فى جنوب شرق مصر، بعد قرابة الـ ٢٠ كيلومترًا من قرية «أبورماد»، وتحديدًا فى مثلث «حلايب - أبورماد - شلاتين»، تجد سلسلة جبال علبة، التى لا يمكن أن تغض النظر عنها، تمتلك عددًا من المؤهلات التى جعلت الدولة المصرية تعلنها كإحدى أكبر المحميات الطبيعية فى مصر.
للوهلة الاولى عندما تقع عيناك على تلك الصور، لن تتخيل أن هذه المناظر الخلابة موجودة على الأراضى المصرية حيث الصحراء تحولت إلى جنة، مراع مفتوحة مد بصرك، ومد قلبك، واتساع خيالك، أميال وأميال وأنت في حضرة الأخضر وعبير الفردوس لا ينقطع عنك، هنا ترى قمم الجبال تشق السحب فى لوحة فنية جميلة، الطبيعة تضاهى فى جمالها غابات جنوب أفريقيا.
جنة انفتحت أبوابها، تمد للسكان حبل الوصل الممدود رحمة من السماء إلى بلادهم الواقعة بين جبل وبحر، هنا الهواء النقى والراحة النفسية الربانية، حيث يمكنك مشاهدة الغزلان، والكبش الأروى، وقط الرمال، والنمر الأفريقى الذى يعد من الأنواع المهددة بالانقراض، و«الصقر الحر»، كما يوجد الحمار البرى النوبى، بالإضافة إلى ٤٠ نوعًا من الزواحف التى تعيش فى «الجبل»، و١٧٣ نوعًا من الطيور، و٢٤٤١ نوعًا من اللافقاريات البحرية، ونوعين من المانجروف، و١٢٣ نوعًا من الشعاب المرجانية الرخوة، والصلبة.
هنا جَنة يفوح عطرها من كل روضة في كل صباح، ودخان سَّلات يحجب الرؤية، ترتشف من بعده لبن إبل طازج، وأنت تستمع لصوت باسينكوب في يد الراعي.
من جانبه قال الدكتور أحمد غلاب مدير محميات البحر الأحمر، ليس هناك أى صعوبات لزيارة المحمية فهى مخصصة للمصريين فقط، حيث يتم استخراج التصاريح اللازمة فى يوم واحد للاستمتاع بجنة الله على الأرض.
يضيف «غلاب» فى تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، تحوي المحمية العديد من الموارد الطبيعية والبشرية والثقافية ما بين حياة برية ونباتات طبية واقتصادية، وكذلك آثار فرعونية ورسومات قديمة، بالإضافة للموارد المائية من آبار وعيون للمياه العذبة.
وأضاف مدير محميات البحر الأحمر: «تتغير ألوان وديان جبل علبة كل شتاء من الأصفر إلى الأخضر، بعد أن تملأ الأعشاب المنطقة، بسبب الأمطار والسيول التى تشهدها المنطقة، مؤكدا أن العاملين في المحمية كل فصل شتاء يرصدون أنواع طيور جديدة منها المهاجر والنادر.
