة لتحقيق هذا الهدف، وكان أحد الأماكن المهمة هو تمويل جامعات أمريكا الشمالية وغيرها من مراكز التعليم العالي والبحوث تحت غطاء الأنشطة الثقافية.
وعلى سبيل المثال؛ فإن مؤسسة Alavi هي خليفة لمؤسسة Pahlavi التي كانت هبة من شاه إيران الراحل في عام ١٩٧٣ لتعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية الدولية.
وقد صودرت المؤسسة من قِبل النظام الإسلامي بعد ثورة ١٩٧٩ في إيران، وأعيدت تسميتها لاحقًا باسم «علوي»، وهي فرع في الخارج لمؤسسة «المستعز» الإسلامية للثورة الإسلامية، كما تعد منظمة سياسية ومالية قوية ذات أصول كبيرة وممتلكات واسعة داخل إيران وخارجها.
وبتعبير أدق، فإن مؤسسة Alavi هي منظمة واجهة لتعزيز الأنشطة الموالية لإيران النظام في أمريكا الشمالية، وإحدى الطرق التي تستخدمها المؤسسة تتمثل في تمويل أقسام الدراسات الإيرانية والإسلامية والشرق أوسطية في بعض أرقي مراكز التعليم العالي في أمريكا الشمالية حتى تعزز الرؤية الخاصة للنظام الإيراني في هذا الصدد. 
وعلى سبيل المثال، لدى المراكز التي تمولها مؤسسة Alavi ميل إلى توظيف «الباحثين» والاعتراف بـ«الطلاب» الذين يعملون على طول الخطوط الأيديولوجية للنظام الإيراني، وفي الواقع، يتم إرسال العديد من الباحثين والطلاب المنتسبين إلى النظام مباشرة من طهران ليتم تعيينهم كأساتذة أو زملاء في مثل هذه المراكز.
إن المراكز التي تمولها مؤسسة «علوي» لم تستخدم أو تطرح أو تروج للمعارضين الإيرانيين أو أي خبراء آخرين لا يتقاربون مع النظام الإيراني، ولا تنشر هذه المراكز سوى «الأبحاث» التي لا تتعارض مع رؤية النظام الإيراني بأي شكل من الأشكال، حيث يتم رفض أي مادة بحثية ذات مقاربة معارضة على الفور.
 وعلى هذا النحو، فإن مؤسسة Alavi، من خلال إعطاء صوت للتيارات التي تعزز رؤية النظام الإيراني من جهة وإسكات الأصوات المعارضة من جهة أخرى، فهي بهذا تشكل الخطاب الأكاديمي حول إيران والإسلام والشرق الأوسط، بل وتؤثر في السياسات في أمريكا الشمالية. 
وهذا هو السبب في أن أي مادة تنتقد النظام الإيراني علنًا، نادرًا ما تُنشَر في المنشورات المرتبطة بالجامعات الأمريكية والكندية، وغيرها من مراكز التعليم العالي والبحث، التي تتلقى تمويلًا من النظام الإيراني.
ويجب أن يكسر هذا النظام الخانق للنظام الإيراني في العلوم الإنسانية في أمريكا الشمالية، بحيث يمكن سماع الأصوات الديمقراطية الليبرالية.
خبير إيراني 
دكتوراه العلوم السياسية، جامعة إنديانا بنسلفانيا