الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

دراسة: التحول للبروتينات البديلة قد تقلل الوفيات بنسبة 5%

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت دراسة حديثة أجرتها مدرسة أكسفورد مارتن التابعة لجامعة أكسفورد البريطانية أن تلبية الطلب العالمي المتزايد على الأغذية البروتينية من خلال مصادر البروتين غير اللحوم يمكن أن تمنع الملايين من الوفيات غير الضرورية في السنة بما تصل نسبته إلى 5%، إضافة إلى تخفيض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بشكل كبير بما يصل إلى 25%.
وأكدت الدراسة - التي وزعها المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) اليوم الخميس في جنيف- أن إيجاد حالة من التوازن بين استهلاك اللحوم مع مصادر بديلة للبروتين يمكن أن يؤدي إلى فوائد صحية وبيئية كبيرة، مشيرة إلى أنه يمكن تحقيق صناعة غذائية مستدامة وحياة بشرية أكثر صحة من خلال المزيد من الابتكار في تطوير البروتينات البديلة والإنتاج الحيواني وكذلك تغيير سلوك المستهلك، مشددة على ضرورة التزام جميع قطاعات الأعمال والحكومة والمجتمع المدني بضمان تحويل النظام الغذائي مع الحفاظ على معيشة مئات الملايين من مزارعي الثروة الحيوانية في جميع أنحاء العالم.
وأظهرت الدراسة أن الاحتياجات الغذائية لسكان العالم المستقبلي البالغ عددهم 10 مليارات نسمة يمكن تحقيقها على نحو مستدام، مع ضمان نتائج صحية إيجابية من خلال مزيج من مصادر البروتين المبتكرة ونظم الإنتاج المحسنة وتغيير سلوك المستهلك، موضحة أن التحول من اللحم البقري -الحالة الأساسية للتحليل- إلى مصادر البروتين الأخرى يمكن أن يقلل العبء العالمي الإجمالي للوفيات المرتبطة بالنظام الغذائي بنسبة 2.4%، مع ارتفاع هذا العدد إلى 5% في البلدان عالية الدخل والبلدان ذات الطبقة الأعلى متوسطة الدخل، معتبرة أن هذا سيكون أمرا مهما بشكل متزايد نظرا للطلب المتوقع على اللحوم من الطبقات المتوسطة الناشئة.
وأشارت الدراسة إلى أن ﺑﯾﺎﻧﺎت ﻋﺎم 2010 أظهرت أن إﻧﺗﺎج ﻟﺣوم اﻟﺑﻘر وﺣده ﮐﺎن ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن 25% ﻣن ﺟﻣﯾﻊ اﻧﺑﻌﺎﺛﺎت الغازات اﻟدﻓﯾﺋﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻐذاء، لافتة إلى أنه مع ارتفاع الطلب على البروتين، سيضع هذا الطلب ضغوطا هائلة على البيئة، وهناك فرق صارخ بين انبعاثات الغازات الدفيئة لإنتاج لحوم البقر ومصادر البروتين الأخرى، وفي حين أن لحوم البقر على سبيل المثال لديها كثافة انبعاثات تبلغ 23.9 كيلوجرام من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل 200 كيلوجرام، فإن الفول والقمح والمكسرات تنبعث منها كيلوجرام واحد أو أقل من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لنفس القيمة الغذائية، وهناك مصادر أخرى مثل لحم الخنزير والطحالب والدجاج تنتج فقط من 3 إلى 6 كيلوجرامات من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وقال المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي دومينيك جراي إنه سيكون من المستحيل إرضاء الطلب المستقبلي في العالم على اللحوم على نحو مستدام، مبينا أنه من الممكن إنتاج ما يكفي من الغذاء لـ10 مليارات شخص وتحسين صحة الناس دون التخلي بالضرورة عن اللحوم -حتى اللحوم الحمراء- وذلك من خلال الابتكار في المنتجات والتحسينات في كيفية إنتاج لحم البقر ولحم الخنزير والدجاج، وكذلك من خلال الجهود المبذولة من جانب المستهلك لاحتضان نظام غذائي أكثر تنوعا.
ورأت الدراسة أن أربعة قطاعات ستكون بحاجة إلى تحول حقيقي هي: صناعة الأغذية التي عليها الاستثمار في بروتينات بديلة جديدة للمساعدة في زيادة الإنتاج وتزويد المستهلكين بمجموعة أوسع من الخيارات، وكذلك صناعة الثروة الحيوانية التي يجب أن تعمل مع الآخرين بما في ذلك الحكومات لتطوير الحوافز للمزارعين لتبني عمليات إنتاج أكثر استدامة، وفيما يخص صناعة المواد الأولية فيجب أن يتحول الإنتاج نحو إنشاء مدخلات لبروتينات بديلة، إلى جانب إنشاء مواد وسيطة أكثر استدامة.