الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حدث في مثل هذا اليوم.. 1978 السادات ينتقد عبدالناصر في حديث مع وزير الخارجية

 السادات وعبد الناصر
السادات وعبد الناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سافر وزير الخارجية محمد إبراهيم كامل، إلى أسوان يوم ٢ يناير ١٩٧٨، وفي ظهر اليوم التالي ٣ يناير توجه إلى الرئيس السادات في استراحته بالقرب من خزان أسوان، وكان السادات في انتظار الرئيس الأمريكي كارتر للاجتماع به يوم ٤ يناير، وهو في طريق عودته إلى واشنطن بعد زيارته إلى الهند ودول أخرى.
وكانت الاستراحة عبارة عن «فيللا بسيطة تطل على منظر بديع للنيل والحقول وتحيطها حديقة رائعة مزروعة بالنباتات الاستوائية»، حسب وصف «كامل» في مذكراته «السلام الضائع» عن «كتاب الأهالي - القاهرة»، مضيفًا: «كان السادات يقابل وفدًا عسكريًا فرنسيًا يزور مصر فحضرت المقابلة، التي لم تلبث أن انتهت، فصحبني الرئيس إلى مكان جانبي في الحديقة، حيث جلسنا ثم بدأ يتحدث بإسهاب». 
تناول حديث الرئيس لوزير خارجيته، أسباب سفره إلى القدس، ورأيه في جمال عبدالناصر، والرئيس السوري حافظ الأسد، وحرب أكتوبر ١٩٧٣.
يقول «كامل»: «أفاض في الحديث عن حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣، وكيف أعد لها ونسق مع الرئيس الأسد، والملك فيصل «العاهل السعودي»، وقال السادات لـ«كامل»، إن حرب أكتوبر أعدت ومهدت الطريق للسلام بعد أن استرد العرب كرامتهم وثقتهم في أنفسهم، وبعد أن أدركت إسرائيل كذب أسطورة أن الجيش الإسرائيلي لا يهزم، وخطأ نظرية حدوده الآمنة، وأنه دعا لمؤتمر سلام دولي، والجيش المصرى في أوج انتصاره وأنه آن لمصر أن تنعم بالسلام بعد طول ما عانت على مدى ثلاثين عامًا من التضحيات البشرية والاقتصادية، وأنه أدرك بالتجربة أنه لا سبيل إلى إجماع الجانب العربي على موقف واحد يدخل به مؤتمر جنيف. 
وكشف عن بداية فكرة زيارته لإسرائيل وعرض السلام عليها قائلًا: إنها خطرت له بعد أن فكر في عدة وسائل للعمل الجريء لإنهاء الحرب مع إسرائيل، ومنها دعوته لرؤساء الدول الكبرى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن للاجتماع في القدس، إلا أنه عدل عن هذه الفكرة خوفًا من أن يفشلها الاتحاد السوفيتي والصين بعدم الحضور، فخطرت له فكرة زيارة إسرائيل، وتذكر أن الرئيس الروماني «شاوشيسكو» كثيرًا ما اقترح عليه أهمية المفاوضات المباشرة للخروج من الدائرة المغلقة التي التزم بها العرب من البداية، فما كان منه إلا أن زار شاوشيسكو لسؤاله عن شخصية مناحم بيجين «رئيس الحكومة الإسرائيلية»، وهل هو رجل قوي، وقادر على تحقيق السلام؟ فلما أكد له شاوشيسكو ذلك عزم أمره على الذهاب إلى القدس.
انتقل السادات بعد ذلك إلى مقارنة نفسه بجمال عبدالناصر، مشيرًا إلى أنه كان يعمل بكل الوسائل على فشله وهدمه؛ حيث كان يسعى إلى أن يخلف علي صبري، عبدالناصر في رئاسة الجمهورية.
وأضاف: «عبدالناصر لم يكن يستطيع العيش دون توتر، ولم يكن يهتم بمباهج الحياة، ولا يقدر ما وهبنا الله من نعم، وكان دائم الشك في الأشخاص حتى يثبت له العكس»، وقال عن نفسه، إنه يكره العيش في توتر ولا يستطيع التفكير إلا في جو هادئ، ومن هنا كان حبه للريف وابتعاده عن القاهرة، وإقامته في القناطر الخيرية أو غيرها من المناطق الهادئة ذات الطبيعة الجميلة، وأنه يقدر الجمال في كل صوره ويشكر الله على نعمه، ويحب الناس ويثق فيهم إلى أن يثبت العكس على خلاف عبدالناصر.