الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

شاهد..عبدالله عبيد "حامل القرآن" يرى بنور الله

عبد الله عبيد
عبد الله عبيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«قومٌ قد اختار الإله قلوبهم.. لتصير من غرسِ الهدى بستانًا.. رفعوا كتاب الله فوق رؤوسهم.. ليكون نورًا في الظلام».. هؤلاء هم الذين أنعم الله عليهم بحمل كتابه المقدس- القرآن الكريم- بين جنبات صدورهم، ليستقر في أعماق قلوبهم وعقولهم، ليكون نورهم بين الوَرَى؛ خاصة وإن جاء "قدر الله" بفقدانهم لأبصارهم، فيبدلهم الله به نورا يمشون به بين الناس.
هنا.. وداخل منزل صغير، بقرية كفر شبين، التابعة لمحافظة القليوبية، اختار الله، الشيخ عبدالله حامد إبراهيم عُبيد، صاحب الإثنى عشر عاما، ليكون فارسًا يتوج قلبه بكتاب الله، ويُلبس أبويه تاج الوقار في الآخرة، فبالرغم من أن مشيئة الله وقدره جاءت بسلب نور بصره وهو في مهد الحياة؛ إلا أن الله أنار بصيرة أبويه فأصروا على تحفيظه "كتاب الله"؛ ليكون إمامه في الدنيا وسراجه المنير في الآخرة.
منذ نعومة أظافر الصغير، وتحديدًا في الثالثة من عمره، آتاه الله ما لم يؤتي الكثير من الأطفال، فُأحلت عقده لسانه وأُصبح قادرًا على التحدث، وفطن عقله جيدًا وبات يحفظ سماعًا من "مرتين أو ثلاث"، بعد أن تولى جده لأبيه هذه المهمة الصعبة، حتى أنعم الله على الصغير بحفظ ما يتجاوز السبعة أجزاء كاملة، إلى أن أذن الله بوفاة معلمه ومربيه الأول (جده).
كانت وفاة جده، صاعقة كبرى عصفت بأحلام الصغير، فمن أين يأتي بمحفظ ليُكمل معه "طريق الهدى"؟؛ ورغم هذه الفجوة التي حملت أبويه المشقة والعناء؛ إلا أنهم حرصوا على المواصلة وعون صغيرهم، حتى يُكمل طريق النور دون أدنى كلل أو ملل.
فبين شيخ وآخر، تنقل "عبد الله" لينهل من علومهم؛ حتى أتم حفظ القرآن كاملًا بالقراءات العشر، ليرتفع سقف أحلامه عاليًا حتى قارب عنان السحاب، فأخذ يبحث من جديد عن علماء آخرين ينهل من علمهم، حتى جمعته الصدفة بمعلمته ومجيزته "الشيخة هدى"، ليتلو عليها ويتقن جيدًا ما حفظ؛ حتى أجازته معلمته بقراءة حفص عن عاصم.
يقول ابن الأزهر الشريف، والمقيد بالصف الأول الإعدادي، بمعهد شبين القناطر، بمحافظة القليوبية: أن كل ما يحلم به، هو أن يصلي ركعتين في روضة النبي "صلى الله عليه وسلم"؛ وأن يمُن الله على أبوية بحجة، تكون عوضًا لجزءٍ من مشقتهم وتعبهم وسهرهم آناء الليل وأطراف النهار، حتى تمكن من حفظ كتاب الله العزيز.
من جانبه، أعرب والده ويدعى "حامد"، عن موفور سعادته التي لا يمكن وصفها، بعد أن منَّ الله على "فلذة كبده"، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملا بالعشر قراءات، لافتًا إلى أن "الشيخ عبدالله" لا يحتاج سوى "آلة برايل"، أو كما يطلق عليها "مكينة بيركنز"، والتي يتراوح سعرها من (30 لـ 35) ألف جنيهً، كي تساعده على القراءة والكتابة؛ مخاطبًا الأزهر الشريف بضرورة توفير الكتب الدراسية المكتوبة بطريقة "برايل" للطلبة المكفوفين.